عبّرت جمهورية مقدونيا الشمالية، خلال زيارة رسمية لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى العاصمة سكوبي، عن دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007، معتبرة إياها الأساس الجدي والوحيد الكفيل بإيجاد حل نهائي وواقعي لهذا النزاع الإقليمي. هذا الموقف جاء ضمن بيان مشترك صدر عقب المباحثات الثنائية، حيث شددت مقدونيا الشمالية على التزامها بدعم سيادة المملكة المغربية ووحدة أراضيها، في ما يمثل امتدادًا للدينامية المتزايدة التي تشهدها مواقف الدول الأوروبية والبلقانية تجاه قضية الصحراء المغربية. امتداد طبيعي لجولة أوروبية ناجحة زيارة الوزير بوريطة إلى سكوبي تأتي في سياق دبلوماسي نشيط يقوده المغرب منذ أشهر، إذ تُعد هذه المحطة استمرارية للزخم الذي رافق جولته الأوروبية في أبريل الماضي، والتي شملت عددًا من العواصم الأوروبية وأفضت إلى تأكيدات متكررة بدعم مبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي وذي مصداقية تحت السيادة المغربية. التحول في موقف مقدونيا الشمالية يُظهر كيف أن تأثير الجولة الأوروبية بدأ يتسع ليشمل منطقة البلقان، في إطار استراتيجية مغربية هادفة إلى تنويع الشراكات وتعزيز موقع المغرب كفاعل محوري في محيطه الإقليمي والدولي. إشادة بالإصلاحات الكبرى والرؤية الملكية خلال هذه الزيارة، لم تُخفِ مقدونيا الشمالية إعجابها بالمسار الإصلاحي العميق الذي يقوده الملك محمد السادس، مشيدة بالتقدم المحرز على مستويات متعددة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. كما عبّرت عن اهتمام خاص بالمبادرات الملكية الأخيرة، لاسيما المبادرة الأطلسية الهادفة إلى تعزيز التعاون الإفريقي في مجالات الأمن الغذائي والولوج إلى البحر. إرادة مشتركة لتعزيز الشراكة المباحثات الثنائية بين الوزير بوريطة ونظيرته المقدونية أسفرت أيضًا عن تأكيد الجانبين على عزمهما المشترك لتقوية أواصر التعاون الثنائي في شتى المجالات، وعلى رأسها الاقتصاد، التعليم، الأمن، والسياحة. ويبدو أن الرباط وسكوبي تتقاسمان رؤية موحدة تجاه عدد من التحديات الدولية، ما يمهّد الطريق لتوقيع اتفاقيات نوعية في المستقبل القريب. المغرب شريك للاستقرار الإقليمي من جهته، أكد ناصر بوريطة أن المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، تضطلع بدور مركزي في تعزيز الاستقرار والتنمية في منطقة شمال إفريقيا والساحل، كما أن المغرب يُعد بوابة استراتيجية تربط إفريقيا بأوروبا، وهو ما يفتح آفاقًا واسعة أمام التعاون الثلاثي مع مقدونيا الشمالية في اتجاه القارة الإفريقية. دعم دولي يتسع التحاق مقدونيا الشمالية بركب الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي يأتي ليؤكد من جديد أن المقاربة المغربية لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء باتت تحظى بإجماع دولي متزايد. فقد سبق أن عبرت عدة دول أوروبية، خلال جولة أبريل الماضي، عن مواقف مماثلة، معتبرة أن الحل الواقعي والعملي يجب أن يرتكز على سيادة المغرب ووحدة أراضيه. وفي ظل هذا التوسع الجغرافي لدائرة الدعم الدولي، يواصل المغرب ترسيخ حضوره السياسي والدبلوماسي، مستندًا إلى شرعية واضحة ومبادرات بنّاءة تُعزز الاستقرار وتُكرّس الأمن في محيطه الجيوسياسي.