على بعد حوالي 1500 متر من مركز تافوغالت، تقع غابة تازمورت، التي تخترقها طريق بئيسة، شيدت منذ عهد الاستعمار لاستعمالها في تنقلاته العسكرية، ورغم ذلك صمدت سنين طوال، حتى دمرت نصفها أمطار الخير القوية خلال السنين الأخيرة، فأحدثت بها شقوقا وحفرا يصعب أحيانا المرور منها.. وهناك وسط الغابة، تندهش العين لما تشاهده من تلوث بيئي خطير، يتسبب في انتحار الفضاء البيئي.. هناك تطرح آلات جماعتي تافوغالت ورسلان القرويتين النفايات والأزبال المستقدمة من المركز، فغزت هذه الأزبال التي تم بسطها على شكل مطارح واسعة جذوع أشجار الكريش والعرعر، مما يعرضها للإنقراض، وللإشارة فإن هذا النوع من الأشجار يعرف طلبا متزايدا على المستوى الدولي كما أن سعره مرتفع. هناك وسط الغابة تعاين العين عشرات الاشجار من هذا النوع، وقد اصفرت أغصانها واسودت جذوعها وتآكلت، وتساقطت أوراقها تباعا، بسبب تسرب عصارة الأزبال والمواد الكيماوية المنزلية الى عروقها.. والأكثر من هذا، فإن الطيور والوحيش وبخاصة الحجل والأرانب يصيبها التسمم بالتقاطها الغذاء من قلب مزبلة تازمورت.. شيء خطير ما تراه عين الزائر مما آلت إليه فضاءاتنا الطبيعية والسياحية بامتيازه. إن تافوغالت ومحيطها اليوم تئن تحت الانهيار البيئي مادامت منتجعاتها الجبلية والغابوية أضحت مجالا لرمي القمامات والازبال، رغم ميزتها السياحية التي تستقطب عشرات الآلاف من الزوار يوميا.!