تيمة وزاوية معالجة تستوقفني مرات عديدة ونحن في طريق البحث و التقصي عما اضحى معروفا بالكفاءات في اطار التوجه العام لانقاد البلاد من سكثة العمر المتوقعة ، وكان لزاما علينا اعمال كل الاذوات الممكنة في اطار الممكن طبعا في رحلة البحت المضنية هذه التي اصابتنا بالغثيان حد القيء اللارادي ، الصدمة الكبرى حين اتضح ان النخبة المعول عليها في اطار ذات الاستراتيجية لتحوير و تحويل مجرى الفساد الجارف صوب وجهة غير معلومة على الاقل لايقاف النزيف مرحليا كي تستعيد البلاد عافيتها من جرب الفساد القاثم ، النخبة التي لم تعمل سوى على مأسسة الفساد و هيكلته في قالب عجيب وعلمي من خلال تدبير محلي لم ينتج سوى الاوهام في اطار فساد من نوع اخر تقوده من تسمي نفسها كفاءات من خربجي الجامعات و المعاهد العليا و المدارس العتيقة عفوا “المسافرية” وطابور الحالمين بترميم بؤسهم الحارق في صفوف احزاب مدمرة بفعل فاعل من ذات النخب المعلومة وبات جليا ان التهم الموجهة للدكتور و للاستاذ و للمحام و للمهندس اثقل من التهم التي كانت موجهة لنخبة كانت تدبر الشان المحلي من خريجي اقسام المتوسط الاول، تهم تتعلق بتبديد و هدر اموال عمومية وخيانة الامانة و التزوير في محضر رسمي، ناهيك عن الطرق ألحربائية في اطار الكفاءة ليس لاجل التصحيح الذي كنا ننتظر ولكن الكفاءة لاجل التربح اللامشروح و اللصوصية الواضحة المعنى و المبنى، من وراء جماعات تنذب حظها العاثر ،تبكي في صمت جراء التهميش و الاقصاء مما جعلنا اكثر يقينا بان رحلة البحت عن الكفاءات حتى في عالم التقنوقراط كثيرا ماتنتهي بالفشل الدريع ،لان ”تيكيتة” الفساد لم تعد تفرق بين متعلم وجامعي وفيلسوف آخر الزمن الذي يوظف مقولات هيكل وافلاطون لترميم شقوق تخلفه المركب مما فتح الباب واسعا لفترة تأمل اخرى في اطار بلوكاج للاسف يسعى لهندسته الفساد نفسه ، ما يزيد من تعميق الهوة السحيقة في اطار فضيحة من تسمي نفسها الكفاءات الاقلام المأجورة التي ساهمت بشكل محوري لاثارة النقاش الحقيقي في عمليات فضح الفساد المهيكل غي اطار وضغط بديع لبعثرة النقاش ذاته من خلال ارقام التبذيد الضخمة و استعمال كل معاول الهدم بشكل لن يسمح بترميم بكارة النقاش الدائر وايقاف نزيف سرقة المال العام . الغطاء الاعلامي لفساد النخبة من متسولي و متطفلي الشان الاعلامي لم يؤثر في راي عام اظناه الفساد و الاستبداد وخطابات الوهم وتأجيل حل الازمات الخطيرة و الاحتقان الاجتماعي الذي تعرفه البلاد، وجعل كبار القوم من الفاسدين ممنوعبن من السفر على الاقل في بداية امتصاص الغضب في محيط يغلي بالتطورات اليومية ، المتسولون الجدد من صناع الازمات و آكلي فثات الفساد بالطبع لم يصدق خربشاتهم احد حتى من مانحي الفثات انفسهم امام الصحوة و الوعي الجارف من اجل اجتتات الفساد و التلاعب بمصالح المواطنين وتبذيد المال العام .