يشهد التوازن الجيوسياسي العالمي حالياً تحولاً مقارنة بالنماذج التقليدية المعهودة، وبفضل عدة عوامل مثل موقعه الجيوستراتيجي وكونه جزءاً من "مبادرة الحزام والطريق" التي يروّج لها الرئيس الصيني شي جين بينغ، أصبح المغرب نقطة محورية في الربط بين إفريقيا والمحيط الأطلسي.
نقل موقع Modern Policy، أن اعتراف العديد من الدول الأوروبية، إلى جانب الولاياتالمتحدة، بالحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، يُعد دليلاً على النفوذ المتصاعد للمغرب وعلى تغير الخريطة الجيوسياسية.
وقد بدأ المغرب بعقد اتفاقيات وتحالفات مرنة في ظل تراجع تكتلات مثل اتحاد المغرب العربي أو الجامعة العربية، مما يساعده في تنفيذ سياسة خارجية تقوم على الترابط الجغرافي.
واعتبر المصدر ذاته أنه نهج المغرب يعتبره مفكرون مثل زبيغنيو بريجنسكي وروبرت كابلان أساسياً لإعادة تشكيل توازن عالمي جديد.
ويندرج المغرب أيضاً في إطار مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ "الحزام والطريق"، التي ترتكز على مبادئ الترابط، الاستقرار، والسيادة المشتركة.
وتعتبر هذه المبادرة "جهداً دبلوماسياً صينياً يهدف إلى كسب المكانة والنفوذ عالمياً عبر توسيع نشاط الشركات الصينية حول العالم"، وفق ما ذكرته صحيفة La Nación.
وفي حالة المغرب، فإن الترابط يتمثل في "شبكة من الممرات البحرية، والرقمية، والطاقية، التي تربط مدناً مغربية مثل طنجة، الداخلة، والدار البيضاء، بمراكز إفريقية". أما الاستقرار، فيُعزّز من خلال الأمن ومكافحة الجريمة، في حين تؤثر السيادة المشتركة مثلاً على الرقابة الجمركية.
التحالفات مع مالي، النيجر، وساحل العاج هي مثال على هذه الضمانات الأمنية، وبفضل هذا التعاون، أصبحت منطقة الساحل أقل خطورة، وفي الوقت نفسه، يُروّج المغرب لصورة "إفريقيا السلمية".