من حق أنصار فريق الرجاء البيضاوي أن يرقصوا كثيرا، ويهللوا طويلا بالفوز الذي حققه أصدقاء الزئبق السوسي عمر نجدي على الاتحاد الزموري للخميسات في المباراة التي جمعت بين الطرفين يوم السبت بملعب 18 نونبر ضمن منافسات الدورة السابعة من بطولة المجموعة الوطنية الأولى أمام أزيد من 2000 متفرج، ضمنهم حوالي 900 مشجع قدموا من الدارالبيضاء لمساندة فريق الرجاء. فمنذ أن أعطى الحكم سعيد الطاهري إشارة ضربة البداية، تبين أن فريق الرجاء حل بالخميسات من أجل تأكيد صحوته الأخيرة بانتصاره المستحق على النادي القنيطري بثلاثة أهداف لواحد، وباكتساحه لشباب المسيرة بخماسية نظيفة. وبعد مضي فترة الحذر والترقب التي دامت بين الفريقين حوالي عشر دقائق، بدأت الآلة الرجاوية تشتغل على مستوى جبهة الهجوم إلى حدود الدقيقة 17 حيث تمكن القيدوم عمر النجاري من توقيع هدف السبق مستغلا سوء التغطية الدفاعية للزموريين عندما تصدى الحارس عصام بادة لرأسية حسن الطير، لكن الكرة نزلت أمام عمر النجاري الذي أودعها بسهولة داخل الشباك. وبدا من خلال تحركات فريق اتحاد الخميسات فوق رقعة الملعب أن اللاعبين كانوا يفتقدون إلى قائد يعرف متى يهدئ اللعب ومتى يرفع الإيقاع في حجم عزيز لكراوي المنتقل إلى الفتح الرباطي، وتوفيق لمرابط الغائب عن المباراة بداعي الإصابة. ورغم التشجيعات المتواصلة للجمهور الزموري بتأطير من جمعية ديما ديما izk، والتوجيهات التي كانت تصل إلى اللاعبين الزموريين من الطاقم التقني للفريق، فلم يكن في مقدور أصدقاء ادريس بلعمري فرض أسلوب لعبهم، وبالتالي مجاراة الإيقاع الذي فرضه الرجاويون الذين أحكموا قبضتهم على وسط الميدان بواسطة كل من نبيل مسلوب وعمر النجاري ومحسن متولي بالإضافة إلى محمد أولحاج. والواقع أن فريق الرجاء أكد من خلال العرض الذي قدمه أمام اتحاد الخميسات أنه قادم بقوة، وهو مدعم بجمهور كبير لن يرضى إلا برؤية فريقه في واجهة كرة القدم الوطنية... فيما دقت هزيمة فريق اتحاد الخميسات ناقوس الخطر على المكتب المسير الذي يجب أن يعيد النظر في طريقة تدبيره لأمور الفريق، خاصة وأنه مقبل على تمثيل المغرب على المستوى الإفريقي من خلال مشاركته في كأس عصبة الأبطال الإفريقية، وكما علق أحد المشجعين الزموريين، فإذا كان الفريق سيدخل غمار المنافسات الإفريقية بنفس العقلية السائدة الآن، في ظل المشاكل القائمة بين بعض أعضاء المكتب المسير، وبنفس التركيبة البشرية التي تفتقد إلى الحماس والفعالية، فانه من الأفضل أن يقدم اعتذاره عن المشاركة حتى لا يفتضح أمره أمام الجمهور الرياضي المغربي. بقيت الإشارة إلى أن مباراة اتحاد الخميسات والرجاء تميزت بتنظيم محكم، وواكبتها إجراءات أمنية مشددة سواء داخل ملعب 18 نونبر أو خارجه، تحسبا لكل ما من شأنه أن يفسد الأجواء الرياضية التي يجب أن تسود في اللقاء، ولعل ما ساعد على ذلك الروح الرياضة التي كانت سائدة بين اللاعبين فوق رقعة الملعب، وكذا بين أنصار الفريقين في المدرجات، حيث كان كل طرف يشجع فريقه بأسلوب حضاري بعيدا عن الملاسنات وتبادل الاتهامات والكلمات السوقية...