من المنتظر أن تستمر حالة الطقس على ماهي عليه إذ إلى حدود يوم الثامن عشر من الشهر الجاري سيبقى الجو صحواً باستثناء بعض الأيام القليلة التي ستكون فيها السماء قليلة الغيوم مما يعني غياب الأمطار خلال هذه المدة. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار التأخر في هطول الأمطار الذي عرفته البلاد، والذي لم تشهده إلا في بداية هذا الشهر فإن الموسم الفلاحي قد تأثر تأثرا بليغا خصوصا بالنسبة للزراعات السكرية والحبوب بكل أصنافها وبعض القطاني خاصة القول، إضافة إلى محصول الزيتون الذي لم يأت كما كان منتظرا إذ أن نسبة الشهور والنضج لم يكن بالمستوى المطلوب. وكان الفلاحون في أغلب المناطق المغربية لم يباشروا عملية الزرع إلا بعد الأمطار التي عرفتها البلاد أخيرا والتي لم تؤد إلى الوصول الرطوبة الكافية للأرض، حيث أن أغلب المزروعات مازالت تحت التراب تنتظر الأمطار وتأخرها سيؤثر لا محالة على المزروعات الخريفية. وكان المغرب قد سجل في الموسم الفلاحي 2013/2012 إنتاج 97 مليون طن من الحبوب اعتبرت رقما قياسيا وذلك بفضل التساقطات المطرية الجيدة التي عرفتها السنة المنصرمة والتي بلغت في المتوسط 400 ملمتر كانت موزعة بشكل جيد. وقد ساهم إنتاج السنة الماضية من تحقيق الضغط على ميزانية الدولة من حيث المبالغ المالية الضخمة التي يكلفها استيراد القمح إلا أن ذلك لم ينعكس بشكل إيجابي على شريحة كبيرة من صغار الفلاحين التي وجدت ثمن التسويق غير كاف لتغطية المصاريف وتحقيق الربح المطلوب للاستمرار في الإنتاج وفضل الكثيرون الاحتفاظ بمحصولهم بدل بيعه بما لا يصل 200 درهم للقنطار بالنسبة للقمح الطري و260 درهم للقنطار بالنسبة للقمح الصلب، وذلك رغم الإجراءات الحمائية التي اتخذتها الحكومة لتشجيع المنتوج المحلي لوقف الاستيراد خلال الصيف والخريف وكذلك تحديد ثمن مرجعي للقمح يراوح 280 درهم للقنطار وهذا الإجراء لا يفيد أن البيع يخضع لقانون العرض والطلب. وقد أفاد مصدر متخصص من وزارة الفلاحة أن هذا التأخر في التساقطات يقدر في المتوسط بحوالي 20 يوما ستكون له لا محالة أثار على كل الدورة النباتية وعلى مراحل النمو. ويسود الأوساط الفلاحية في العالم القروي تخوفات كبيرة اذا ما استمر الجو على ما هو عليه ولم تسجل تساقطات تنقذ الموسم الفلاحي. خاصة بالنسبة للمزروعات الخريفية المتمثلة أساسا في الحبوب التي تعتبر المزروع الرئيسي الذي يحاول المغرب تطوير مساحاته لتحقيق او القرب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب التي يستورد المغرب سنويا حوالي 4 ملايين طن من القمح وهي الكمية التي لم يصل اليها منذ 1981. ويمثل هذا الاستيراد ثقلا كبيرا على الميزانية ويزيد من عجزها المتفاقم.