عندما عين الملك محمد السادس في أكتوبر 2021 شكيب بنموسى وزيرا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في حكومة عزيز أخنوش، اعتلت الدهشة وجوه الكثير من المتتبعين الذين تساءلوا وقتها كيف لشخصية تكنوقراطية قادمة من "أم الوزارات" ومن السلك الدبلوماسي أن تخرج قطاعا استراتيجيا مثل التعليم من الأزمات المركبة التي يتخبط فيها، وهو نفس السؤال المطروح اليوم على محمد سعد برادة، الذي عوّض بنموسى على رأس وزارة التعليم.
فمحمد سعد برادة الذي حمله التعديل الحكومي المعلن عنه مساء اليوم الأربعاء للاستوزار باسم حزب التجمع الوطني للأحرار في النسخة الثانية من حكومة أخنوش، بعيد كل البعد عن التربية التعليم، قريب من عالم المال وإدارة الإعمال.
يتقاسم سعد برادة مع شكيب بنموسى نفس مدينة النشأة، فاس، وهما معا من خريجي المدرسة الوطنية للقناطر والطرقات بباريس، الذين عادة لا يجدون عناء في تقلد مناصب مهمة في المغرب، سواء في الوزارات أو المؤسسات العمومية الاستراتيجية أو الشركات وغيرها.
يرز اسمه في مجال إدارة الأعمال، بتأسيسه عدة شركات، من بينها "ميشوك" المتخصصة في صنع الحلويات و"فارما بروم" في المجال الدوائي، ثم الصناعات الغذائية حيث يملك شركة "سافيلي".
قدومه من المجال الاقتصادي وخلفيته البعيدة عن التعليم، يجعلان من مهمة برادة على رأس وزارة التربية الوطنية ليست بالهينة، خاصة في ظل الأعطاب المتراكمة التي يعرفها هذا المجال الذي لم تنفع الوصفات المجربة منذ عقود في إصلاحه.