قال محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت بالناظور، إن عهد جلالة الملك محمد السادس غيّر وجه المغرب بشكل عميق، وصنع "مغربًا جديدًا" يحظى بمكانة مرموقة على الصعيد الدولي، وبنى دولة مؤسسات وديمقراطية وتنمية حقيقية. وأوضح أوجار، خلال لقاء جهوي نظمته الشبيبة التجمعية، أن اللقاء ينعقد في سياق الاستعداد للاحتفال بعيد العرش، وهي مناسبة لاستحضار التحول الاستراتيجي الذي قاده الملك محمد السادس، لا سيما في مناطق كانت مهمشة تاريخيا لاعتبارات سياسية كالريف والشرق، مشيرًا إلى أن أول زيارة ملكية خارج العاصمة بعد اعتلاء العرش كانت للريف، في خطوة حملت رمزية قوية في إعادة الاعتبار لتلك المناطق. وأكد أوجار أن المغرب اليوم يشكل استثناء في محيطه، بفضل أمنه واستقراره رغم التحديات والمناورات الخارجية، ويدبر أضخم عملية تنقل بشري سنويًا بين أوروبا وإفريقيا. كما ذكّر بأن النظام السياسي المغربي يقوم على دسترة الاختيار الديمقراطي، حيث يُنتخب رئيس الحكومة بناءً على نتائج صناديق الاقتراع، وجلالة الملك يعيّن من يقود الحكومة بناءً على هذا الخيار. وانتقد أوجار حملات التيئيس والتشويش التي تستهدف التجربة الديمقراطية المغربية، مشددًا على أن الملك محمد السادس هو الضامن لهذا الخيار، وأن "التشكيك يضرب في عمق الدولة". واعتبر أن الحكومة الحالية بقيادة عزيز أخنوش هي ثمرة لأكبر عملية إنصات واستماع في تاريخ الحياة السياسية، نتج عنها برنامج طموح نال ثقة المواطنين. وفي معرض حديثه عن الحصيلة الحكومية، قال أوجار إن الأحرار واعون بأن البلاد مقبلة على أشهر صعبة بفعل تصاعد الخطابات الهدّامة، لكنه شدد على أن الحزب جاهز لتقديم ما أنجزه وما لم يتمكن من إنجازه، مضيفًا: "نحن مستعدون للمحاسبة". وأكد أوجار أن منظمات الحزب، خصوصًا الشبيبة، مطالَبة اليوم بلعب دور جوهري في إيصال منجزات الحكومة للمواطنين في كل الفضاءات العمومية، مضيفًا: "نحتاج إلى وسائل تواصل جديدة وفعالة، لأن ما تحقق من دعم اجتماعي وزيادات في الأجور واستثمارات لا يُعرَف أنه ثمرة عمل حكومي بقيادة التجمع الوطني للأحرار ". وفيما يخص أداء الحكومة، شدد على أن التجربة الحالية تُدار بحكمة وانسجام، رغم صعوبات كبرى مثل كوفيد والجفاف والحروب الدولية، مشيرًا إلى أن المغرب لم يتوقف عن الاستثمار، وأن عددًا من الإشكالات، مثل تلك التي تعرفها الصحة، تعود لإرث تدبيري سلبي امتد لعقد من الزمن. وختم والمنسق الجهوي للحزب بجهة الشرق، مداخلته بالتأكيد على ضرورة تجاوز منطق الحزبية الضيقة، داعيًا إلى الاعتراف بنجاح أي مسؤول حكومي بصرف النظر عن انتمائه، لأن "من يربح في النهاية هو المغرب"، مشددًا على أهمية مواصلة العمل لتجديد ثقة المغاربة في الانتخابات المقبلة ومواصلة مسار الإصلاح.