وزير : قطاع الطيران .. الحكومة ملتزمة بدعم تطوير الكفاءات    مونديال 2030 .. الشركات البرتغالية تتطلع إلى تعزيز حضورها في السوق المغربية    أنباء عن احتجاز بعثة نهضة بركان بمطار هواري بومدين بالجزائر    نشرة إنذارية | أمطار رعدية ورياح قوية في عدد من مناطق المغرب غدًا السبت    ترويج الكوكايين يسقط شبكة مكونة من 3 أفراد في قبضة أمن طنجة        تقرير رسمي يرصد آراء متشائمة للأسر المغربية بخصوص القدرة على الادخار        محاكمة طبيب التجميل التازي ومن معه.. النيابة العامة تؤكد ارتكاب جريمة "الاتجار في البشر"    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    ميراوي: أسبوع يفصل عن إعلان سنة بيضاء وبرلمانيون يناشدونه التراجع عن القرارات تأديب طلب الطب    طغى عليه الغياب واستحواذ الأغلبية على مقاعد الأمناء والمحاسبين : انتخاب مكتب مجلس النواب    ردّا على المسرحية الإيرانية.. إسرائيل تطلق صواريخ بعيدة المدى على مدينة أصفهان    نشرة إنذارية : زخات مطرية قوية وهبات رياح قوية مرتقبة غدا السبت بعدد من مناطق المملكة    طنجة .. توقيف ثلاثة أشخاص لإرتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في المخدرات    مجلس النواب يعقد جلسة عمومية لاستكمال هياكله    في تقليد إعلامي جميل مدير «الثقافية» يوجه رسالة شكر وعرفان إلى العاملين في القناة    جمال الغيواني يهدي قطعة «إلى ضاق الحال» إلى الفنان عمر السيد    الطريق نحو المؤتمر ال18..الاستقلال يفتح باب الترشح لعضوية اللجنة التنفيذية    الهجمات على إيران "تشعل" أسعار النفط    فيتو أميركي يٌجهض قرار منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة    مكناس: تعبئة شاملة لاستقبال ضيوف المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2024    صورة تجمع بين "ديزي دروس" وطوطو"..هل هي بداية تعاون فني بينهما    منظمة الصحة تعتمد لقاحا فمويا جديدا ضد الكوليرا    المدير العام لمنظمة "FAO" يشيد بتجربة المغرب في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والغابات    العصبة الاحترافية تتجه لمعاقبة الوداد بسبب أحداث مباراة الجيش    "أحرضان" القنصل المغربي بهولندا يغادر إلى دار البقاء    باستثناء الزيادة.. نقابي يستبعد توصل رجال ونساء التعليم بمستحقاتهم نهاية أبريل    وزيرة : ليبيريا تتطلع إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التكوين المهني    التراث المغربي بين النص القانوني والواقع    السودان..تسجيل 391 حالة وفاة بسبب الاصابة بمرضي الكوليرا وحمى الضنك    أخْطر المُسَيَّرات من البشر !    سوريا تؤكد تعرضها لهجوم إسرائيلي    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    مهرجان خريبكة الدولي يسائل الجمالية في السينما الإفريقية    لوسيور كريسطال تكشف عن هويتها البصرية الجديدة    "قتلوا النازحين وحاصروا المدارس" – شهود عيان يروون لبي بي سي ماذا حدث في بيت حانون قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي    الدكيك وأسود الفوتسال واجدين للمنتخب الليبي وعينهم فالرباح والفينال    ضربات تستهدف إيران وإسرائيل تلتزم الصمت    تفاصيل هروب ولية عهد هولندا إلى إسبانيا بعد تهديدات من أشهر بارون مخدرات مغربي    بعد نشر سائحة فيديو تتعرض فيه للابتزاز.. الأمن يعتقل مرشد سياحي مزور    مليلية تستعد لاستقبال 21 سفينة سياحية كبيرة    تقرير يُظهر: المغرب من بين الوجهات الرخيصة الأفضل للعائلات وهذه هي تكلفة الإقامة لأسبوع    واش اسرائيل ردات على ايران؟. مسؤولوها اكدو هاد الشي لصحف امريكية واعلام الملالي هدر على تصدي الهجوم ولكن لا تأكيد رسمي    المغاربة محيحين فأوروبا: حارث وأوناحي تأهلو لدومي فينال اليوروبا ليگ مع أمين عدلي وأكدو التألق المغربي لحكيمي ودياز ومزراوي فالشومبيونزليك    "الكاف" يحسم في موعد كأس إفريقيا 2025 بالمغرب    خطة مانشستر للتخلص من المغربي أمرابط    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    وزارة الصحة تخلد اليوم العالمي للهيموفيليا    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    الأمثال العامية بتطوان... (574)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نداء إلى من يهمه الأمر.. مسرح مدينة مزغان / الجديدة يحارب طواحين الهواء من أجل إعادة الاعتبار له.. بقلم // باقر لمسفر
نشر في العلم يوم 19 - 01 - 2020


عمالقة الفن من جميع ربوع العالم
نداء إلى من يهمه الأمر..
