يعتبر تصنيع محركات الطائرات أحد أعقد التخصصات الصناعية الدقيقة التي ترتكز على أربع متطلبات تشغيلية أساسية: أولها الدقة القصوى، ثم الموثوقية التي تعتمد أعلى معايير السلامة واستخدام أحدث المواد، فضلا عن الدمج بين أساليب البحث العلمي والهندسة المتقدمة وكذا القدرة على التنفيذ الكامل للعمليات الصناعية الأكثر تطورا وتعقيدا. وتشهد هذه المعايير مجتمعة على التطور التكنولوجي المتصاعد ومستوى النضج الصناعي الذي وصل إليه المغرب، الأمر الذي يعزز مصداقية وموثوقية العرض التكنولوجي الذي يقدمه على المستوى العالمي. "التميز الصناعي المغربي في خدمة الطيران العالمي" وقال مصدر مطلع أن هذا التطور الذي يمثله افتتاح مصنع محركات الطائرات بمنطقة النواصر ضواحي الدارالبيضاء ليس خطوة تقنية فقط بقدر ما هو نتاج رؤية مندمجة تسمح لنا بما يلي: التأكيد على الفخر الجماعي بمناسبة الإعلان عن هذا المشروع ذي القيمة المضافة العالية لفائدة منظومة التصنيع الوطنية؛ التأكيد على دور الشباب المغربي كفاعل أساسي منخرط في تنمية القطاعات الاقتصادية المتطورة. تسليط الضوء على أهمية السياسات العامة التي مكنت من الوصول إلى هذا المستوى من التطور الصناعي. واضاف المصدر أن هذا الاستثمار يعتمد على مرتكزات أساسية من بينها: عناصر مادية: البنية التحتية والتكاليف والعمالة؛ عناصر غير ملموسة: مناخ الثقة، الرؤية الاستراتيجية، الاستقرار. وهي عوامل تعود أصولها إلى الرؤية المستنيرة لجلالة الملك نصره الله، التي وضعت تطوير التصنيع وتنمية الكفاءات والدمج التكنولوجي في صميم الأولويات الوطنية. وأكد المصدر في هذا الصدد، أن المحاور المهمة في هذا الورش الطموح تتمثل في: "افتتاح المصنع الجديد لشركة الطيران العالمية العملاقة سافران في المغرب يؤكد مرة أخرى على مناخ الاستقرار السياسي والاقتصادي للمملكة وصعودها كقوة صناعية إقليمية ودولية؛ "يأتي خلق هذه البنية الصناعية الجديدة في إطار بلورة رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس في جعل المملكة المغربية مركز صناعي متكاملا وتنافسيا على المستوى الدولي"؛ "يتماشى هذا المشروع الاستراتيجي مع الديناميكية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، منذ اعتلائه العرش، والتي تجمع بين تطوير التكوين المهني، والانفتاح على الطاقات المتجددة كميزة تنموية وكذا تجنيد الكفاءات الوطنية ووضع ميثاق جديد للاستثمار"؛ "ينضم المغرب بهذه الوحدة الصناعية الجديدة إلى الدائرة الصغيرة لنادي الدول القادرة على تصنيع وتجميع محركات الطائرات، إلى جانب الولاياتالمتحدة والصين وألمانيا وبولندا وفرنسا"؛ "يعزز هذا المصنع الجديد مصداقية النموذج المغربي ويضع المملكة المغربية كفاعل رئيسي في سلاسل التوريد العالمية في مجال الملاحة الجوية"؛ "يعتمد اختيار سافران للمملكة المغربية من أجل إنشاء هذه الوحدة الصناعية على مجموعة من نقاط القوة الهيكلية: الاستقرار السياسي، والإطار القانوني المتين، وتطور البنية التحتية، فضلا عن الإلمام بالتقنيات الصناعية الحساسة والمعقدة". "من خلال هذا المصنع الجديد، تؤكد مؤسسة سافران على إدراكها للمستوى التقني المتقدم والإبداع الذي وصل له المال الرأسمال البشري المغربي". "لا يوفر المغرب فقط قوة عاملة مؤهلة فحسب لهذا المصنع، بل يوفر أيضا معرفة معترف بها وذكاء تقني مثبت، مما يؤكد دوره كمركز صناعي وتكنولوجي بين أوروبا وأفريقيا والعالم". يبلور مشروع سافران لإنتاج محركات الطائرات بالمغرب بشكل كامل الرؤية الملكية السامية للموجهة لتوظيف الشباب: فهو مشروع يقدر رأس المال البشري المؤهل تأهيلا عاليا ويظهر قدرة المغرب على تحويل التدريب إلى فرصة صناعية ملموسة على أرض الواقع".