في إطار فعاليات مهرجان "إيدود انشادن" الثقافي في دورته الثالثة بمدينة تمحضيت، نظمت جمعية افوسيوفوس، نشاطا ثقافيا تحت شعار " يد في يد"، من أجل بناء ثقافة الاختلاف، نشاطا يتضمن ورشة حول حرف «تيفيناغ» من تأطير "إدريس وادو" أستاذ باحث في الثقافة الأمازيغية، بالإضافة إلى مسابقة ثقافية لأوائل ثانوية عمر عبد العزيز الاعدادية وكذا ورشة للأطفال الصغار. وقال مراد قمحي، عضو بجمعية "افوسيوفوس" للتنمية والثقافة بتمحضيت ل"الأيام24"، إن إن الاطفال الصغار متأثرين بثقافتهم المحلية من خلال بعض الرسومات التي تتضمن حروف «تيفيناغ» بالإضافة إلى رسومات وأشكال مستوحاة من المناظر الطبيعية التي تحظى بها المنطقة وكل ما يتعلق بالتراث الامازيغي. من جانبه، قال إدريس وادو، ل"الأيام24"، إن ورشة «تيفيناغ» تضيف الكثير، لأن الوقوف على هذه الورشة وتدريب الأطفال على الانتقال من الشفهي إلى الكتابي أمر مهم، خصوصا وأن الأطفال ينحدرون من منطقة ناطقة باللغة الأمازيغية. وأضاف أنه بالتالي تعتبر مرحلة انتظرها المغرب 35 قرن والآن مع توفر الظروف وشروط هذا الانتقال هناك محاولة لتسهيل هذه العملية عبر مجموعة من العمليات ومنها المرور عبر الأناشيد والكتابة البسيطة للغة لاكتشاف قواعد الخط والإملائية من جهة واكتشاف كيفية الكتابة والتعريف بحرف «تيفيناغ» من جهة اخرى، كونه حرف يتكون من لفظين، وهما "اكتشافنا ". وأوضح " نحن نحاول أن نؤسس لجيل جديد يتعامل مع اللغة الأمازيغية كلغة قادرة على الكتابة وتجاوز المرحلة الشفهية للثقافة الامازيغية، التي تعتبر ثقافة وطنية بامتياز، وهي ذات جذور في جميع مناطق المغرب والدليل على ذلك أسماء المناطق التي تعبر كلها باللغة الأمازيغية، من هنا فهذه تعتبر قيمة اضافية للساكنة، لتحفيزهم وتعريفهم بهذا الموروث الثقافي والمهرجان يأتي في هذا السياق لأنه يعود للأصول الشفهية ، فحن نقول اليوم اذا توفي شاعر ضاعت مكتبة، وبالتالي هذا الحفاظ يسهل التمرير بتدوين، والتدوين لا يكون إلى عبر حرف «تيفيناغ» ، لهذا كان هذا التناغم بين تقديم ورشة «تيفيناغ» والتقديم الشفهي، للبحث مستقبلا على اليات وتقنيات للتدوين هذا الشعر للحفاظ على الموروث اللامادي المغربي الكبير". وخلال هذه الورشة التعريفية بحرف «تيفيناغ» ، تم الوقوف على مسالة إعادة التفكير في صياغة حرف «تيفيناغ» والصعوبة التي يطرحها على المستوى الوطني والدولي نظرا لعدم تمكن غير دارسي هذا الحرف من قراءته ونطقه، وبالتالي وقف الأستاذ الباحث في اللغة الأمازيغية "ادريس وادو" على اهمية اعادة التفكير في تلبيس حرف «تيفيناغ» بالحروف اللاتينية. وتتميز الدورة الثالثة من المهرجان الوطني للشعر الأمازيغي، كونها تتناول موضوع، لم يعطى له القدر الكافي في الكتابة أو التنوع على مستوى الشعر، وهو موضوع شعر المقاومة بالكلمة إلى جانب مقاومة إنسان الأطلس المتوسط بالسلاح الذي تميز على موضوع الذي تم اقتراحه في الدورة الاولى كان اختياريا وموضوع الدورة الثانية جاء على تيمة المرأة . وبالتالي فالمهرجان يعتبر قيمة مضافة للمنطقة، باعتباره المهرجان الوحيد الذي يهتم بهذا النوع من الادب المتمثل في الشعر، كشعر "تماويت" أو "المايا" و الشعر الفردي، وشعر احيدوس الذي يمتزج فيه الرقص مع الغناء. وقال مدير المهرجان في هذا الصدد محمد الزكري" كل هذه الأصناف يتم إظهارها في هذا المهرجان، لأن الشعر الأمازيغي هو شعر شفهي والهاجس الأكبر للمهرجان او الفكرة التي تأسس عليها المهرجان، هو كيف ننقل هذا التراث من الشفهي إلى المكتوب ". وتميزت الدورة الثالثة من مهرجان "ايدود انشادن"، بحضور العديد من شعراء الشعر الأمازيغي، من بينهم باسو بوجبور، محمد ابزيز، موعسى الحسين، تاعليلت حدو ، وفرقة حمو خلا، حدو افقير، عائشة مايا وغيرهم . بالإضافة إلى ذلك عرف المهرجان مجموعة من الأنشطة ذات الموازية لمسابقة الشعر، كعروض في فن الفروسية (التبوريدة)، معرض حول مؤهلات تيمحضيت والفن الأمازيغي بالأطلس المتوسط، رسم الجداريات طيلة أيام المهرجان، مباراة رسمية وطنية في رساضة الكرة الحديدية و سباق الكتاكيت ومسابقة وطنية في الصيد الرياضي بواد كيكو. وتحظى مدينة تمحضيت بالعديد من الشعراء التي عرفتهم المنطقة خلال المرحلة الاستعمارية، وخلال المرحلة المعاصرة. كما ساهم العديد من الأساتذة الباحثين في انتاجات فكرية تؤرخ لهذه المرحلة، وعلى رأسهم الباحث والشاعر "الحسين أوعرفة" والذي يعتبر الوحيد الذي استطاع مع مجموعة من الإخوان أن يصدر كتاب تحت عنوان " اغلياس"، نشره في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.