دعت الشبيبة الاتحادية بفرنسا نظيرتها بالمغرب إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية، باتخاذ موقف واضح وصريح إزاء الاحتجاجات السلمية التي تقودها حركة "GeneZ212" بالمغرب ذات المطالب الاجتماعية الصرفة، في طليعتها الولوج العادل والمنصف إلى خدمات الصحة والتعليم، فضلا عن توجيه السياسات العمومية نحو خلق فرص الشغل لامتصاص البطالة التي تضرب أطنابها خاصة في أوساط فئة الشباب بين 15 و24 سنة، بدل التركيز على مشاريع "المونديال" الذي ينظر له المحتجون بمثابة عبء على أولويات المغرب الاجتماعية.
وأدانت الشبيبة الاتحادية بفرنسا بشدة "حملة الاعتقالات التي تطال الشباب المغربي لمجرد ممارستهم لحقهم المشروع في الاحتجاج السلمي والتعبير الحر، معتبرة في بيان لها توصلت به "الأيام 24″، أن هذه الممارسات "تمثل انتهاكا صارخا للحقوق والحريات الأساسية، وتشكل تراجعا خطيرا عن مسار بناء دولة الحق والقانون، كما أنها تتناقض مع تطلعات الشعب المغربي في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة".
كما شددت الشبيبة الاتحادية بفرنسا على أن صوت الشباب الاتحادي "يجب أن يكون في صفوف مناهضة القمع، وأن يكون جزءا من الحراك الديمقراطي المتجدد الذي يقوده أبناء وبنات هذا الوطن من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية".
وعلى خلاف أحزاب الصف التقدمي، على غرار التقدم والاشتراكية الذي ساندت قيادته وشبيبته الاحتجاجات الاجتماعية ل"جيل زد" وطالبت الدولة بالتعامل معها بمرونة عوض المقاربة الأمنية، إضافة إلى الاشتراكي الموحد الذي بادرت قيادته إلى مساندة المحتجين في مسيرتهم بالدار البيضاء، ثم فيدرالية اليسار التي قررت مقاطعة المشاورات مع وزارة الداخلية حول الانتخابات كرد فعل على القمع الذي تعرضت إليه مسيرات الحركة بمختلف مدن المغرب؛ لم يصدر بعدُ أي موقف عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعببية، علما أنه يقود المعارضة حاليا وارتبط حمضه النووي تاريخيا بالنضالات الشعبية وخاض معارك طاحنة للدفاع عن الحقوق والحريات.
تلفع الاتحاد الاشتراكي وشبيبته بالصمت إزاء المقاربة الأمنية لاحتجاجات شباب جيل Z في وقت تتواصل فيه الإدانات السياسية والحقوقية لما يحدث، يضع حزب عبد الرحيم بوعبيد في حرج حقيقي، وضغط كبير لاتخاذ موقف صارم ينسجم مع تاريخه النضالي ومبادئه التقدمية، والاضطلاع بدوره الطلائعي في الدفاع عن الديمقراطية والكرامة وحقوق الشباب.