بدأت الجزائر هذين اليومين تحركات مريبة، بعد الجولة الدبلوماسية المثمرة التي قادت وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، قبل أيام، إلى عدد من العواصم الأوروبية، منتزعا منها مواقف مؤيدة لمغربية الصحراء في سياق الزخم المتواصل للدبلوماسية المغربية على الساحة الأوروبية.
بوريطة، الذي زار في غضون أربعة أيام ست دول أوروبية، شملت فرنسا، إستونيا، مولدوفا، كرواتيا، المجر وإسبانيا؛ عاد بمكاسب مهمة في قضية الوحدة الترابية، حيث أكد المسؤولون في هذه الدول دعمهم الصريح لمقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل هذا النزاع المفتعل، كما بحث معهم سبل تعزيز الشراكات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون السياسي والاقتصادي.
ويبدو أن الاختراق الدبلوماسي المغربي والتوافق الأوروبي المتزايد حول دعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، استنفر الجزائر التي باتت متوجسة من نجاح الرباط في تسويق رؤيتها القائمة على الحوار، التنمية والاستقرار، وهو ما يفسر الزيارة المكوكية التي بدأها وزير الشؤون الخارجية الجزائر أحمد عطاف، مساء الأربعاء، إلى عاصمة فنلندا هلسنكي، في زيارة رسمية يقوم بها إلى البلاد.
وتأتي هذه الزيارة، وفق ما ذكره بيان للخارجية الجزائرية، "في إطار الجهود المشتركة الرامية إلى تعزيز الحوار السياسي بين البلدين، وإضفاء المزيد من الزخم على تعاونهما الثنائي. لا سيما في الميادين الاقتصادية".
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أجرى عطاف في السويد، محادثات مع الرئيسة التنفيذية للمجلس الدولي للصناعة السويدية كريستين باكستروم، وخصّص اللقاء، حسب ما أفاد به بيان للخارجية، ل"بحث آفاق تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجزائروالسويد في الميادين ذات الأولوية بالنسبة للبلدين".