في سياق تحضيراتها لاحتضان الدورة التاسعة من مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا (TICAD)، في الفترة الممتدة من 20 إلى 22 غشت، استقبلت وزارة الشؤون الخارجية اليابانية، السفير الجزائري الجديد لدى طوكيو، توفيق ميلاط، في لقاء وصفته طوكيو ب"زيارة مجاملة". إلا أن توقيت اللقاء، قبل أيام قليلة من انطلاق المؤتمر، يحمل دلالات سياسية واضحة، خاصة وأن الجزائر تُعد أبرز داعمي مشاركة البوليساريو الانفصالية في فعاليات "تيكاد".
بيان الخارجية اليابانية أشار إلى أن النقاشات مع المسؤول الجزائري ركزت على "تعزيز التعاون الثنائي، خصوصًا في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية". إلا أن مراقبين يرون أن المحادثات لم تخلُ من التطرق إلى موضوع حساس: مشاركة البوليساريو الانفصالية التي لطالما شكلت نقطة خلاف بين اليابان والدول الداعمة للجبهة.
وكانت النسخة السابقة من "تيكاد" قد شهدت حادثة أثارت استياء طوكيو، حين تمكن وفد من جبهة البوليساريو الانفصالية من دخول المؤتمر بجوازات سفر جزائرية، في خطوة اعتبرتها الحكومة اليابانية انتهاكًا لسيادتها، ومحاولة لتسييس مؤتمر تنموي يُفترض أن يبقى بعيدًا عن الصراعات الإقليمية.
منذ انطلاق هذه المبادرة في عام 1993، بالشراكة مع الأممالمتحدة، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، والبنك الدولي، ومفوضية الاتحاد الإفريقي، تبنّت اليابان موقفًا واضحًا بعدم الاعتراف بالبوليساريو ككيان رسمي داخل هذا الإطار، مؤكدة في كل مناسبة أن حضور الأطراف ينبغي أن يتم بالتوافق الكامل مع البلد المنظم.