مسرح مدينة مزغان / الجديدة يحارب طواحين الهواء من أجل إعادة الاعتبار له
بقلم // باقر لمسفر*
يعد مبنى المسرح البلدي (مسرح محمد عفيفي حاليا) المتواجد وسط المدينة بمحاذات ميناء الجديدة والمركز البريدي وبنك المغرب، من أبرز المعالم التي تم تشييدها خلال الاحتلال الفرنسي للمغرب، والذي بني سنة 1920 وفقا للطراز الهندسي الإيطالي القديم على مساحة 900 متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى 658 متفرج إضافة إلى 11 مقصورة.
الأستاذ باقر المسفر قيدوم المسرحيين المغاربة
مسرح الجديدة اشعاع للمنطقة
مما جعل منه مركز إشعاع ثقافي للمنطقة، وفي سنة 1969 شهد المبنى عملية ترميم شملت عصرنة قاعة العرض وتوسيع خشبة العرض، وترميم غرف تبديل الملابس، وتركيب ستائر حائطية وزليج رهيف أرضي وحائط عازل لامتصاص انعكاس الصوت والصدى (انعكاس الموجات الصوتية وارتدادها)، وإعادة تأهيل العناصر التزينية والفنية بما يتلاءم والمسارح الحديثة.
وفيما يخص إدارة المسرح ، فأول مدير عين بصفة رسمية هو السيد “هنري دو كي” وذلك إلى غاية استقلال المغرب، وأسندت الإدارة ما بين 1969 و1974 للمرحوم محمد سعيد عفيفي بأمر من المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه، ومابين 1979 و1993، أسندت على التوالي ولفترة قصيرة للسادة علي القادري وعبد الرحمن الخياط وأحمد أمل، وشقيق السحيمي.
وقد احتضن هذا المسرح منذ بنائه اعمال خالدة لعمالقة الفن من جميع ربوع العالم، ومن بينهم على سبيل الذكر لا الحصر: يوسف وهبي – أمينة رزق – إديتبياف – جان كوكتو– جان ماري – جان فيلار– سيرج ريجياني– ريتشارد بيرتون– اليزابيت تايلور – إيف مونتون، واحمد البيضاوي الذي أبدع بأغنيته الخالدة: ياصاحب الصولة والصولجان ..، احمد الطيب لعلج، عبد المجيد نجدي، الحاج يونس، عبد الوهاب الدكالي، عبد الهادي بلخياط، نبيل لحلو، وجل أعمال الطيب الصديقي وعبد الكريم برشيد وعبد القادر البدوي ومن جانب الفنانين اليهود المغاربة نذكر زهرة الفاسية التي كانت تعتبر ام كلثوم المغرب في عصرها، وسامي المغربي الذي اطربنا باغنيته الشعبية الخالدة ” قفطانك محلول يالالة، والفنان بوطبول، بدون ان ننسى في اطار الفن الأصيل مولاي احمد لوكيلي مجدد الموسيقى الأندلسية والحاج عبد الكريم الرايس صاحب العشاق وانصراف لبطايحي، وغيرهم كثير. فكان بحق سراجا مضيئا ومشعلا للفن والثقافة ليس فقط على مستوى مدينة الجديدة بل على مستوى المغرب ككل.
