الرباط تحتضن مقر الأمانة الدائمة للشبكة الإفريقية للوقاية من التعذيب

بالطابق الثاني بمقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالرباط، أشرفت الشبكة الإفريقية للآليات الوطنية للوقاية من التعذيب على الافتتاح الرسمي، أمس الخميس، لمقر أمانتها الدائمة التي تحتضنها الرباط.
حدث يشكل محطة بارزة في مسار تعزيز الجهود الإفريقية المشتركة الرامية إلى الوقاية من التعذيب وحماية الكرامة الإنسانية، حسب لجنة الإشراف (المغرب، جنوب إفريقيا، السنغال، الرأس الأخضر، موريتانيا، موزمبيق ومدغشقر) المجتمعة لأول مرة بمقر أمانتها الدائمة بالعاصمة الرباط.
في تصريح بالمناسبة، أكدت بوعياش، رئيسة الشبكة الإفريقية للآليات الوطنية للوقاية من التعذيب ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن تأسيس هذه الشبكة كان نتيجة مبادرة إفريقية محضة بهدف تعزيز قدرات هذه الآليات من طرف أطر أفارقة وبناء نموذج عمل مشترك للتعاون المتبادل والمتواصل بين المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والآليات الوطنية للوقاية من التعذيب بالقارة الإفريقية لتحقيق الغاية الأسمى وهي "صفر تعذيب" في القارة الإفريقية ورفض أي مس بالكرامة الإنسانية.
وتضم الشبكة الإفريقية للآليات الوطنية للوقاية من التعذيب، إلى حدود اليوم، جميع الآليات الوطنية للوقاية من التعذيب المحدثة في 16 دولة إفريقية، ما يعكس الدينامية المتنامية التي تشهدها القارة الإفريقية في مجال إرساء آليات مؤسساتية فعالة للوقاية من التعذيب وسوء المعاملة، وفقا للمعايير الدولية ذات الصلة، ولا سيما البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب.
ويأتي الافتتاح الرسمي لمقر الأمانة الدائمة للشبكة تتويجا لمسار انطلق بمدينة مراكش في يونيو 2023، حيث تم الإعلان رسميا عن إحداث الشبكة الإفريقية للآليات الوطنية للوقاية من التعذيب، عقب اعتماد إعلان مراكش للوقاية من التعذيب بإفريقيا.
وقد تقرر أن يكون مقر الأمانة الدائمة للشبكة بالمملكة المغربية، في تجسيد للثقة التي تحظى بها التجربة المغربية، من خلال مجلسها الوطني لحقوق الإنسان والآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، وفي إطار دعم المملكة للجهود الإفريقية الرامية إلى تعزيز آليات الوقاية من التعذيب، وتكريس التعاون جنوب–جنوب، وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى بين مختلف الآليات الوطنية بالقارة.
ويمثل افتتاح هذا المقر محطة مؤسساتية محورية في مسار تفعيل عمل الشبكة، بما سيمكنها من الاضطلاع بدورها في التنسيق وبناء القدرات والمواكبة التقنية وتعزيز الحضور القاري للشبكة، انسجاما مع طموحها المتمثل في "صفر تعذيب بإفريقيا".