يشهد ملف التحكيم داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) فصولاً جديدة من الارتباك، بعد قرار إقالة الإيفواري دوي نومانديز من رئاسة لجنة الحكام، وترحيل البنيني هيوز آلان أدجوي من كينيا، في أعقاب أزمة تحكيمية حادة طفت على السطح بسبب خلافات مرتبطة بالجنوب أفريقي فيكتور غوميز.
وفي خطوة مؤقتة، قرر الكاف تكليف المالي مامادو حيدارا بإدارة لجنة الحكام إلى حين تعيين مسؤول جديد للتطوير والتحكيم، وهو قرار يعكس سعي المؤسسة إلى إعادة ضبط إيقاع العمل الإداري، في ظل توتر داخلي لا يزال يلقي بظلاله على الجهاز القاري.
الغموض ما زال يلف مستقبل التحكيم في أفريقيا، خصوصاً أن الكاف لم يحسم بعد أسماء الشخصيات المرشحة لتولي المسؤولية بشكل رسمي، في وقت تقترب فيه استحقاقات كبرى، أبرزها منافسات الأندية القارية، ثم نهائيات كأس أمم أفريقيا المقررة بالمغرب نهاية 2025.
إلى جانب ذلك، أصدر السكرتير العام للكاف، الكونغولي فيرون أومبا، قرارات تنظيمية أخرى، من بينها نقل قسم التذاكر من الإدارة المالية إلى قسم البطولات والفعاليات، مع إلزام الموظفين برفع تقاريرهم مباشرة إلى مدير المسابقات سامسون أدامو، في محاولة لإعادة ترتيب البيت الداخلي.
غير أن التحدي الأكبر يبقى داخل لجنة الحكام نفسها، حيث تتفاقم الخلافات بين أعضائها من جهة، وبين السكرتير العام أومبا ونائبه في اللجنة فيكتور غوميز من جهة أخرى، بعد الجدل المثار حول القائمة التي اختارها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لطواقم التحكيم المشاركة في كأس العالم تحت 17 سنة بالدوحة في نونبر المقبل.
وبين قرارات الإقالة والتكليفات المؤقتة، يبدو أن أزمة التحكيم في "كاف" لا تزال بعيدة عن الحل، لتبقى أعين المتابعين معلقة بما ستسفر عنه الأيام المقبلة في واحد من أكثر الملفات حساسية داخل الكرة الأفريقية.