Getty Imagesيحرص الرئيس فلاديمير بوتين على عودة الرياضيين الروس للمنافسة على الساحة الدولية بينما يدخل الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثاني، يأمل الرياضيون الروس في العودة إلى المنافسات الرياضية العالمية. يأتي هذا مع توصية اللجنة الأولمبية الدولية بالسماح لرياضيين من روسيا وبيلاروسيا بالمشاركة كأفراد محايدين (بدون علم بلادهم) في المسابقات الدولية المقبلة. جاء القرار بمثابة صفعة لأوكرانيا، التي ضغطت بشدة من أجل عدم السماح نهائيا بمشاركة الرياضيين الروس. على غرار البلدان الأخرى، كانت روسيا حريصة على استخدام المشاركات الرياضية الدولية لإبراز البراعة الرياضية للأمة الروسية. لكن ما يجعل روسيا غير عادية في هذه المنافسات هو أن الحكومة الروسية والجيش الروسي يمكن أن يفعلا أي شيء لتقديم رياضيين يحصلون على جوائز دولية، حتى لو كان برنامج منشطات مكثف تسبب في منع الرياضيين الروس من التنافس في الخارج. وقررت بطولة ويمبلدون للتنس رفع الحظر الذي فرضته على لاعبي التنس من روسيا وبيلاروسيا، بشرط الموافقة على عدم دعم قادة أو حكومات بلدانهم. جاء هذا القرار رغم مناشدة الأوكرانية، إلينا سفيتولينا، باستبعاد هؤلاء اللاعبين طالما كان هناك "أوكرانيون أبرياء يُقتلون". تدير وزارة الدفاع في موسكو منذ عقود برامج مكثفة لتدريب الرياضيين الذين حققوا نجاحا ملحوظا. أوكرانيا تهدد بمقاطعة أولمبياد باريس 2024 إذا شاركت فيها روسيا وبيلاروسيا لماذا قد تقاطع عشرات الدول أوليمبياد باريس؟ لماذا انقسم المغردون حول استخدام الرياضة كسلاح سياسي ضد روسيا؟ روابط عسكرية أشهر برنامج عسكري لتدريب الرياضيين يسمى نادي الرياضات المركزي للجيش. يعمل به مئات المدربين، ويدير عشرات المواقع في جميع أنحاء روسيا، وتفيد التقارير أنه يدرب أكثر من 10 آلاف رياضي. كان أداء النادي، الذي سيبلغ عمره 100 عام قريبا، جيدا لدرجة أن منتسبيه هم من حققوا معظم الميداليات التي فاز بها رياضيون من روسيا في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الأخيرة، التي أقيمت في طوكيو عام 2021. في تلك الألعاب، تنافس الرياضيون الروس تحت علم فريق اللجنة الأولمبية الروسية، وليس تحت علم روسيا، وذلك بعد حظر مشاركة المنتخب الوطني الروسي بسبب مزاعم سماح الحكومة بتعاطي الرياضيين للمنشطات. التقى وزير الدفاع سيرغي شويغو، بالرياضيين العسكريين في احتفال بعد المنافسة لتسليمهم الجوائز وطلب منهم البدء في الاستعداد للأولمبياد المقبلة. وقال شويغو: "ليس هناك وقت نضيعه، أنتم بحاجة للذهاب إلى العمل". "سنفعل كل ما في وسعنا حتى تتمكنوا من الاستعداد بشكل صحيح للألعاب المقبلة." Getty Imagesمشاركة الروس في أولمبياد طوكيو تحت علم اللجنة الأولمبية على الرغم من حظر منتخبهم الوطني برنامج رياضي بارز آخر تابع للجيش الروسي هو جمعية المتطوعين لمساعدة الجيش والطيران والأسطول، والتي تعود جذورها أيضا إلى عشرينيات القرن الماضي. تشارك وزارة الدفاع في إدارة وتمويل هذه الجمعية، ويرأسها جنرال بالجيش. ووصفها الرئيس بوتين بأنها "مدرسة حقيقية للشجاعة"، ساعدت في تدريب العديد من القادة العسكريين ورواد الفضاء والطيارين. كما أنتجت جمعية المتطوعين لمساعدة الجيش والطيران والأسطول، عددا من الفائزين بالميداليات الأولمبية، ومنهم فيتالينا باتساراشكينا، أول رياضية روسية تفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو. تدربت في نادي الأنواع الرياضية الفنية والعسكرية والعملية، التابع للجمعية في مدينة أومسك السيبيرية. واحتفلت الجمعية بميدالية فيتالينا، ووصفتها بأنها "أعلى شكل من أشكال الوطنية". برنامج كشف المنشطات ربما يكون أفضل دليل على تعطش الحكومة الروسية لتحقيق انتصارات رياضية هو برنامجها لتعاطي الرياضيين للمنشطات. تم الكشف عن هذا البرنامج في أعقاب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي 2014، حيث تصدرت روسيا جدول الميداليات. في نوفمبر/تشرين الثاني من العام التالي، اتهم تحقيق بتكليف من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) روسيا بارتكاب "الغش على نطاق واسع". وقال التحقيق إنه عثر على أدلة على "التهديد والتدخل المباشر من جانب الدولة الروسية" في العمليات المختبرية التي تقوم بفحص عينات الرياضيين. في عام 2016، زعم تقرير آخر بتكليف من وادا، والمعروف باسم تقرير مكلارين، أن أكثر من 1000 روسي، بينهم من فازوا بميداليات أولمبية، قد استفادوا من برنامج المنشطات الذي ترعاه الدولة بين عامي 2011 و2015. بعد هذه الاتهامات تم استبعاد روسيا من المسابقات الدولية. ونفت موسكو قيامها بإدارة نظام المنشطات للرياضيين، واكتفى الرئيس بوتين بالاعتراف بأن "النظام الروسي للسيطرة على المنشطات لم ينجح". لكن لماذا الدولة الروسية حريصة على الاستمرار في الفوز على الساحة الرياضية؟ ذكرت صحيفة فيدوموستي الشعبية، بأن الحكومة الروسية تريد استخدام الإنجازات الرياضية لإبقاء الروس سعداء وفي حالة اتحاد عندما لا تسير الأمور على ما يرام في مكان آخر. وقالت "نحن بحاجة إلى الانتصارات كنوع من المنشطات الوطنية". "الانتصارات جزء من سياسة الدولة". لكن هذه السياسة جاءت بنتائج عكسية عندما ظهر برنامج المنشطات الذي ترعاه الدولة وتم إقصاء روسيا من المنافسات الرياضية الدولية. تم بعد ذلك استبعاد روسيا من المسابقات الدولية الرياضية بسبب العقوبات المفروضة في أعقاب غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. ويقول، فياتشيسلاف فيتيسوف، لاعب هوكي الجليد الشهير سابقا وبطل أولمبي مرتين وعضو في البرلمان الآن عن حزب روسياالمتحدة الحاكم: "نحن الدولة الأكثر تعرضا للتشهير في تاريخ الرياضة الدولية".