جواد عقل رئيس تحرير مجلة الهدف الفلسطينية أجرى الحوار : إدريس علوش مجلة الهدف باختصار شديد هي مدرسة الشهيد والاديب غسان كنفاني الذي اسس عبرها لوعي نقدي متجذر يقول بكل الحقيقة للجماهير..وقد تخرج من هذه المدرسة العديد من الفعاليات الاعلامية والثقافية والحاملة لمشعل الفكر والمعرفة التي لا تستكين لتناقضات الواقع وملابسات المرحلة بقدر ما تعمل على الاسهام في التغيير والانتصار لقيم العدل والجمال الانسانيين... الاستاذ جواد عقل الذي يشغل ومنذ سنوات رئاسة تحرير مجلة الهدف هو احد رموز هذه المدرسة وقد كان لنا معه نص هذا الحوار في مقر مجلة الهدف في مخيم اليرموك بدمشق حول جملة من القضايا التي تخص الاعلام الفلسطيني ودوره في الصراع مع الكيان الصهيوني الغاشم... - الأستاذ جوادعقل نستهل نص هذا الحوار براهن الإعلام الفلسطيني؟ في البداية أنا أفيد الإشارة على انه تعقدت ظروف و دورالاعلام في المرحلة الراهنة ارتباطا بتطور وسائل التكنولوجيا التي اصبحت في متناول الجميع بفعل ثورة الاتصالات. و ما أفرزته من نتائج ايجابيةعلى مستوى تطوير وسائل الإعلام ووصول المعلومة في وقتها المحدد إلى المشاهد بشتى بقاع الارض. هذا التطور الايجابي من ناحية فرض على وسائل الإعلام وخاصة وسائل الإعلام الثورة الفلسطينية أن ترتقي بأدواتها لتطور من شكل الرسالة الإعلامية التي يمكن أن يقدمها الإعلام الفلسطيني للعالم خاصة في ظل سيطرة وسائل الإعلام وهيمنة وسائل الإعلام الأمريكية بشكل رئيسي على المستوى العالمي. وبالتالي القضية الفلسطينية أصبحت بحاجة ماسة إلى أن يرتقي الإعلام الفلسطيني إلى مستوى المسؤولية للدفاع عن القضية الفلسطينية وللدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية التابثة. بدون فقدان البوصلة بحيث يرتفع هذه الايام الحديث عن ضرورة أن يكون اعلامنا قادرا على مخاطبة الرأي العام العالمي. هذا الراي العام الذي يناصربشكل عام القضية الفلسطينية ويساندها بغض النظر عن موقف حكومته واتجاهات الموقف الرسمي لحكومات هذا الراي العام. لذلك نحن مع مخاطبة الرأي العام باللغة التي يفهمها لكن دون أن تفقد اللغة الفلسطينية وسيلة تعبيرها على سبيل المثال الواقعية الثورية لا يمكن ان يختصرالحقوق الوطنية التابثة للشعب الفلسطيني وحقه في العودة وتقريرالمصيروان تظل الدولة الفلسطينية مستقلة. الواقعية الثورية لا يمكن أن تعطي صورة مخملية لممارسات الإرهاب الصهيوني العسكري وممارسات الحكومة الإسرائيلية العنصرية والفاشية والتي تبدأ بالجدار الفاصل وتمر بالمستعمرات ولا تنتهي بكل الاعمال الوحشية التي يمارسها الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. انا يوم أمس فقط سمعت شيء صدر عن اللقاء الاروبي في بروكسيل يطالبوا فيها إسرائيل بوقف الاستيطان هنا اتسال هل الاعلام الفلسطيني مطلوب منه أن يوافق على هذه السياسة أقول لا لانه أصلا الاستيطان نفسه مناف للاعراف الدولية و أيضا مناف للحقوق الفلسطينية الثابتة في الأرض . وممارسة إسرائيل مناف للقانون وللاعراف الدولية واتفاقية جنيف الرابعة ومنافي حتى لحق الانسان وبالتالي نحن يجب ان نذكر العالم و الاروبيين بان اسرائيل تحتل اراضي فلسطينية و عليها ان تغادر هذه الاراضي الفلسطينية دون قيد او شرط. وبالتالي على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولية وخاصة الدول الكبرى التي ساهمت في قيام دولة إسرائيل. - هل في اعتقادكم ان الثورة الرقمية وتطور وسائل الاتصال ووسائل الاعلام المسموعة و المرئية وتحديدا الانترنيت والعولمة بشكل عام انعكس على القضية الفلسطينية ..؟ بلاشك هذه الثورة لها جوانب ايجابية وجوانب سلبية ولا نستطيع إلا أن نرى بعض الجوانب الايجابية لهذه الثورة حيث يستطيع مناصري القضية الفلسطينية ومؤيديها وهم كثرعلى مستوى الشعبي العالمي بأن يتواصلوا مع شبكات الانترنيت المؤيدة والفلسطينية والعربية والدولية يتواصلوا في نقل الاخبارالحاصلة في القضية الفلسطينية هذا من ناحية. لكن من ناحية اخرى بلا شك أن الاعلام المعادي الذي يحاول تشويه النضال الوطني الفلسطيني و تشويه ما يجري في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة حيث ان اسرائيل تمارس عملية إبادة حقيقية ولا تتوارى عن قتل اي انسان يقف في وجه دباباتها حيث قتلت حتى الامريكية راشيل والانجليزي... وغيرهم من المتطوعين الدوليين الذين يريدون أن ياتوا الى الارض المحتلة ليروا بعينهم ويساهموا مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال العسكري الصهيوني. نحن في حاجة ماسة إلى تنسيق الجهود على مستوى الفلسطيني والعربي والدولي لكشف حقيقة ما يجري على الاراضي الفلسطينية . وبالتالي فان الانترنيت والوسائل الحديثة التي وفرتها التكنولوجيا وثورةالاتصالات هي اداة في يد القوة الفلسطينية و مناصريها لتبيان حقيقة وطبيعة النضال الفلسطيني و تبيان صورة إسرائيل المعادية لكل ما هو إنساني و تقدمي و ديمقراطي على وجه الأرض و معادية لكل شيء يمت للبشرية بصلة. - استمرار الهدف كمجلة شهرية هل يغطي تطورات القضية الفلسطينية بشكل عام و دور الجبهة الشعبية داخل صيرورة النضال الفلسطيني؟ لا شك أن الهدف استمرارها هي مسؤولية وطنية و فلسطينية خاصة الهدف تخرج منها العديد من الكتاب و المفكرين و السياسيين الفلسطينيين ووفاء الهدف لمؤسسها الراحل غسان كنفاني كان لابد لها من الاستمرار رغم الظروف الصعبة و القاسية التي تمر بها الجبهة بشكل خاص و الثورة الفلسطينية بشكل عام. و نعتقد أن الهدف بشكل شهري لا تستطيع أن تغطي الأحداث اليومية التي تمر بها الساحة الفلسطينية و هي كثيرة و لا يمكن حصرها باعتبارانها تتطور في كل ثانية و كل دقيقة و كل ساعة و لا تستطيع مجلة شهرية أن تغطي الأحداث التي تواجه الشعب الفلسطيني لكن الهدف لا تستطيع أن تعطي صورة عن طبيعة ما يجري على الأرض الفلسطينية وفي الساحة العربية بشكل عام تستطيع أن تذكر القارئ العربي و الفلسطيني بطبيعة ما يجري على الأرض الفلسطينية و ما حولها من المناطق العربية و الدولية و تستطيع أن تقول للرأي العام أن القضية الفلسطينية مازالت حية و مازال هناك مناضلون يناضلون من أجل هذه القضية. و هي بحاجة ماسة إلى دعم الأشقاء العرب و التقدميين و الديمقراطيين على المستوى العالمي و على كافة المستويات لان الثورة الفلسطينية تواجه حصارا من القوى المعادية من إسرائيل و الامبريالية الأمريكية و حلفائها. و تواجه محاولات متكررة من القوى المعادية لتشويه النضال الفلسطيني و بالتالي نحن بحاجة إلى دعم و مساندة من كل مناصري القضية الفلسطينية. - باعتباركم رئيس تحرير لمجلة الهدف على المستوى الرمزي و الدلالي و الشخصي أيضا ما الذي تشكله المجلة في مساركم النضالي و الصحافي أيضا..؟ بلا شك أن مجلة الهدف بالنسبة لي و بالنسبة لكل الفلسطينيين هي امتداد نضالي طويل للكل. للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشكل رئيسي و للحركة الوطنية الفلسطينية و للمناضل الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية و رمز من رموز الثقافة القومية العربية الشهيد المناضل غسان كنفاني. هذا الشهيد الذي تحدث طويلا عن الصهيونية و مخاطرها تحدث عن أحابلها و تحدث عن طرق عملها و طرق اتصالها. و أول مناضل فلسطيني رأى بعينه النافذة هي القضية الفلسطينية العربية الدولية و لا يمكن لهذه القضية أن تنتصر إلا إذا لقيت دعما دوليا وعربيا باعتبارها قضية حق ضد ظلم مارسته القوى الكبرى ضد الشعب الفلسطيني و حركاته الوطنية . و من هنا مد الجسور مع الأصدقاء الاروبيين ليكتشفوا الحقيقة الغير المشروعة للعلاقات التي لا تمت للإنسانية بصلة وللحقوق بصلة بين دولهم و الحركة الصهيونية التي تعبر عنها الآن دولة إسرائيل. الهدف تواصل الآن هذا المسار النضالي بكل إمكانيتها تواصل التحاقها بالنضال الفلسطيني و علاقته بالنضال القومي و النضال الاممي. و بالتالي الهدف بالنسبة لي شكل من أشكال النضال نمارس من خلالها حقنا المشروع في الدفاع عن قضية عادلة و نشرح للعالم طبيعة المعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني على يد عصابات لا تمتلك الحق الأدنى من الأخلاق ونمارس أبشع الجرائم ضد شعب اعزل و هو الشعب الفلسطيني.