بعد إثرائه الخزانة الأدبية العربية بمنشورات سابقة، عاد الأديب والناقد المغربي حسن الغرفي إلى معانقة هموم الكتابة، بعد طرحه مولودا علميا جديدا، عبارة عن كتاب بعنوان "أدونيس في الإبداع والتنظير الشعري" يتناول بالدراسة والتحليل عالم "أدونيس" الشعري المشحون بالرموز والإشارات والرؤى والدلالات والأفكار وشتى الروافد، قديمها وحديثها، ومختلف التقنيات والأساليب. وقَسَّم الأكاديمي الغرفي كتابه الذي نشرته "دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع" إلى قسمين كبيرين، حيث خصص الأول للتركيز على جملة من الظواهر والقضايا الشعرية المهمة التي ينطوي عليها خطاب أدونيس الشعري، فيما تناول الثاني الممارسة الإبداعية في الشعر لدى أدونيس، من خلال الوقوف عند التجربة الأدونيسية في مجال التنظير للقضايا الشعرية وإشكالياتها، حيث عرض معظم المفاهيم والمقولات والمصطلحات التي أولاها أدونيس اهتمامه الخاص باعتباره منظرا شعريا.
وأدونيس هو الاسم المستعار للشاعر العربي علي أحمد سعيد إسبر الذي قاد ثورة حداثية في الشعر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين، وخلف وراءه أزيد من عشرين مجلدا شعريا وثلاثة عشر مجلدا في النقد.
ويَجُرُّ الكاتب الغرفي خلفه تجارب علمية وأكاديمية وازنة، حيث شغل سابقا رئيس شعبة "الآداب العربي" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد لله بفاس، وله مجموعة من المؤلفات من بينها كتاب "حركية الإيقاع في الشعر العربي المعاصر" عن دار النشر "إفريقيا الشرق" سنة 2001، وكتاب "مقامات شعرية؛ مقالات في الشعر العربي المعاصر" الدي نشرته "دار دجلة ناشرون" سنة 2012، وكتاب "في الشعر الإفريقي المعاصر- جيل الرواد نموذجا" الصادر حديثا ضمن سلسلة كتاب "دبي الثقافي"، الذي يقدم لوحة بيانية كاشفة لإحدى اللحظات المهمة في تاريخ الإبداع الإنساني المعاصر، هي لحظة "الزنوجة" التي شكلت حجر زاوية في الإبداع الشعري الإفريقي المعاصر.