في حادث بحري مأساوي هز مدينة نيويورك مساء السبت، لقي شخصان مصرعهما وأصيب 19 آخرون، بينهم أربعة في حالة حرجة، بعد اصطدام سفينة شراعية مكسيكية تاريخية بجسر بروكلين العريق، وذلك أثناء مشاركتها في جولة ترويجية بحرية. السفينة، المعروفة باسم "كواوتيموك"، والتابعة للبحرية المكسيكية، كانت في خضم رحلة دولية لتدريب طلبة الكلية البحرية، حينما اصطدمت صواريها الثلاثة العلوية بهيكل الجسر أثناء مرورها تحته، ما أدى إلى انهيار جزئي في تلك الصواري وتسبب في وقوع الحادث المأساوي. وأكد عمدة نيويورك، إريك آدامز، في مؤتمر صحفي صباح الأحد، أن جسر بروكلين، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1883، لم يتعرض لأضرار إنشائية جسيمة وفق التقييمات الأولية، لكنه شدد على أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة تفاصيل الحادث وأسبابه، بالتعاون مع مختلف الأجهزة المختصة، بما في ذلك إدارة النقل وخفر السواحل والسلطات البحرية. ومن جانبها، أعلنت إدارة النقل في المدينة أن فرق المهندسين تواصل أعمال الفحص الفني للجسر، وسط تأكيدات بعدم رصد أية أضرار هيكلية حتى الآن، بينما تواصل السفن الأمنية والفرق المختصة جهودها لتأمين موقع الحادث وضمان عدم وقوع أي مخاطر إضافية على الملاحة في المنطقة. أما البحرية المكسيكية فقد أصدرت بيانًا أوضحت فيه أن سفينة "كواوتيموك" لن تتمكن من مواصلة رحلتها التدريبية التي كانت من المقرر أن تشمل 22 ميناءً في 15 دولة، ضمن مسار يمتد لأكثر من 250 يومًا. وقد غادرت السفينة ميناء أكابولكو مطلع أبريل وعلى متنها 277 فردًا بين طاقم ومتدربين. وتمثل "كواوتيموك" رمزًا بحريًا وتاريخيًا للبحرية المكسيكية، حيث أُطلقت لأول مرة في عام 1982، وتُستخدم سنويًا كمنصة تدريبية لطلبة الكلية البحرية، وتشارك في عروض دولية، مما يجعل هذا الحادث ضربة قوية للبعثة التدريبية ولسجل السفينة الطويل في الملاحة البحرية الآمنة. وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجددًا على أهمية التنسيق الدقيق بين السلطات البحرية والبلدية خلال الفعاليات البحرية الكبرى، خاصة في المدن التي تمتاز بجسور تاريخية ومنشآت بحرية حساسة. ومن المتوقع أن تصدر تقارير مفصلة خلال الأيام المقبلة بعد انتهاء التحقيقات الرسمية، لتحديد المسؤوليات الفنية والإدارية عن الحادث، وسط حالة من الحزن والترقب تسود الأوساط البحرية والسياحية في المدينة.