شهدت العلاقة بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والنقابة الدولية اللاعبين المحترفين (فيفبرو) توترا جديدا بعد أن استبعدت الفيفا الأخيرة من المحادثات المخصصة لبحث صحة اللاعبين المحترفين التي أقيمت في العاصمة المغربية الرباط على هامش كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة. ووفق بيان صادر عن الفيفا، فقد احتضنت الرباط منتدى بعنوان "منتدى استشارة اللاعبين المحترفين"، بمشاركة ممثلين عن 30 نقابة لاعبين من مختلف الدول، بهدف مناقشة قضايا تتعلق براحة اللاعبين واستعادتهم للياقة، بما في ذلك فترات الراحة بين المباريات وطول العطلة الصيفية، إضافة إلى تمثيل اللاعبين في القرارات الكروية.
غير أن فيفبرو، التي تمثل أكثر من 65 ألف لاعب عبر 72 نقابة وطنية، قالت إنها لم تتلق أي دعوة للمشاركة في الاجتماع، منتقدة تركيبة الحاضرين ومعتبرة أنها "لا تعكس تمثيلا حقيقيا ومستقلا للنقابات التي تتحدث باسم اللاعبين وتشارك في المفاوضات العمالية الجماعية".
واتهمت النقابة العالمية الفيفا بمحاولة إنشاء نقابات موازية أو "صفراء" قريبة منها لتبرير مواقفها، مشيرة إلى أن "الفيفا سبق أن استخدمت أساليب مماثلة مع وكلاء اللاعبين والمشجعين، عبر خلق منظمات صديقة للفيفا للمشاركة في المشاورات بدلا من التعامل مع الهيئات المعترف بها رسميا". وأكدت أن هذا النهج "يقوض التمثيل الجماعي للعمال ويتعارض مع اتفاقيات منظمة العمل الدولية (ILO)".
من جهته، رد رئيس الفيفا جياني إنفانتينو على انتقادات فيفبرو بالقول إن الاتحاد الدولي "يرحب بالتعاون مع جميع الأطراف الراغبة فعلا في التقدم والحوار القائم على الاحترام"، مؤكدا أن "أبواب الفيفا تبقى مفتوحة لكل من يشارك هذه القيم".
ووصف بيان فيفبرو الاجتماع بأنه "معيب بشدة"، داعيا الفيفا إلى المساعدة في إرساء آلية تفاوض جماعي عالمية على أسس عادلة ومنظمة، وفق معايير منظمة العمل الدولية، لضمان إشراك حقيقي لممثلي اللاعبين في القرارات التي تمس ظروف عملهم وحياتهم المهنية.
ويأتي هذا الخلاف امتدادا لتوترات سابقة بين الجانبين، خاصة خلال كأس العالم للأندية الصيفية التي ضمت 32 فريقا، حيث اشتكت النقابة من ازدحام جدول المباريات وارتفاع الضغط البدني على اللاعبين. كما استبعدت الفيفا فيفبرو من اجتماع عقد في نيويورك لمناقشة نفس القضايا، مما عمق الخلافات بين المؤسستين.
وتطورت الأزمة إلى حرب تصريحات علنية، إذ شبه سيرجيو ماركي، رئيس فيفبرو، إنفانتينو بالإمبراطور الروماني نيرون، بينما ردت الفيفا باتهام النقابة بخوض "معارك دعائية مصطنعة"، وطالبتها بنشر بياناتها المالية السنوية.
وكانت فيفبرو قد قدمت السنة الماضية شكوى إلى المفوضية الأوروبية ضد الفيفا بسبب الجدول الدولي للمباريات، معتبرة أنه لا يراعي حقوق اللاعبين ولا يتيح فترات راحة كافية بينهم.