شهدت مدينة تارجيستبإقليمالحسيمة واقعة خطيرة تُنذر بتنامي مظاهر الانفلات وخرق القانون، وذلك على خلفية التوتر الذي رافق التهييء للانتخابات الجزئية المرتقبة بجماعة زرقت. فقد تفجّرت حالة استياء واسعة عقب اتهامات وُجهت إلى رئيس بلدية تارجيست، عصام الخمليشي، باللجوء إلى التهديدات والتخريب في حق مرشح حزب الاستقلال عمر القلالي، في محاولة لمنعه من الترشح بدائرة رقم 10. وتعود تفاصيل القضية إلى ترشيح حزب الاستقلال لعمر القلالي، الذي يشغل أيضًا منصب كاتب الفرع المحلي للحزب بجماعة زرقت، لخوض غمار الانتخابات الجزئية خلفًا للراحل أحمد المخلوفي. هذا الترشيح، الذي تم في إطار قانوني وضمن حق دستوري، قوبل حسب المعطيات المتداولة برد فعل مقلق من طرف رئيس الجماعة، المتابع قضائيًا في قضايا فساد، حيث أقدم الأخير على توجيه تهديدات مباشرة للقلالي، مطالبًا إياه بسحب ترشيحه.
ولم تقف الأمور عند حد التهديد الكلامي، بل تم تنفيذ اعتداء موصوف، تمثل في جلب جرافة لهدم مدخل المرآب الخاص بمنزل عمر القلالي بمدينة تارجيست، وهو منشأ قانوني قائم منذ أزيد من ست سنوات، دون أي سند إداري أو قضائي، مما يُعد انتهاكًا صريحًا لحرمة الملكية الخاصة.
هذا السلوك، الذي وصفته مصادر محلية ب"البلطجي"، أثار موجة استياء في أوساط الساكنة، واعتُبر تجاوزًا خطيرًا يمسّ أسس دولة الحق والقانون، ويعكس رغبة مكشوفة في ترهيب المنافسين السياسيين وإقصائهم بوسائل لا تمت للديمقراطية بصلة.
في هذا السياق، عبّر عدد من المتتبعين والفعاليات السياسية والجمعوية عن إدانتهم الشديدة لما وقع، مطالبين عامل إقليمالحسيمة والنيابة العامة المختصة بفتح تحقيق عاجل ومستقل، وترتيب المسؤوليات القانونية، بما يضمن حماية العملية الانتخابية من أي تدخلات تعسفية أو ممارسات غير مشروعة.