أشاد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الإثنين داخل قبة البرلمان، بالطفرة النوعية التي تعرفها البنية التحتية الجامعية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مشددا على أن هذا الورش الحيوي يشكل رافعة استراتيجية لجعل الجامعة بالصحراء المغربية منصة حقيقية للبحث والابتكار، ومجالا لتثمين المؤهلات والثروات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة. وأفاد رئيس الحكومة اليوم الاثنين بمجلس النواب، خلال الجلسة الشهرية المخصصة لموضوع "تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة"، بأنه وبإرادة سياسية راسخة وأفق استراتيجي واضح، تعمل الحكومة تحت التوجيهات السديدة لصاحب الجلالة، على فتح آفاق جديدة في مجال البحث العلمي وتطوير الابتكار داخل الأقاليم الصحراوية، بما يرسخ مكانتها كقاطرة للتنمية المتوازنة والمستدامة. وأشار رئيس الحكومة إلى أن المنظور الشمولي لتنمية الأقاليم الجنوبية يرتكز على جعل الجامعة محوراً أساسياً في هذا المسار، ليس فقط كمؤسسة للتكوين الأكاديمي، بل كفضاء منتج للمعرفة ومختبر لتطوير الابتكار، يسهم في تثمين الثروات المحلية ويشكل واجهة للديبلوماسية الوطنية لترسيخ سيادة المملكة على كامل أراضيها. وأورد أخنوش أن الحكومة تولي اهتماماً خاصاً لتوطين المؤسسات الجامعية بالأقاليم الجنوبية، بالنظر إلى الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الطلبة في التنقل إلى مدن الشمال، وكذا لتخفيف الضغط على الجامعات الكبرى مثل جامعة القاضي عياض بمراكش وجامعة ابن زهر بأكادير، اللتين تعرفان مستويات مرتفعة من الاكتظاظ. في السياق ذاته، سجل رئيس الحكومة أن المناطق الجنوبية تعيش خلال السنوات الأخيرة طفرة نوعية في البنية التحتية الجامعية، همّت مختلف المستويات، من بناء كليات جديدة ومعاهد متخصصة، إلى تطوير مراكز البحث والتكوين المهني. وقد أسهمت هذه الدينامية في ارتفاع عدد الطلبة المسجلين إلى 11.126 طالبة وطالب خلال الموسم الجامعي الماضي، وهو رقم يعكس مدى الإقبال المتزايد على التعليم العالي في الأقاليم الجنوبية. واعتبر أخنوش أن مدينة المهن والكفاءات بالداخلة، التي تم تدشينها نهاية الأسبوع الماضي، نموذجاً متقدماً لمنظومة التكوين المهني الجديدة بالمملكة. مضيفا أن هذا المشروع، الذي كلف استثماراً يناهز 238 مليون درهم، سيوفر عرضا تكوينيا من الجيل الجديد يستجيب لحاجيات سوق الشغل الجهوي والوطني، من خلال استقبال حوالي 1.400 متدرب في 33 مسلكا تكوينيا بمواصفات بيداغوجية حديثة ومبتكرة.