مواكبة أنوار العسري في لحظة نادرة تتوحد فيها القلوب قبل الأصوات، خرجت ساكنة العرائش عن بكرة أبيها، في وقفة احتجاجية حاشدة حملت رسالة واحدة وواضحة: "أعيدوا لنا شرفتنا!". لم يكن التجمع مجرد حدث عابر، بل تعبيرًا عن وعي جماعي غاضب يرفض المساس برمز من رموز المدينة وهويتها البصرية والتاريخية. الشرفة الأطلسية، التي طالما كانت شاهدة على تفاصيل يومية لسكان المدينة وزوارها، تحوّلت إلى جرح مفتوح بفعل أشغال عشوائية، أخرجت العرائش عن صمتها. هتف المشاركون بشعار الوحدة والكرامة، معلنين أن "الذاكرة لا تُهدم، والجمال لا يُشوَّه، والتاريخ لا يُزاح"، في موقف حضاري يسائل المسؤولين ويطالب بإعادة الأمور إلى نصابها. في العرائش اليوم، لم يكن الاحتجاج صراخاً فقط، بل كان سرداً جديداً يُكتب بإرادة ساكنة قررت أن تحمي ما تبقى من ملامح مدينتها... "الشرفة ليست حجراً فقط، إنها مرآتنا" – هكذا قال أحد المحتجين، وهكذا كانت الرسالة جليّة: العرائش تُقاوم، وتقول كلمتها الأخيرة.