انتخب المغرب في شخص المندوب الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عمر هلال، نائبا لرئيس مؤتمر الأممالمتحدة الثالث للبلدان النامية غير الساحلية الذي انطلقت أشغاله أول أمس الثلاثاء بمدينة أوازا في تركمنستان ويستمر حتى 8 غشت الجاري.
في قراءة لأبعاد هذا الانتخاب، أوضح أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، محمد أشلواح، أن هذه الخطوة المشرفة تعكس اعترافا دوليا بأن المغرب أصبح فاعلا أساسيا في منظمة الأممالمتحدة، وباتت كلمته مسموعة على الصعيد الدولي، مؤكدا أن ذلك "لم يأت من فراغ، بل جاء بعد تراكمات وعمل يقوم به المغرب، سواء في مجال الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، أو عبر لعب أدوار لحل العديد من القضايا الدولية".
وأكد أشلواح في تصريح ل"الأيام 24″، أن "المغرب أضحى قوة إقليمية قادرة على المساهمة في ضبط الجوار الإقليمي وحل مشاكله، خاصة على المستوى الافريقي"، حيث تحولت الرباط من شريك في الاستراتيجيات الإفريقية إلى فاعلة حقيقية في التنمية على مستوى القارة السمراء، مع العمل جاهدة من أجل النهوض بأوضاع العديد من الدول الإفريقية، يضيف الأستاذ الجامعي، وهو ما تترجمه، بحسبه، اتفاقيات الشراكة مع مجموعة من الدول في إطار من الاحترام ومبدأ رابح رابح.
وبالنسبة لأشلواح، فإن انتخاب المغرب "أمر طبيعي وليس مفاجئا، نظرا إلى مكانة المملكة والدور الإقليمي والدولي الذي باتت تضطلع به وهي التي ما فتئت تترافع عن إفريقيا داخل المنتديات الدولية، خاصة وأن هذا المؤتمر يعني البلدان النامية غير الساحلية ويبحث سبل ازدهارها وكيفية دعمها"، مشيرا إلى "الثقة التي يتمتع بها المغرب ورصيده المهم، سواء في إطار أجهزة الأممالمتحدة أو وكالاتها أو حتى علاقاته مع عديد من الدول عبر العالم، بما فيها النامية التي تشكل تشكل من 9 في المائة من سكان العالم وسدس أعضاء الأممالمتحدة".
واستحضر أستاذ العلوم السياسية في هذا السياق، مساهمات المغرب الرائدة على مستوى التضامن وتقديم المساعدة الإنسانية للشعوب (الصومال، هايتي فلسطين…)، مشددا على أن المغرب "لا يقدم خطابا للاستهلاك الإعلامي، بل هناك تصورات استراتيجية وخطوات عملية تنتجها المملكة تحت القيادة الملكية للملك محمد السادس، بالتفكير الاستراتيجي الثاقب والحس التضامني والإنساني الراسخ الذي بلور مبادرة ضخمة، هي المبادرة الأطلسية.
وضمن حديثه عن المبادرة الأطلسية، أكد محمد أشلواح أنها ستفتح آفاق تجارية كبيرة لإدماج الدول غير الساحلية جنوب الصحراء، في إطار استثماري تجاري واندماجي، مما سيحدث نقلة تنموية كبيرة على صعيد إفريقيا وسيعكس فعلا فكرة التضامن جنوب جنوب.