شهدت مدينة طنجة يومي 15 و16 ماي 2025 تنظيم الملتقى الجهوي حول الاقتصاد في مياه السقي، بمبادرة من الغرفة الفلاحية لجهة طنجةتطوانالحسيمة، تحت شعار "تدبير مياه السقي رهان استراتيجية الجيل الأخضر للتخفيف من آثار التغيرات المناخية". وقد شكل هذا اللقاء محطة مهمة لتدارس السبل الكفيلة بترشيد استعمال الموارد المائية في القطاع الفلاحي، تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية والاستراتيجية الوطنية للجيل الأخضر. وأجمع المشاركون في هذا الملتقى، من مسؤولين وخبراء وفلاحين وممثلي التنظيمات المهنية، على أن التغيرات المناخية المتسارعة باتت تفرض اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لحماية الأمن المائي والغذائي. وقد أثمر النقاش المستفيض خلال يومي الملتقى عن حزمة من التوصيات العملية، تهدف إلى تحسين تدبير مياه السقي وضمان استدامتها. وشددت التوصيات على أهمية تنظيم دورات تكوينية لفائدة الفلاحين حول تقنيات الاقتصاد في مياه السقي، مع ضرورة مرافقة وتأطير جمعيات مستعملي المياه وتعزيز التنسيق بينها وبين المؤسسات الوصية. كما دعت إلى توسيع الدعم الموجه لتجهيزات السقي بالتنقيط والسقي الموضعي، وتشجيع تبني تقنيات الزرع المباشر والزراعات المقاومة للجفاف، فضلاً عن استخدام أنظمة ذكية تتحكم في توزيع المياه بكفاءة. ولم تغفل التوصيات الجانب البيئي، حيث تم التأكيد على محاربة تلوث المياه وصيانة المنشآت الهيدرولوجية وتجنب التسربات، مع تعزيز استعمال الطاقة الشمسية في ضخ مياه السقي. كما أوصى المشاركون بضرورة بناء سدود تلية جديدة لتلبية حاجيات الفلاحة، بما فيها زراعة القنب الهندي المقننة، وتحقيق العدالة المائية داخل الجهة. واختُتم الملتقى بالدعوة إلى عقد لقاءات دورية مماثلة لتقاسم التجارب الناجحة في الاقتصاد في مياه السقي، والانفتاح على مختلف الشركاء والمهنيين، من أجل تحقيق فلاحة ذكية ومستدامة بجهة طنجةتطوانالحسيمة.