في حادثة جديدة تسلط الضوء على واقع الانتهاكات المتكررة داخل مخيمات تندوف، أفاد منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف (فورساتين)، أن عائلة صحراوية تقيم بدائرة "حوزة" في ما يسمى مخيم السمارة، تقدمت بشكاية تؤكد تعرض ابنها الشاب "ودادي ولد سلمن ولد لوشاعة" لاعتداء عنيف من طرف عناصر تابعة لميليشيا "البوليساريو".
وبحسب رواية العائلة التي نقلها المنتدى، فإن عناصر مسلحة تابعة للجبهة أقدمت على مداهمة خيمتها ليلا دون أي سند قانوني أو إذن مسبق، قبل أن تعتدي بشكل وحشي على الشاب باستخدام الهراوات والعصي، وسط صراخ أفراد الأسرة، في مشهد عنيف ومروع.
وخلف هذا الاعتداء أثرا نفسيا وجسديا بالغا على العائلة، إذ سُجّل إصابة إحدى شقيقات الضحية بانهيار عصبي تسبب في فقدانها للوعي، بينما تعاني شقيقة أخرى من أزمة نفسية حادة بعد أن شهدت واقعة تعنيف شقيقها أمام أعينها.
وبررت العناصر المهاجمة هذا التدخل بزعم رفض الشاب الامتثال لتعليمات عند نقطة تفتيش، غير أن الأسرة اعتبرت هذا التبرير ذريعة واهية لا تبرر اقتحام المنزل (الخيمة) في جنح الليل، ولا تعكس أي التزام بالقواعد القانونية أو الإنسانية في التعامل مع المدنيين.
وتأتي هذه الواقعة لتزيد من المخاوف بشأن الانفلات الأمني والانتهاكات الحقوقية المستمرة في مخيمات تندوف، حيث تظل ميليشيات "البوليساريو" تتحرك دون حسيب أو رقيب، في غياب أي رقابة قضائية مستقلة أو تدخل دولي فعّال.
ويجدد هذا الاعتداء، حسب متابعين، الدعوة إلى ضرورة توفير حماية دولية للمدنيين الصحراويين المحتجزين في تندوف، والضغط من أجل فتح تحقيقات محايدة في مثل هذه الوقائع التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية في ظل إفلات كامل من العقاب.