الصين تستثمر 3.7 مليار دولار في بناء مصفاة نفط جديدة في سريلانكا

في قرار استراتيجي كبير يعكس رغبة الصين في تعزيز نفوذها الاقتصادي في جنوب آسيا، أعلنت الحكومة الصينية عن استثمار ضخم بقيمة 3.7 مليار دولار لبناء مصفاة نفط جديدة في سريلانكا.
هذا المشروع الضخم يعكس الأهمية الكبيرة للنفط في تلبية احتياجات النمو الصناعي وتوفير الطاقة لدول منطقة المحيط الهندي.
يُعتبر هذا الاستثمار جزءًا من تعزيز الروابط الاقتصادية بين الصين وسريلانكا، خاصةً في سياق العلاقة التي نشأت في السنوات الأخيرة بين البلدين. فبينما تسعى سريلانكا إلى تعزيز بنيتها التحتية وتوسيع قدراتها الإنتاجية، توفر الصين تمويلًا واستثمارات ضخمة في مشاريع استراتيجية تشمل الطاقة والموانئ.
تستهدف المصفاة الجديدة تلبية احتياجات السوق السريلانكي من النفط والمنتجات النفطية، بالإضافة إلى تصدير الفائض إلى الأسواق المجاورة. ويُتوقع أن يسهم المشروع في توفير الآلاف من فرص العمل في سريلانكا، مما يساعد في تقليل البطالة وتحسين الظروف الاقتصادية المحلية.
ومع هذا النوع من الاستثمارات، تعزز الصين سيطرتها على شبكة الطاقة في المنطقة، حيث تسعى إلى تحقيق مزيد من النفوذ في الأسواق الآسيوية التي تشهد نموًا سريعًا في الطلب على الطاقة. يشار إلى أن سريلانكا تشكل موقعًا استراتيجيًا في منطقة المحيط الهندي، مما يزيد من أهمية هذا المشروع بالنسبة للصين التي تسعى إلى تأمين إمدادات الطاقة وتعزيز مكانتها في المنطقة.
هذه المبادرة ليست مجرد استثمار اقتصادي، بل هي خطوة تندرج ضمن السياسة الصينية الأوسع لتوسيع حضورها العالمي من خلال مشاريع "الحزام والطريق"، التي تهدف إلى ربط الصين بالعديد من الدول عبر مشاريع ضخمة للبنية التحتية.
في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها سريلانكا، يُعد هذا المشروع بمثابة فرصة هامة للبلاد لتنويع مصادر دخلها وتعزيز استقلالها الاقتصادي. كما أن تعزيز التعاون مع الصين قد يفتح الأبواب أمام مزيد من الاستثمارات التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة في المستقبل.