في خطوة مفاجئة ألغى عبد الإله ابن كيران، الأمين العام للبيجيدي، حضوره في المهرجان الخطابي الذي كان من المقرر أن ينظمه الحزب الإسلامي دعما لمرشحه محمد إدعمار، الذي أسقطته المحكمة الدستورية من لائحة برلمانيي المملكة بسبب طعن انتخابي. إلغاء مهرجان البيجيدي وغياب بنكيران سال حوله مداد كثير وتم الحديث عن الأسباب الحقيقية من وراء هذا القرار المفاجئ، في الوقت الذي كان مناضلو الحزب والمتعاطفون معه ينتظرون من ابن كيران أن يفجر "قنابل مسيلة للدموع" في وجه مجموعة من الجهات، التي باتت تتوجس كثيرا من خرجاته بعد قصة إعفائه، حتى أصبحت هذه الجهات لا تعلم ما يفكر فيه هذا الرجل المثير للجدل قبل تنظيم المؤتمر الوطني للحزب في دجنبر القادم.
مصادر مقربة من البيجيدي أوضحت أن مساعٍ كثيرة تمت من أجل إقناع ابن كيران لتجنب الخرجة الإعلامية التي كانت منتظرة اليوم الخميس، لأن مياها تجري تحت نهر الأغلبية الحكومية، التي تلملم جراحها بعد البلوكاج الحكومي الذي أدى إلى إعفاء زعيم البيجيدي وتعويضه بالعثماني، هذه المساعي قام بها قياديون في الأمانة العامة، أشاروا على الرجل بالتقليل من خرجاته وتصريحاته التي يكون لها ما بعدها، وتلبد سماء المشهد السياسي بغيوم كثيفة هذه الأيام.
هذا في الوقت الذي أكدت مصادرنا أن خلافات تسري وراء جدران مقر البيجيدي في حي الليمون بالرباط تخفي من ورائها حربا باردة، يهدف منها أصحابها إلى التضييق أكثر على زعيم الحزب، وثنيه عن الترشح لولاية ثالثة في المؤتمر القادم، وهي التي استطاعت أن تنتزع غياب ابن كيران عن المهرجان، حتى تضمن مزيدا من الهدوء، خصوصا بعد الخلافات التي طفت على سطح الأغلبية الحكومية التي يرفض ابن كيران الانخراط في ميثاقها الذي تصيغه هذه الأيام، والذي يبدو جليا أن خرجات ابن كيران ستعصف به قريبا.