أصدر مركز التفكير "أوميغا" تقريرًا جديدًا يرصد حصيلة كرة القدم الوطنية خلال الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى 2025، مركّزًا على أداء المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها، وعلى رأسها المنتخب الأول، إلى جانب المنتخب النسوي ومنتخب كرة القدم داخل القاعة. وسجل التقرير، الذي حمل عنوان "كرة القدم الوطنية: حصيلة ربع قرن (2000–2025)"، أن المنتخب الوطني الأول عاش خلال هذه المدة ثلاث فترات متباينة، اتسمت جميعها بفشل في تحقيق أي لقب قاري، رغم بعض اللحظات البارزة. فباستثناء بلوغ نهائي كأس إفريقيا للأمم سنة 2004، ثم نصف نهائي كأس العالم في قطر 2022، لم يتمكن "أسود الأطلس" من تحويل الدعم الكبير والهيكلة المتقدمة إلى تتويج إفريقي طال انتظاره. وأشار التقرير إلى أن مرحلة ما بعد كأس العالم 2022 شهدت استمرار الإخفاق، إذ خرج المنتخب من ثمن نهائي كأس إفريقيا 2023 بالكوت ديفوار أمام جنوب إفريقيا، ما أثار موجة من الانتقادات تجاه الناخب الوطني وليد الركراكي، الذي قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الإبقاء عليه إلى غاية كأس إفريقيا 2025، المرتقبة على الأراضي المغربية. في المقابل، سلّط التقرير الضوء على "ثورة صامتة" تعرفها كرة القدم النسوية، وُصفت بأنها انتقال من الهامش إلى الواجهة. فقد شهدت الفترة الأخيرة قفزة نوعية في أداء لبؤات الأطلس، تمثلت في بلوغ نهائي كأس إفريقيا للأمم سنة 2022، بعد تجاوز منتخب نيجيريا في نصف النهائي، ثم المشاركة التاريخية الأولى في كأس العالم بأستراليا 2023، التي عرفت تأهل المنتخب إلى الدور الثاني، في إنجاز غير مسبوق قاريا وعربيا. ويعزو التقرير هذه النهضة إلى مخطط التنمية 2020–2024، الذي أطلقته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سنة 2019، إلى جانب سياسة مزدوجة تقوم على استقطاب مغاربة العالم، ودعم الأندية المحلية لتأسيس فروع نسوية في مختلف الفئات. من جهة أخرى، اعتبر التقرير أن منتخب كرة القدم داخل القاعة هو الأكثر استقرارًا ونجاحًا على مدى العقد الأخير، حيث فرض هيمنته القارية بشكل لافت. فقد توج بثلاث نسخ متتالية من كأس إفريقيا (2016، 2020، 2024)، وبلغ ربع نهائي كأس العالم في مناسبتين متتاليتين (2021 و2024). كما حقق المنتخب إنجازات عربية لافتة بفوزه في جميع النسخ الأخيرة. وأشاد التقرير بالمدرب الوطني هشام الدكيك، الذي يقود المنتخب منذ 2011، معتبرًا إياه أحد أفضل مدربي العالم في اللعبة، خاصة بعد تصنيفه من طرف موقع "FutsalPlanet" كأفضل مدرب عالمي، واحتلال المنتخب المغربي للمركز السادس عالميًا في تصنيف "الفيفا" لأبريل 2025. واعتبر مركز "أوميغا" أن هذه الإنجازات تعكس نجاح مشاريع التكوين والاستثمار في بعض الفروع الكروية، مقابل استمرار الإخفاق على مستوى المنتخب الأول، ما يستدعي إعادة تقييم استراتيجية التكوين والاحتراف لضمان تحقيق الأهداف الرياضية الوطنية.