على خلفية إعلان السيناتور الجمهوري الأميركي جو ويلسون عن تقديم مشروع قانون إلى الكونغرس الأميركي يقضي بتصنيف جبهة البوليساريو الانفصالية كمنظمة إرهابية، أكد خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية، أن مجرد مناقشة الكونغرس الأميركي لهذا الموضوع هو مستوى متقدم. وأضاف الشيات، في تصريح ل"الأيام 24″، أن موضوع تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، طُرح كثيرا في شهر أبريل الماضي، مبينا أن هذا التوجه مرتبط بأحد النواب الأمريكيين وهو الأمر الذي لاقى استحسانا من قبل نواب آخرين، واليوم يخضع للنقاش وربما قد يخضع للتصويت والموافقة.
واعتبر الشيات، أن هذا الأمر يأتي في إطار التدافع الحاد بين المغرب والجزائر، مبرزا أن تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية يمكن أن يكون له أثر كبير على مستويات متعددة موازية خاصة على مستوى العلاقات مع مجموعة من الدول الأخرى.
وكان السيناتور الأميركي ويلسون، قال إن "البوليساريو ميليشيا ماركسية مدعومة من إيران، وحزب الله، وروسيا. توفر لطهران موطئ قدم إستراتيجي في إفريقيا، وتزعزع استقرار المملكة المغربية، الحليف التاريخي للولايات المتحدة منذ 248 عاما".
وأضاف ويلسون، في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس": "نشكر زميلي النائب جيمي بانيتا على دعمه لهذا التشريع ذي الطابع الحزبي المشترك، والرامي إلى تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية أجنبية".
وعن دلالات مناقشة الكونغرس الأميركي لهذا المشروع، قال الشيات، إن الكونغرس الأميركي هو مؤسسة داخلية أمريكية لكنه يعكس أيضا قدرا كبيرا من الولاءات لمنظمات تَعتبر الانتماء لجماعة ضغط مسألة قانونية طبقا للقوانين المقررة داخل الولاياتالمتحدة الأميركية وبالتالي فهو مجال للتوازن على مستوى هذه المنظومة.
وتابع أن هذه الأمور تدخل في إطار مساع مغربية لتطويق الموقف الأمريكي الداعم لمغربية الصحراء من خلال عدم جعله مرهونا بالرهانات ذات الطبيعة الآنية والمرحلية، خاصة في ظل وجود سعي جزائري حثيث لتشبيك العلاقات على المستوى الطاقي مع عدة مجموعات أميركية للبترول والغاز، بغية شراء قرارات سياسية أميركية.
هذا، واستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأسبوع الماضي، وفدا عن عملاق الطاقة الأمريكية شركة شيفرون، بمقر رئاسة الجمهورية، كما وقعت شركة سوناطراك الجزائرية مذكرتي تفاهم مع شركة "أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن" الأمريكية، مؤخرا على هامش المنتدى الجزائري الأمريكي للطاقة 2025، بهدف تعزيز وتوسيع تعاونهما في مجال استكشاف وإنتاج المحروقات في الجزائر.
ويرى الشيات، أن هذه التحركات الجزائرية، تأتي في إطار محاولتها تشبيك هذه العلاقات على مستوى المنافع والمزايا التي يقدمها النظام العسكري الجزائري اليوم "كقربان" لمواقف أمريكية مستقبلية لاسيما من قضية الصحراء المغربية.
وبعد أن شدد الشيات، على أن الجزائر تعمل ليل نهار بطريقة واحدة لمعاكسة الحقوق المغربية، عبر استغلال "الريع الاقتصادي والطاقي" مقابل مواقف سياسية معينة، لفت إلى أن هذا الأمر لم يكن مجديا مع مجموعة من الدول بما فيها إسبانيا وفرنسا لكونهما تنتميان للمنظومة الأوروبية.