لقد صعد الى خشبة المسرح مزغان الجديدة التاريخية فطاحل من الفنانيين المسرحيين والمغنيين من كل حدب وصوب ونذكر منهم على سبيل المتال لا الحصر:
البشيرالسكيرج، سالم الهلالي، نعيمة سميح، بهيجة ادريس، ليلى غفران، محمود الادريسي، بوشعيب البيضاوي، المعلم قيبو، مصطفى السباعي راقص الكلاكيت، عبد الصادق شقارة، العربي الدغمي، عبد الرزاق حكم، احمد الغرباوي بأغنيته الشهيرة إنها ملهمتي، البشير لعلج، حمادي عمور، حميد الزاهر، عبد الصمد دينية، جان فيليب، ارصون ويليس، فرقة بريوسكا الروسية، سهرات البالي الكلاسيكية، والاستعراضات المبهرة، وابراهيم العلمي، احمد السنوسي، عبد اللطيف هلال، عبد العظيم الشناوي، واوركسترا الفيلارمونيكا، وعبد لوهاب اكومي، الحاجة الحمداوية، لطيفة رافت وغيرهم كثير، كما زاره مغني البوب الشهير مايكل جاكسون وزيارة خاصة للتعرف على المبنى وشكل بناءه، وباقر المسفر قيدوم المسرحيين المغاربة حيث كان له شرف في المشاركة بتقديم عرض مسرحي امام اب الامة الملك محمد الخامس وسائر أعضاء العائلة المالكة يوم 14/3/1946 بالقصر الملكي العامر بالرباط بعدما منعت الفرقة الوطنية للمسرح بالجديدة من تقديم عروضها بمسارح الجديدة والدار البيضاء وسينما الملكي بالرباط.
مسرح مدينة مزغان / الجديدة يحارب طواحين الهواء من أجل إعادة الاعتبار له..
من يجبر المسرح على غلق ابوابه
بيد أنه منذ سنة 2012، يواصل مسرح محمد سعيد عفيفي غلق أبوابه أمام رواده. إذ كان من المفترض أن يكون مفتوحا للعموم ومحتضنا لعروض الفرق المسرحية المحلية والوطنية وحتى الأجنبية، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، فحتى هذا المسرح اليتيم وجد نفسه مجبرا على طرد رواده وحرمانهم التمتع بالعروض لتزداد وضعية الحياة الثقافية تعقيدا، والمدينة في حاجة أكيدة لها، وذلك بسبب تعطل وتلف تجهيزاته من إنارة وصوت وغيرها وإجبار الفرق المحلية على أداء فوق طاقتها لاستغلال المسرح ولو لعرض مسرحياتها بالمجان، وكان المفروض أن يكون هدا لمسرح محتضنا ومفتوحا في وجه المسرحيين الجديديين لتشجيعهم على العطاء والإبداع.
ومن الطرائف التي تبكي ولا تضحك، فقد قال يوما أحد أعضاء المجلس البلدي “ماذا تستفيد البلدية من مداخيل عن طريق قاعة المسرح؟ لا شيء غير الصداع، فلماذا لا يتم هدمه لتوسعة الساحة أو بناء فندق من طراز رفيع؟؟…
اعطيني مسرحا وخبزا أعطيك شعبا عظيما ومتحضرا قالها، الفيلسوف اليوناني أفلاطون في حين أن المسرحي الفرنسي الشهير فولتير قال: في المسرح وحده تجتمع الامة ويتكون فكر الشباب وذوقه والى المسرح يفد الأجانب ليتعلموا لغتنا ويتعرفوا على هويتنا وفنوننا وعاداتنا لا مكان فيه لحكمة ضارة ولا لتعبير عن أية أحاسيس غير جديرة بالتقدير، إلا وكان مصحوبا بالتصفيق، إنه مدرسة دائمة لتعلم الفضيلة .” والدوق الرفيع.
ولكن للأسف، ما زال كثيرون لا يستوعبون الدور المهم للمسرح في حياة المجتمع وشبابه وفي تعزيز القيم والهوية، وما يزال هناك ظن أن وجوده وأهدافه تنحصر في مجرد التهريج والضحك والنكتة… وما يزال هناك من يتوجس منه ويرتاب فيه وينتقص من أصحابه، رغم أن المسرح يرقى ويهذب النفوس ويسمو بها إلى عوالم لا نهاية من التطور والانعتاق من براثن التخلف والجهل الضارب بأطنابه في أضابير البعض بشتى ضروبها.
إن مسرح مزكان الجديدة يعد فضاء ثقافيا شهد الكثير من المهرجانات والعروض المسرحية والإستعراضات العالمية، والتي كانت متنفسا للمواطن الجديدي على مدى فترة طويلة من الزمن، كما يعد مكسبا وإضافة ثقافية للمدينة ولعائلة المسرح الجديدي. ومن هذا المنطلق، فحري بالمسؤولين أن يتخذوه وسيلة للمساهمة بقسط كبير في إثراء المسار الثقافي والفني، بعرض وإنتاج أعمال فنية راقية في المجال المسرحي والاستعراضي ورقص البالي وموسيقى اندلسية وموسيقى الجاز والسمفونيات العالمية. وكدا كل الاعمال العالمية لعمالقة الفن. وحري بهم العمل على احتضان رجالات ونساء المسرح الجديدي وغيره عبر المملكة.
فكيف يمكن مثلا الحديث عن استنهاض الدور البارز للمسرح حين يتم الانتقاص من مكانته وعدم التفكير في الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيسه ؟ لماذا يتملص بعض المسؤولين في إعطائه مكانته الرفيعة ؟
الاشتغال بالذكرى المئوية لتشييد هذه المعلمة الفنية الثقافية
ويجب الاشتغال بالذكرى المئوية لتشييد هذه المعلمة الفنية الثقافية والتربوية بل من المحتوم علينا ان نقيم حفلا عظيما وبهيجا يليق بهذا الصرح الذي يذل على عظمة وتقدم الحياة الثقافية وازدهارها مائة عام قبل اليوم، ودعوة كبار المثقفين والفنانين والكتاب المرموقين ، الى هذه التظاهرة بعد ان يرمم ويوظف فيه فنيين وتقنيين أكفاء وأصحاب البرتوكول والاستقبال، ويكون حفل لا ينسى لوقت طويل …..ونظهر للذين لا يرغبون فتح أعينهم أن بلدنا غني بمثقفيه وفنانيه في جميع التخصصات وذلك منذ 100 عام مضت.
هل الاحتفال بالذكرى المئوية تعد جرما في قاموس هؤلاء؟
يحتاج هذ المسرح الى جهودنا جميعا وإلى الالتفاف حول أهدافه الوطنية المشتركة ثقافية وفنية واجتماعية، ودمجه في منظومة التهديب والمواطنة، وهو في طليعة الأهداف الإجتماعية، لأنه بوابة الشراكة ومفتاح الرقي بالمجتمع، هذا المجتمع الذي يواجه في كل يوم تحديات جديدة، تحتاج إلى تظافر جهود أبنائه ووعيهم.
وفي انتظار التفكير في الإحتفال بالذكرى لمسرح عمر 100 سنة، وغيرها من المآتر التاريخية المنسية والمتخلى عنها بعروس شواطئ مدينة – مازاكان الجديدة le Deauville Marocain.
تظل هذه المعلمة الثقافية الفنية التي تعتبر إرتا تاريخيا للمدينة متأبطة صهوة حصانها ، تحارب طواحين الهواء من أجل اعادة الإعتبار لها.
اننا نحب بلدنا الذي ضحى من اجله عدد لا يستهان به من المقاومين والوطنيين المخلصين ، وهم لا يسعون الى منصب او منحة او امتياز بلليكونوا فقط منطقيين مع الثوابت الثلاثة وهي الله الوطن الملك.
الم يمن الله على المغرب بجمال الطبيعة والطقس المعتدل والمناظر الخلابة والمآثر التاريخية الضاربة في عمق الزمان حتى نعت بأجمل بلد في العالم ، الم يعط الله لحفدة البلاد ملوكا عظاما وعلماء أجلاء وكتاب ترجمت أعمالهم إلى اللغات الأجنبية؟ الم يعطف الله على هذه البلاد السعيدة بفلاسفة ومهندسين عالميين ما زالت بصماتهم واضحة على المباني التاريخية، مثل الكتيبة وحسان وحتى منارة اشبيلية بالأندلس، الم ينتشر الزليج التقليدي المغربي الذي يعود تاريخه إلى ماقبل زمن المرنيين بأركان العالم قاطبة، حاملا معه تربة فاس ومكناس وفسيفساء إبداع “لمعلم ” المغربي الى نيويورك وباريس ولندن، ليصل الى دبي مرورا بليبرفيل ودكار الافريقيتان، بل ان بصماته مازال السواح يندهشون عن رؤيتها بمسجد القرويين ومسجد قرطبة وبمسجد الحسن التأني قدس له روحه، الم ينجب المغرب أطباء بالآلاف بعضهم يعمل في بلاد العم سام وفي كندا وهولندا وفرنسا وغيرهم من البلدان، الم يجد الله على هذا البلد بوزراء وسفراء كانت لهم قوة الشخصية والوطنية الصادقة ، لدرجة أنهم فرضوا في اتفاقياتهم ومعاهداتهم اللغة العربية كأساس للتعامل مع الغرب. وفنانين بارعين متخصصين في شتى المجالات. وصلوا إلى العالمية، ورحالة جابوا كل الأقطار والأمصار، الم يكن لدينا قضاة نزهاء شرفاء يضرب بهم المثل…. الم يجعل كل هذا بلدنا مركزا إشعاعيا يغطي نوره كل القارات، وميدانا جعله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله هدفا للتنمية وفضاء للفنانين والمبدعين والمبتكرين الطامحين لإسعاد الناس وإدخال البهجة والفرحة والهناء إلى نفوسهم، الم يمنح الله بلدنا الجميل فناننيين تشكيلين، عرضت لوحاتهم على جدران ارقي قاعات العالم ، بل حتى بصالونات وإقامات بعض رؤساء الدول الأجنبية، جنبية مما جعل فنهم رسالة مغربية لدبلوماسية الثقافة والعلوم، وكما قال المرحوم الحسن الثاني رحمه الله تعالى، “إن المغرب شجرة وافرة الضلال جذورها في إفريقيا وفروعها في أوروبا …”شجرةوافرةالظلال…يعبق عطرها كل قارات العالم.
إلى متى نظل نفكر فقط في تكريم فنانين ابإهدائهم باقة زهور وصينية فضية وشهادة ورقية ؟ ولا منحهم حقهم المشروع من كرامة وتقدير، أين المنح والعطاءات، قصد التشجيع والتحفيز على عطاء اكثر، انها تذهب فقط إلى جيوب أشباه البرلمانيين والوزراء القدامى ورؤساء الحكومات المغربية المتعاقبة. المغرب يفتخر برجالته ونساءه في كل الميادين.. ماعدا الميدان الثقافي والفني والأدبي..، لماذا؟
الم يحن الوقت بعد لإعطاء هؤلاء الفنانين مناصب عليا في إطار تخصصاتهم الفنية وهم أحياء قبل أن يرحلوا، كما رحل الكثير منهم في صمت. حيث أنهم لحد ألان اغلبهم يعاني الفاقة والفقر والتهميش والمرض، كما لا يطالهم لحد الآن أي ضمان صحي وتقاعد مريح يقيهم تقلبات الزمان.. وصعوبة العيش باستثناء بطاقة فنان سلمت لهم وهي لا تغني ولاتسمن من جوع..
