شنّت إسرائيل موجة من الضربات على إيران في 13 يونيو الجاري، أصابت نحو 100 هدف، بما في ذلك منشآت نووية ومراكز قيادة عسكرية، وأسفرت عن مقتل شخصيات بارزة، من بينهم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة وكبار العلماء النوويين.
ووفقا للمتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إيفي دفرين، شاركت نحو 200 مقاتلة إسرائيلية في الهجوم الذي استهدف أكثر من 100 موقع إيراني، بينها منشآت رئيسية في العاصمة طهران، ومدن نطنز وتبريز وأراك وخنداب وأصفهان وكرمنشاه وبروجرد.
وأعلنت إسرائيل أنها أصابت أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة "نطنز النووية" الواقعة في محافظة أصفهان، فيما أظهرت مقاطع الفيديو التي بثها الإعلام الإيراني أعمدة دخان متصاعدة بالقرب من المنشأة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "ألحقنا أضرارا بالغة بمنشأة نطنز الإيرانية".
من جهتها، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن معظم الأضرار الناجمة عن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشأة تخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض في نطنز، هي على مستوى السطح.
وقال المتحدث باسم المنظمة بهروز كمالوندي إن "معظم الأضرار هي على مستوى السطح" مؤكدا "عدم وقوع إصابات" في المنشأة حيث توجد أجهزة الطرد المركزي للتخصيب تحت الأرض.
وتشير تقارير استخباراتية غربية إلى تعطيل جزئي في أنظمة التبريد في منشأة أراك للماء الثقيل في محافظة "مركزي" والتي تستخدم لإنتاج البلوتونيوم، كجزء من البرنامج البديل لتخصيب اليورانيوم.
أما منطقة خنداب قرب منشأة أراك، فقد تم استهداف مركز الأبحاث والمرافق المرتبطة بمفاعل الماء الثقيل فيها.
وفي أصفهان، وعلى الرغم من عدم تسجيل إصابات مباشرة، إلا أن الضربات الإسرائيلية استهدفت منشآت لصناعة أجهزة الطرد وتحضير اليورانيوم.
ومن ضمن الأهداف، طال القصف الإسرائيلي مناطق في موقع فوردو النووي وسط البلاد، ولم يتم تسجيل إصابات أو خسائر في المنطقة.
ولم يُعلن عن تضرر محطة "بوشهر للطاقة النووية"، وهي المحيطة الوحيدة العاملة حالياً في إيران، وتستخدم وقوداً روسياً يعاد شحنه بعد الاستخدام.
أما عن أبرز المواقع العسكرية التي استهدفتها الضربات الإسرائيلية فكانت مقر الحرس الثوري الإيراني، ما تسبب بمقتل قائد الحرس العام اللواء حسين سلامي.
كما طالت الضربات مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، أو ما يدعى في إيران ب "مقر خاتم الأنبياء"، حيث أكدت المصادر الإسرائيلية والإيرانية مقتل اللواء غلام علي رشيد، قائد المقر نتيجة للقصف الإسرائيلي.
فيما طالت غارة أخرى مجمع "شهرك شهيد محلاني"، شمال شرق العاصمة طهران، ونتج عن ذلك تدمير ثلاثة مبان سكنية يقطنها كبار قادة الحرس الثوري.
واستهدفت إسرائيل أيضاً قواعد عسكرية ضخمة في العاصمة ومحيطها، إضافة إلى قواعد صواريخ ومركز اتصالات في كرمنشاه، التي تعد مركزاً رئيسياً لتخزين الصواريخ الباليستية.
وأكدت وسائل الإعلام الإيرانية وقوع أضرار مادية أيضاً في قاعدة عسكرية في بروجرد في محافظة رستان، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر "عشرات أنظمة الرادار وقاذفات الصواريخ أرض-جو" في منصات صواريخ، كما أكد الجيش تدمير بطاريات للدفاع الجوي في غرب البلاد.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية الكثيفة عن مقتل علماء نووين بارزين من خلال استهداف مقرات سكنهم مع عائلاتهم، أبرزهم العالم محمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي، الذين قتلا على الفور إثر الغارات.
كما اندلع حريق في مطار تبريز بشمال غرب إيران بعد الضربات الإسرائيلية، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية.