تحت شعارها الخالد "الفنانون الأمازيغ يستقبلون موسيقى العالم"، أسدلت عاصمة سوس، مدينة أكادير، الستار عن فعاليات الدورة العشرين لمهرجان "تيميتار". هذه الدورة لم تكن مجرد احتفالية عابرة، بل جاءت لتؤكد نضج هذه التظاهرة التي أصبحت، على مدار عقدين، موعداً لا غنى عنه في الأجندة الثقافية الدولية، ومنصة عالمية للتعريف بالثقافة الأمازيغية. توليفة فنية عابرة للقارات على مدار أيام المهرجان، عاشت منصات "ساحة الأمل" و"ساحة الوحدة" على إيقاعات مزجت بين عراقة التراث الأمازيغي وحداثة الموسيقى العالمية. وانطلقت السهرات بتقديم فنون "الروايس" و"أحواش"، التي تشكل العمود الفقري للمهرجان، قبل أن يفسح المجال لنجوم الأغنية المغربية والعربية والعالمية. وقد تميزت برمجة هذا العام بتنوع لافت، حيث استضافت الدورة أسماءً وازنة من إفريقيا، أوروبا، وأمريكا اللاتينية، مما خلق حواراً فنياً فريداً يجسد قيم التسامح والتعايش التي لطالما نادى بها المهرجان منذ انطلاقته في عام 2004. لا يمكن حصر "تيميتار" في كونه منصة للغناء فقط؛ فهو يمثل اليوم قاطرة للتنمية الاقتصادية والسياحية بجهة سوس ماسة. فخلال فترة المهرجان، سجلت الفنادق والمؤسسات السياحية في أكادير نسب ملء قياسية، كما شهدت الحركة التجارية في المدينة رواجاً كبيراً، مما يعكس الأثر المباشر للفعل الثقافي على الاقتصاد المحلي. وفي تصريح لأحد المنظمين، أكد أن "النسخة العشرين هي احتفاء بالاستمرارية والوفاء للجمهور الذي جعل من تيميتار واحداً من أكبر المهرجانات في القارة السمراء، مع الحفاظ على الهوية البصرية والثقافية للمنطقة". وكعادتها، لم تخلُ الدورة من الحضور الجماهيري الغفير الذي يقدر بمئات الآلاف، حيث توافدت العائلات والشباب والسياح الأجانب للاستمتاع بالعروض المجانية. هذا الإقبال الشعبي يؤكد نجاح المهرجان في تحقيق "ديمقراطية الولوج إلى الثقافة"، بجعل الفن الراقي متاحاً للجميع دون استثناء. اختتمت الدورة العشرين بتجديد العهد على مواصلة المسير، مكرسةً مكانة أكادير كعاصمة للثقافة الأمازيغية المنفتحة على العالم. ومع انطفاء أضواء المنصات، يظل صدى الموسيقى يتردد في أزقة المدينة، في انتظار دورة مقبلة تحمل معها وعوداً جديدة من الإبداع والتألق.