ألم يكن عندنا زعماء أفذاذ ومقاومين أشداء، ضحوا بكل نفس ونفيس من اجل بلدهم، وأبطال عسكريين حرروا العالم من الاستبداد والعبودية والفاشية والظلم والاستعمار من فرنسا إلى”لا ندو شين”. وكذلك أبطال رياضيين في كل انواع الرياضة..
الم يوجد في كل ركن من اركان العالم مغاربة اصبحوا وزراء (متل رشيدة ذاتي ونجاة بالقاسم وكذا مريم الخميري فرنسا) وعمداء مدن متل احمد ابوطالب عمدة لروتردام اكبر ميناء في بالعالم، ورؤساء مقاطعات إدارية في هولندا وإيطاليا وبلجيكا وغيرها، اليس لنا فنانيين من اصل مغربي يعتزون بمغربيتهم متل جمال الدبوز وجاد المالح وغيرهم، ومدام اودري ازولاي رئيسة اليونسكوا نجلة اندري ازولاي مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه، الم يفتتح انس اسكندر الأمريكي المولد من ابوين مغربيا اكبر متحف للفن التشكيلي بأمريكا، الم تعلق لوحة الفنان المغربي التشكيلي زاكي عبد الله في اشهر متحف للفنون بامستردام بجانب لوحات فان كوك وغيرهم.
الم تصبح الطبيبة اسماء خالد المختصة الوحيدة في ربوع فرنسا في علم التخدير بواسطة التنويم المغناطيسي Anésthésie via l hypnose والتي اجرت عملية جراحية مؤخرا لمريض بالسرطان بأمريكا مستعملة هذه التقنية وتعد الأولى في العالم، الم تكن اول ربانة للطائرة في العالم العربي وإفريقيا في الخمسينات من القرن الماضي هي المغربية توريا الشاوي، الم تفتتح مؤخرا سعاد لمسفرية صالونا للأدب والثقافة في مدينة فاس العاصمة العلمية للمغرب بعظمتها.. لإفتقار هذه الحاضرة الى تظاهرات ولقاءات أدبية تليق بها وبسمعتها ومكانتها في العالم.
لدينا كل هذا الكم من المختصين والأدباء والفنانيين والمثقفين والعلماء والسياسين العالمين، والاساتدة في الجامعات عبر الكرة الأرضية ولانريد ان نعترف ان لدينا اكتر من 6500 فنان بمختلف الانماط واكتر من 3000 تقني في صناعة الفرجة، علينا ان نفتخر بهم جميعا ونحس باننا لا نحتاج الى وصي ولا الى ولي للامر لتدبير مؤسساتنا الفنية عوضا عنا …
يجب ان نعرض عن الجاهلين الذين يضنون انه بدون الفرنسيين لا يمكننا ان نتقدم، ونزدهر ونبدع ونبتكر ونخلق لنبهر الناس بفننا الأصيل الضارب في عمق التاريخ، يجب ان نعرض عن هؤلاء المتفرنسين الذين رضعوا من تدي امهم فرنسا ولا يؤمنون الا بها وبأبناءها، والحقيقة انهم اصبحوا متل الغراب الذي اراد تقليد الحمامة في مشيتها ، فضيع مشيته ولم يكتسب مشية الحمامة… واصبح في يقفز.
