اختُتمت اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببن جرير، أشغال الدورة الخامسة للمناظرة الوطنية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، التي انعقدت تحت الرعاية الملكية السامية تحت شعار: "الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والتنمية المجالية: نحو دينامية جديدة لالتقائية السياسات العمومية"، والتي نظمتها كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وأوصى المشاركون، في التوصيات الصادرة عن أشغال المناظرة، بوضع نظام ضريبي وجمركي تحفيزي يتلاءم مع طبيعة القطاع، وتيسير الولوج إلى التمويل بشروط مناسبة، فضلا عن اعتماد إجراءات قانونية تتيح للمنظمات الاستفادة من الدعم العمومي بناء على معايير واضحة. وأكدوا على ضرورة تحيين أهداف وآليات الإستراتيجية العشرية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتسريع إخراج إطار تشريعي وتنظيمي حديث وموحد يعكس خصوصية هذا القطاع. كما دعوا إلى تبني منظومة مؤسساتية جديدة ترتكز على الشفافية والحكامة، من خلال إنشاء سجل وطني خاص وإحداث المرصد الوطني للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى جانب تيسير الإجراءات الإدارية المرتبطة بإحداث منظمات القطاع وطنيا ومحليا. كما شددت التوصيات على مأسسة التنسيق بين مختلف المتدخلين الحكوميين في السياسات القطاعية ذات الصلة، بما يتماشى مع التوجيهات الملكية والنموذج التنموي الجديد، مؤكدة على أهمية ربط هذا الاقتصاد بالخيار الجهوي للمملكة، مع ضمان العدالة المجالية وتقليص التفاوتات الاجتماعية. وسلطت التوصيات الضوء على أهمية العناية بالعنصر البشري كركيزة لهذا الاقتصاد، من خلال إحداث برامج لتكوين وتقوية القدرات التقنية، مع الدعوة إلى إدماج الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في المنظومة التعليمية، عبر إحداث مسالك دراسية ومراكز تكوين متخصصة، تتوج بشهادات معترف بها، بما يعزز جاذبية القطاع لدى الشباب والفئات الباحثة عن الاندماج المهني. كما أكدوا على ضرورة دعم تسويق منتجات منظمات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، سواء في الأسواق الداخلية أو الخارجية، من خلال تطوير منصات رقمية وتجارية، وإطلاق برامج للتحول الرقمي بشراكة مع القطاعات العمومية المختصة، مع تعزيز دور الغرف المهنية في هذه الدينامية. وجاءت المناظرة الوطنية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والتي امتدت على مدى يومين، متنوعة من حيثُ مواضيع ندواتها وورشاتها، إذ تطرقت لعدد من المحاور من بينها: التمويلات المبتكرة والتحول الرقمي وتثمين التراث الثقافي وريادة الأعمال وتنمية سلاسل القيم، بمشاركة عدد من الفاعلين المؤسساتيين، وممثلي القطاعين العام والخاص والتعاونيات والأكاديميين، بالإضافة إلى ضيوف المملكة من دول إفريقية وأجنبية عديدة. حيث انكبت النقاشات على تدارس سُبل تعزيز مساهمة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في تحقيق التنمية المستدامة والعادلة.