يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، في تطور يثير مخاوف حقيقية من اندلاع حرب إقليمية واسعة. فقد شنت إسرائيل، فجر اليوم، سلسلة من الضربات الجوية والصاروخية على منشآت إيرانية حساسة، شملت مواقع نووية في فوردو ونطنز وأصفهان، إضافة إلى مراكز تابعة للحرس الثوري الإيراني. وأكدت وسائل إعلام رسمية في طهران مقتل عدد من كبار قادة الحرس، من بينهم الجنرال حسين ناصري، فيما اعتبرت طهران الهجوم الإسرائيلي "إعلان حرب صريح". الرد الإيراني جاء سريعًا وعنيفًا، إذ أطلقت إيران أكثر من مائة صاروخ باليستي وطائرة مسيّرة باتجاه مدن ومواقع إسرائيلية، في عملية وُصفت بأنها الأكبر من نوعها منذ سنوات. واعترضت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بدعم من الولاياتالمتحدة، غالبية المقذوفات، في حين تم تسجيل إصابات وأضرار في مناطق متفرقة من بينها تل أبيب وجنوب البلاد. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن الضربات تمثل "بداية حملة واسعة" تستهدف ما وصفه ب"البنية التحتية للإرهاب النووي الإيراني"، بينما توعدت إيران بردّ أكثر إيلامًا، مشيرة إلى أن الرد لن يقتصر على الجبهة الإسرائيلية فقط. وفي هذا السياق، حذرت مصادر عسكرية من احتمال دخول أطراف إقليمية أخرى على خط المواجهة، من ضمنها حزب الله اللبناني وميليشيات موالية لطهران في العراق وسوريا. الدول الكبرى دعت إلى التهدئة، حيث طالبت روسيا والصين بوقف فوري للعمليات العسكرية، بينما دعت الأممالمتحدة إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن. أما الولاياتالمتحدة فقد أعلنت دعمها الكامل لإسرائيل، مع التأكيد على أنها لا تسعى إلى مواجهة مباشرة مع إيران، لكنها ستتحرك لحماية مصالحها وشركائها في المنطقة. التصعيد بين طهران وتل أبيب يهدد بإشعال نزاع أوسع يمتد إلى مضيق هرمز والخليج العربي، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابات حادة، مع ارتفاع ملحوظ في أسعار النفط وتراجع المؤشرات المالية. الوضع لا يزال مفتوحًا على جميع الاحتمالات، وسط ترقّب حذر لأي تطورات جديدة قد تغير مسار الأحداث في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.