"خالتي حلومة.." معمرة مغربية من مدينة وجدة، تجاوز عمرها عشرين سنة فوق القرن، تقول: "لقد بلغت سن ال 128 أو ربما أكثر.." غير أن ذاكرتها لاتزال نشيطة، أسنانها لاتزال سليمة، معافاة كأية سيدة في عقدها الخامس أو السادس، و تتمتع بلباقة بدنية جيدة، باستثناء بعض حالات الوعكة الصحية.. تحكي خالتي حلومة أنها عاشت عهد أربع ملوك أولهم مولاي يوسف، ثم جلالة المغفور له محمد الخامس و جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما، و ها هي اليوم حية ترزق في عهد عاهل البلاد محمد السادس حفظه الله.. و تروي خالتي حلومة أنها عاشت سنين عصيبة أيام الاستعمار الفرنسي الغاشم، و تذكر أنها شاركت إلى جانب إخوانها المقاومين و الوطنيين في إشعال فتيل الثورة ضد الاستعمار، كانت تتكلف بإعداد الأكل و العتاد لأعضاء المقاومة بالمدينة العتيقة و بجنوب شرق مدينة وجدة، تزوجت السيدة حلومة و عمرها لا يتجاوز ال 16 سنة، و أنجبت 6 أبناء ضمنهم بنت، أكبرهم سنا توفي رحمه الله قبل 15 سنة من اليوم، حيث فارق الحياة و هو يبلغ من العمر 75 سنة، بنتها أطال الله في عمرها تبلغ من العمر ستين سنة.. و عن أحوال مدينة وجدة سردت خالتي حلومة كيف كانت هذه المدينة أيام زمان، لما كانت عبارة عن حقول و بساتين و جداول المياه تخترقها و أشجار الزيتون و الشوك تؤثثها و ساحة باب سيدي عبد الوهاب كانت عبارة عن سوق كبيرا تعرض فيه الأغنام و الحايك و الزرابي و الحنابل، و الموازين و النعال المصنوعة من الدوم.. كما حكت خالتي حلومة الكثير و كأنها تعيش تلك اللحظات بالفعل، فحكت عن انتشار الأوبئة و الأمراض المعدية، و عن اجتماعات الخلايا السياسية لحزب الاستقلال و الوطنيين الذين كانوا خلال الأربعينات يحضرون و يهيئون لثورة 16 غشت 1953. انها السيدة حلومة لعريف التي تقطن بشارع عبد الرحمان حجيرة "مراكش سابقا" في بيت امتلكته منذ ستين (60 سنة) و لازالت تحافظ عليه رفقة عائلتها المتكونة من ابنها و بنتها و زوجات أبنائها و أبنائهم و أبناء أبنائهم..( أطال الله في عمر خالتي حلومة و جعلها لنا جميعا بركة الأجيال السالفة..) هذا ما ردده أفراد عائلتها..