استطيع الجزم بأن اكبر تحدي ستواجهه الدولة المغربية في فترة مابعد جائحة الكوفيد 19 لن يقتصر فقط على مواجهة النقص في تحويلات مغاربة العالم من العملة الصعبة كنتيجة لااخفاق حكومة الإسلاميين في تدبير ملف الجالية على امتداد سريان حالة الطوارئ وإغلاق الحدود بل أيضا سيكون على الدولة المغربية مواجهة تداعيات المقولة الشهيرة من يزرع الريح سيحصد العاصفة… الريح التي زرعتها الدولة المغربية تتجسد بالدرجة الأولى في الازمة التي افتعلتها وتركتها تتراكم وتختمر لعدة سنوات حولت مغاربة العالم الي مواطنين من الدرجة الثانية محرومون من حقوقهم السياسية لا تزاحمهم في احتلال تلك المكانة التمييز ية العنصرية الاقصائية غير فئة "البدون" في مشيخة النفط الكويتية او فئات المنبوذين في المجتمع الهندي.. سلطات الدولة المغربية تجاوزت كل الخطوط الحمراء في احتقار ذكاء مغاربة العالم واهانتهم والعبث بمصالحهم وتجاهل معاناتهم والذي يقف على القدر الكبير من الاستخفاف بمعاناة المهاجر وعلى القدر الكبير من الرعونة والصلف والعنجهية التي طبعت تعامل السلطات الحكومية المغربية مع محنة المهاجر العالق والمشرد بوطنه وببلدان أروبا لما اغلقت حدود وطنه في وجهه يتكون لديه انطباع بأن لسان حال الدولة المغربية يريد ايصال رسالة مشفرة الي المهاجرين مفادها نحن نمعن في" التكرفيس عليكم" لأننا لا نريدكم في هذا البلد…. حالات من الشعور بالإحباط المادي، والمعنوي ومن الشعور بالحكرة والظلم والإهانة تستشف من تصريحات وتباكي المهاجرين في احاديتهم الي وسائط التواصل الاجتماعي خاصة تلك الفئات العالقة منهم والذين فرضت عليهم شروط مجحفة وغير واقعية ولا انسانية مقابل السماح لهم بالعودة الي ارض وطنهم او لمغادرتها (فرض شركتين للطيران باثمنة خيالية والاقتصار على اعتماد موانئ بفرنسا وإيطاليا فيما تم استبعاد الموانء والمطارات الإسبانية مما يطرح اكثر من تساؤل حول السبب الذي استدعى اعتماد هكذا شروط تعجيزية وجد مكلفة) والادهي والأمر فوق هذا وذاك ان يصبح إلغاء الرحلات في آخر لحظة هو السمة الغالية في هذا المسلسل من المهازل.. السلطات الحكومية المغربية برهنت عن كبير استهتارها بمصالح المهاجرين ونصبت العراقيل والمتاريس،والمطبات في طريق عودتهم إلى وطنهم وفي طريق مغادرة حدوده . وهذه السلوكات اللا مسؤولة ستؤدي الي، نشوء حالة من تأكل تلك الروابط الرو حية والوطنية والثقافية والاجتماعية التي ظلت الدولة تعول عليها كضمان لجعل المهاجر المغربي دائم الارتباط بوطنه الام….. حقبة مابعد الكورونا بكل تداعياتها التي تحدثت عنها أعلاه ستجعل المهاجر المغربي مضطرا لإعادة ترتيب أوراقه ومراجعة أولوياته والتفكير بجدية في تحقيق الاندماج السلس له ولابناءه بالبلد الاروبي او الغربي الذي يعيش،به مادامت التجربة المريرة التي تعلمها من درس الكورونا وقبله وبعده قد ابانت له عن حقيقة مفادها أن وطنه الام يستحيل العيش فيه مع الشعور بالاطمئنان أمام اختلالاته ومع فساده واختلافه الكلي عن وطن الهجرة الذي اثبتت له التجربة بالدليل الملموس انه ارحم وأكثر امنا وامانا من وطنه المغرب. مابعد أزمة الكورونا لن يكون كما قبله والاتي اسوأ بكثير والدولة المغربية تعودت على احتقار وتهميش،المواطن المغربي والانتقاص من قيمته لم ولن تتعلم ابدا من المثل المغربي الشهير" اللي بغا يتصاحب مع الكراب كيتصاحب معاه فالليالي" وهاهو فصل الحر الشديد على الأبواب زمن البقرات العجاف الذي قد تتخلله نفس تلك السكتة القلبية التاريخية المشؤومة.. والايام بيننا .