أعلن متحف اللوفر في باريس استمراره في الإغلاق يوم الإثنين، إثر عملية السرقة التي طالته الأحد. فيما يتابع نحو 60 محققا من فرقة مكافحة الجريمة التابعة للشرطة القضائية في باريس، والمكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية التحقيق في السرقة التي حصلت في وضح النهار في المتحف الأكبر في العالم وطالت حليا "لا تقدّر بثمن". وأفادت المدعية العامة للجمهورية الفرنسية في باريس، لور بيكو، بأن منفذي السرقة أربعة رجال كانوا "ملثمين" وفروا على درجات نارية، وأكدت أن البحث جار عنهم. بينما تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد بأن السلطات ستعثر "على المسروقات وسيحال الفعلة على القضاء". وتحمل السرقة التي حصلت في أكبر متحف في العالم بصمة جماعات الجريمة المنظمة. وجرت العملية بين الساعة 9,30 و9,40 صباحا بالتوقيت المحلي، بواسطة شاحنة مجهزة برافعة ركنت لجهة رصيف نهر السين. هناك صعد اللصوص بواسطة الرافعة إلى مستوى نافذة الطابق الأول وقاموا بتحطيمها بواسطة جهاز قص محمول. ودخلوا إلى قاعة أبولون التي تضم مجوهرات التاج الفرنسي وهشموا واجهتين تحظيان بحماية عالية كانت الحلى فيهما. وحظيت هذه السرقة باهتمام عالمي واسع، وأثارت جدلا سياسيا في فرنسا، ما أعاد فتح النقاش حول أمن المتاحف. ورأى وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان الإثنين أن الواقعة أعطت صورة سلبية للغاية عن فرنسا لأنها تظهر فشل الأجهزة الأمنية. وأضاف: "الأمر المؤكد هو أننا فشلنا"، وشدد على أن الشرطة ستلقي القبض على المتورطين في نهاية المطاف. وقال وزير الداخلية لوران نونيز: "نعلم جيدا أن هناك ضعفا كبيرا في المتاحف الفرنسية"، مذكرا بأن "خطة أمنية" أطلقتها مؤخرا وزارة الثقافة "لم تستثن" اللوفر. وقال الوزير إن عملية السرقة استمرت "سبع دقائق"، وأن منفذيها لصوص "متمرّسون" قد يكونون "أجانب" و"ربما" عرف عنهم ارتكابهم وقائع مشابهة. بدورها أوضحت وزارة الثقافة أن أجهزة الإنذار على النافذة الخارجية لقاعة أبولون فضلا عن الواجهتين اللتين تحظيان بحماية عالية انطلقت بالتزامن عند وقوع العملية. وأشارت إلى أن سرعة تدخل موظفي المتحف دفعت اللصوص "إلى الفرار تاركين معداتهم خلفهم". ورجحت المدعية العامة بيكو فرضيتين، إحداهما أن يكون اللصوص تصرفوا "لصالح جهة معينة"، أو أرادوا سرقة أحجار كريمة "للقيام بعمليات غسل الأموال"، نظرا لأنه من شبه المستحيل بيع الحلي المسروقة كما هي. وتعد هذه السرقة الأولى في اللوفر منذ العام 1998، وتثير القلق بشأن أمن المتاحف التي أصبحت هدفا للمجموعات الإجرامية لما تحويه من كنوز فنية، ولكونها تحظى بإجراءات حماية أقل من مؤسسات أخرى مثل المصارف.