رغم أن المغرب يعيش تحت وطأة موجة جفاف، أدت إلى تقليص المساحات المزروعة، ودق ناقوس خطر عجز مائي غير مسبوق، إلا أن المغرب بات ثاني أكبر مصدر للطماطم إلى الاتحاد الأوروبي رغم إلى ارتفاع أسعارها في السوق الوطنية خاصة مع اقتراب شهر رمضان. ويرى متتبعون أن استمرار ارتفاع تصدير أطنان من الطماطم صوب دول أوروبية، مقابل أزمة الجفاف الحاد لسنوات متتالية التي يعيشها المغرب والأسعار الصاروخية لهذه المادة الحيوية، تعد بمثابة "تصدير الماء عبر المنتجات الفلاحية" وإرهاق القدرة الشرائية للمواطنين المتضررة أصلا من تحليق الأسعار بشكل جنوني خاصة قبيل رمضان.
وفي هذا السياق، كشف تقرير صدر حديثا عن "Hortoinfo" أن المغرب بات ثاني أكبر مصدر للطماطم إلى الاتحاد الأوروبي، في عام 2024، متفوقا بذلك على إسبانيا، ومتمركزا بعد هولندا. وحسب التقرير المعد استنادا إلى آخر تحديث للبيانات الصادرة عن "Euroestcom" و"ICEX-Eurostat"، فمنذ عام 2016، وهو العام الذي سجلت فيه إسبانيا أعلى مستوى لمبيعات الطماطم إلى الاتحاد الأوروبي، خلال العقد الأخير، شهدت الحصة السوقية للطماطم ارتفاعا فقط في المغرب وتركيا، حيث سجلت مبيعات المملكة زيادة ملحوظة بنسبة 47.18 في المائة، وتركيا بنسبة 171.35 في المائة، بينما انخفضت حصة إسبانيا بنسبة 34.2 في المائة، وهولندا بنسبة 21.11 في المائة.
وأوضح التقرير، أن المغرب احتل المركز الثاني في إمداد الاتحاد الأوروبي بالطماطم، خلال عام 2024، حيث بلغ حجم مبيعاته 579.79 مليون كيلوغرام، بزيادة 185.85 مليون كيلوغرام عن عام 2016.
من جهتها، احتلت إسبانيا المركز الثالث كمورد للطماطم إلى الاتحاد الأوروبي، حيث باعت 531.77 مليون كيلوغرام في الأسواق الأوروبية، وهو ما يقل بنحو 276.35 مليون كيلوغرام عن عام 2016، والذي سجلت فيه مبيعات تبلغ 808.12 ملايين كيلوغرام.
وأضاف التقرير أن المغرب تفوق على إسبانيا في الإيرادات، أيضا، حيث بلغت مبيعاته 999.04 مليون يورو، في عام 2024، بزيادة قدرها 581.72 مليون يورو عن عام 2016، بفضل ارتفاع السعر إلى 1.72 يورو للكيلوغرام، في عام 2024، مقابل 1.06 يورو، في عام 2016.
أما إسبانيا فاحتلت المركز الثالث من حيث الإيرادات، إذ بلغت مبيعاتها 933.63 مليون يورو، في عام 2024، بزيادة قدرها 83.32 مليون يورو مقارنة بعام 2016، رغم ارتفاع السعر إلى 1.76 يورو للكيلوغرام، في عام 2024، مقارنة ب1.26 يورو، في عام 2016.