شكلت الزيارة التي قام بها جلالة الملك للأقاليم الجنوبية بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء مسيرة ثانية تم خلالها التأكيد على أن هذه المرحلة تعد فاصلة في تاريخ الوحدة الترابية لبلادنا، حيث أكدت هذه الزيارة أن المغرب عازم على استكمال معركة التنمية في أقاليمه الجنوبية كفعل واقعي قابل للتنفيذ بعيداً عن الشعارات الفارغة، حيث كانت الزيارة مناسبة أعطى فيها جلالته انطلاق عدد من المشاريع التنموية في كل الميادين تهم البنيات التحتية في مجالات الصحة والصناعة والتعليم والفلاحة والبيئة والثقافة ومختلف الميادين التي تهم حاجيات السكان. وقد كانت هذه المشاريع إيذانا فعليا بانطلاق الجهوية التي جاء بها دستور 2011 والتي كانت تنتظر الإطار القانوني لها، والذي اكتمل بالانتخابات الأخيرة التي أفرزت النخبة السياسية التي ستسير هذه الجهوية التي ستكون الأقاليم الجنوبية رائدة فيها. ومن شأن المشاريع التي تم إطلاقها أن تساهم في تحسين مستوى عيش السكان كما أنها ستكون حلقة من حلقات انفتاح المغرب على البلدان الإفريقية. وقد كانت الزيارة التي قام بها جلالة الملك رسالة واضحة إلى العالم أجمع تعبر عن تشبث المغرب بوحدته الترابية، وأن هذه الأقاليم لا مصير آخر لها غير مصير الانتماء إلى الوطن، وذلك ما عبر عنه سكان مدينة العيون من خلال الاستقبال الحار الذي خصصوه لجلالة الملك منذ اللحظات الأولى لوصوله، وطيلة الأيام التي قضاها جلالته بين ظهرانيهم، حيث خرج عشرات الآلاف من السكان من مختلف الأعمار يهتفون بمغربية الصحراء وبحياة جلالة الملك الضامن للوحدة الترابية للمملكة.