إن هذا الصرح والمعلمة والبناية المسرحية التاريخية بالجديدة والتي ما زالت شامخة إلى الآن، والتي لزاما علينا الإحتفال بها، بمناسبة الذكرا المئوية.. الشئ الذي جعل الفنانين والمحبين للمسرح أن يقدمون اقتراحا إلى من يهمهم الأمر لجعل هذا المسرحمقرا لاكادمية ملكية للفنون والفرجة الإفريقية، تدرس وتعرض المسرح الإفريقي الغني بتاريخه وكذا فنون البالي والاستعراض والرقص الفلكلوري القديم والحديث، وتكون كذلك هذه الاكادمية الفنية نبراسا لتشجيع الفنانين الأفارقة المبدعين والمهتمين بهذا الفن الجميل. ويشدون الرحيل الى مسرح مزكان الجديدة. مقر الأكاديمية المقترحة للحديث عن تجاربهم وإبداء آرائهم وتقديم نصائحهم ،علما انه أول مرة في تاريخ المغرب بل في إفريقيا يصمد إلى الآن مسرحا لمدة قرن من الزمن، ليحكي للعالم تاريخ عريق للفنون الدرامية والهوية المغربية والإفريقية.
إننا نسجل مع كامل الأسف والحسرة ان بعض من بقي في نفوسهم نذ وب الاستعمار البغيض يعتبرون أن الاعتناء بالتاريخ والتراث والمآثر الفنية المغربية يعد جرما وتخلفا ورجوعا للوراء، في حين ان المسرح يحتاج الى جهودنا جميعا ، والى التفافنا حوال اهدافه الوطنية المشتركة بيننا، الذي يعد في طليعة اهدافنا الاجتماعية، والواجب هو ذمجه في منظومة التهذيب والمواطنة، لانه بوابة للشراكة ومفتاح للرقي بالمجتمع ، هذا المجتمع الذي يواجه في كل يوم تحديات جديدة تحتاج الى تظافر جهود كل أبناءه..
وفي انتظار التفكير في الاحتفال بذكرى مسرح عمر 100 سنة، وغيره من المآتر التاريخية المنسية بربوع المملكة، تضل المعلمة الثقافية الفنية التي هي إرتا لنا جميعا متأبطة صهوة حصانها وتحارب طواحين الهواء من أجل اعادة الاعتبار لها….
وحيث أن المغرب أصبح حاليا البوابة الإلزامية بل والأساسية للولوج لإفريقيا، وحيث أن المغرب كذلك أصبح فاعلا لا مناص منه في القارة الإفريقية، كما عليه أن يكون المحرك الرئيسي للتعريف بفنون افريقيا الغنية.. وبما آن الجميع يثفق على آن المسرح رسالة، وانه مدرسة للفنون وللذوق الرفيع والكلمة المعبرة والمؤثرة والتوجيهية، فستصبح هذه الاكادمية المقترحة آلية متمركزة لتقريب الدول الإفريقية لبعضها البعض ، ويكون كذلك المغرب الآلة الرئيسية للنبش في تاريخ إفريقيا في كل مجالات الفن المتعددة.
إن الدولة التي لا تعتني بهويتها وبمسرحها وثقافتها لا خير يرجى منها
وأخيرا قد يصلح المسرح بواسطة تظاهراته الفنية والثقافية المتنوعة ما أفسدته السياسة..
واتركونا نحلم ونتمتع ألان ….أن الستار قد فتح وان دقات العرض الثلاثة طام/ طام / طام قد دقت وبدأت تشنف اسمعنا… وبدأ العرض يملأ اعيننا فرجة وفرحة واندهاشا، وتنطلق التصفيقات في كل الارجاء إفريقيا طام إفريقيا طام… افريقيا طام….
إلا يشفع لنا كل ما سبق ويظهر للعالم اجمع اننا دولة عريقة لها تاريخ عظيم… ورجالات متفردون… حفظ الله مملكة محمد السادس…. (واشرقت الأرض بنورها) صدق الله العظيم…
*باقر لمسفر مسرحي وطني من الرعيل الأول
رئيس لجنة التواصل والعلاقات الدولية بمرصد اطلنتيس الدولي للسلام والدبلوماسية الموازية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.