يمثل بداية من أمس الاثنين ولمدة شهر تقريبا، أمام المحكمة التأديبية لمرسيليا بفرنسا، حوالي 40 مشتبها في تورطهم في تهريب المخدرات ضمن شبكة تعمل في فرنسا وإسبانيا والمغرب والجزائر. ويواجه المتهمون، الذين كانوا يهربون القنب الهندي والكوكايين من الجزائر والمغرب، بمساعدة مروجين محليين، أعضاء الشبكة، الذين ألقي القبض عليهم بعد التنصت على مكالمتهم، السجن لمدة 20 سنة نافذة. ونقلت مصادر إعلامية استنادا إلى محاضر التحقيق أن المدعو أحمد الخلوفي البالغ من العمر 46 سنة والمزداد بوهران بالجزائر، يعتبر الرأس المدبرة لهذه الشبكة، وأن هذا الأخير كان قد أدين سنة 2000 من قبل محكمة العدل الخاصة لمنطقة بوش دي رون بفرنسا وحكم عليه بالسجن 13 سنة بتهم التهريب والمتاجرة في المخدرات وتكوين عصابة لهذا الغرض. هذا في الوقت الذي نفى فيه دفاع هذا المتهم ما نسب إلى موكله، وقال إن الدور الذي أعطي لموكله مهم جدا، في الوقت الذي كان يقوم فيه فقط بدور الوسيط بين المزودين والزبائن. ضمن المتهمين 44 يوجد أيضا المسمى سعيد تير، 59 سنة، والذي ألقي عليه القبض يوم 27 أبريل المنصرم في عملية كوموندو منظمة قادتها ثلاثة عناصر من قوات الأمن شمال مرسيليا. ويتابع سعيد تير بتهم حيازة وإخفاء ونقل وتقديم وترويج المخدرات وتكوين عصابة إجرامية. إضافة إلى حيازة سلاح من عيار ثقيل بدون ترخيص. وحسب محضر الشرطة القضائية الفرنسية يعتبر المتهم مالكا لفيلا فخمة وحانة في الضواحي الراقية لمرسيليا كما يملك بيتا صيفيا ومنزلا كبيرا بإسبانيا ويشتبه في كونه مارس ضغوطات على أحد الأشخاص من أجل حمله على الإدلاء بشهادة مزيفة. وأفادت مصادر بأنه رغم إلقاء القبض على المتهمين وإيداعهم الحبس، فإنهم لم يتوقفوا عن ممارسة نشاطهم وعملياتهم انطلاقا من السجن، مضيفة أنه بالنظر إلى عدد المتهمين فإن الأمر يتعلق بأحد أكبر الملفات التي عرفتها العشر سنوات الأخيرة، وأنه من المفترض أن يتم البت فيه يوم 17 يونيو القادم.