في تطور مقلق وصفته اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة بكونه "انتهاكًا للقانون الدولي"، أقدمت القوات الإسرائيلية، ليلة السبت-الأحد، على اعتراض سفينة الإغاثة "حنظلة" في عرض البحر الأبيض المتوسط، بينما كانت تقترب من سواحل قطاع غزة، واختطفت 21 ناشطًا مدنيًا من جنسيات متعددة، من بينهم الصحفي المغربي محمد البقالي. وأفادت اللجنة أن الجيش الإسرائيلي اقتحم السفينة بشكل عنيف، على بُعد نحو 40 ميلًا بحريًا من غزة، حيث كانت تحمل مساعدات إنسانية وتبث بشكل مباشر لحظة الاعتداء، قبل أن ينقطع الاتصال تمامًا في حدود الساعة 11:43 مساء بتوقيت فلسطين، بعد أن قامت القوات بقطع البث ومصادرة محتوى السفينة. وفي أول رد فعل سياسي مغربي، وجهت النائبة البرلمانية فاطمة التامني، عن فيدرالية اليسار، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الشؤون الخارجية، تطالب فيه بالكشف عن الإجراءات التي تنوي الوزارة اتخاذها لحماية الصحفي المغربي محمد البقالي وضمان سلامته الجسدية والنفسية، خصوصًا في ظل "السكوت الرسمي غير المبرر إلى حدود الساعة"، وفق تعبيرها. وأكدت التامني أن البقالي كان يشارك في مهمة إعلامية وإنسانية على متن السفينة، إلى جانب ناشطين وبرلمانيين دوليين، في رحلة سلمية انطلقت من ميناء سيراكوزا الإيطالي، رغم التهديدات الإسرائيلية ومحاولات التخريب التي سبقت إبحار السفينة. من جانبها، بررت وزارة الخارجية الإسرائيلية اعتراض السفينة بأنه جاء لمنع "محاولة دخول غير قانونية" إلى المنطقة البحرية لغزة، معتبرة أن هذه التحركات "تقوّض الجهود الإنسانية الجارية"، مشيرة إلى أن السفينة اقتيدت إلى أحد موانئ إسرائيل. يُذكر أن هذه هي ثالث مرة هذا العام تُهاجم فيها قوات الاحتلال بعثات "أسطول الحرية"، الذي يسعى إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، وهو ما اعتبرته اللجنة الدولية المنظمة لهذه الرحلة خرقًا واضحًا للقانون الدولي البحري واعتداءً على الحق في التضامن الإنساني.