تعتبر الصين أحد أكبر منتجي الانبعاثات الكربونية عالميًا، وأحد أكبر مستعملي الوقود الأحفوري الأكثر تلويثًا، وهو "الفحم"، لذلك تعمل بكين على تحقيق الحياد الكربوني . وخلال الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمر من عام 2020، أعلن الرئيس الصيني ، شي جين نينع، في أن بلاده تسعي جاهدتا إلى بلوغ انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون فيها ذروتها قبل حلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060. وترتكز إستراتيجية الحياد الكربوني في الصين على أربعة مرتكزات رئيسة، تتجلى الأولى في مراقبة انبعاث ثاني أكسيد الكربون ، و تشمل التحول للطاقة النظيفة و المتجددة، وتوفير الطاقة وخفض الانبعاثات. فيما تتجلى الثانية في تقليص مصادر الكربون ، وذلك يشمل استعمال وتخزين و تقليل الانبعاثات، و الحوكمة الإيكولوجية، و تخضير مساحات شاسعة. أما المرتكز الثالث، فهو يهم تطوير التكنولوجيا الرئيسة، ويشمل الاستعمال الصفي للكربون، واقتران الفحم بمصادر الطاقة المتجددة، واستعمال الكربون و تخزينه، وتكنولوجيا تخزين الطاقة. في حين يعتمد المرتكز الرابع على تطوير السياسات، ويشمل وضع ضمانات قانونية لتعزيز سوق تداول الكربون، ووضع معايير انبعاث الكربون للشركات، وزيادة التوعية والتثقيف للأفراد والمجتمع. و شهدت الصين نموا سريعا بعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح منذ أكر من 40 سنة، ما أدى إلى خلق معجرز نادرة من نوعها في تاريخ نمو البشرية، ونجاحها في المعركة الحازمة للحد من الفقر في نهاية عام 2021 كدليل قاطع عليها . تقوم التنمية الحديثة أساسا على استهلاك الطاقة التي تعد أحد المقومات الأساسية لتيسير النشاط الاقتصادي وغيره من الأنشطة البشرية ، ويؤثر غيابها أو قصور خدماتها أو عدم وصولها لكافة المناطق والفئات على اتجاهات بعض الموشرات الاقتصادية والاجتماعية. مع أن مساحة الصين واسعة لكن مواردها لم تكن متوافرة مثل بعض أغني الدول بالموارد الطبيعية فتكون 56.8 في المائة ، من طاقتها المستهلكة هي الفحم (حسب إحصاءات 2020) الذي ينثل اكثر مصادر الوقود الأحفورى تلويثا للبيئة، و تعتمد الصين عليه لتوليد 60 في المائة من الكهرباء. وقد سبق أن عانى الشعب الصيني من برثان تلوث الهواء لمدة سنوات . وتسعى بكين للوصول إلى مستهدفات موازية لإستراتيجية الحياد الكربوني في الصين بحلول عام 2030، إذ تهدف الحكومة لخفض كثافة الكربون بأكثر من 65 في المائة عن مستوى عام 2005، وإنتاج أكثر من 1200 غيغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية. كما تستهدف الوصول إلى حصة الوقود غير الأحفوري في استهلاك الطاقة أيضًا إلى 25 في المائة بحلول عام 2030، وأن يزيد مخزون الغابات في الصين بمقدار 6 مليارات متر مكعب فوق مستوى عام 2005 بحلول العام نفسه.