حذرت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، من أن النظام الصحي في قطاع غزة يواجه خطر التوقف التام بدون الوقود، داعية إلى إدخاله بشكل فوري إلى القطاع. وفي منشور على منصة "إكس"، قالت المنظمة إنه لم تدخل أي شحنة وقود إلى غزة منذ أكثر من 120 يوما.
وأضافت: "أدى هذا إلى شلل في العمليات الإنسانية، بما في ذلك الدعم المُقدّم لقطاع الرعاية الصحية، ما دفع بالمستشفيات إلى حافة الانهيار". وأوضحت أنه "في ظل القصف المتواصل وتزايد أعداد المصابين، تكافح المستشفيات لتقديم حتى أبسط الخدمات المنقذة للحياة". ونوّهت المنظمة أنها تمتلك حالياً احتياطات وقود محدودة جدا في شمال وجنوب غزة، بالكاد تكفي لتشغيل 17 مستشفى تعمل بشكل جزئي ولفترة قصيرة فقط. وذكرت أن "الكمية المحدودة من احتياطي الوقود التابع للأمم المتحدة، فهي تقع في منطقة يصعب الوصول إليها حاليا". وشددت المنظمة الأممية، على أنه من دون وقود، فإن النظام الصحي في غزة، يواجه خطر "التوقف الكامل". ودعت إلى إدخال الوقود إلى قطاع غزة بشكل فوري. وأمس الثلاثاء، حذّر مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية، من أن القطاع الصحي يعيش ساعات حاسمة قد تتحول خلالها المستشفيات إلى مقابر بدلا من أماكن لإنقاذ المرضى، في ظل نقص الوقود الحاد اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بسبب حصار الاحتلال الإسرائيلي. وقال أبو سلمية في مقابلة مع الأناضول: "نحن بحاجة إلى ما بين 1500 و1700 لتر وقود يوميا لتشغيل المولدات، بينما المتوفر لدينا لا يتجاوز 1000 لتر، وهو بالكاد يكفي لساعات قليلة". ويبلغ عدد المستشفيات العاملة في غزة 16 مستشفى تعمل جزئيا، بينها 5 حكومية و11 خاصة، من أصل 38 مستشفى، وفق وزارة الصحة في غزة. كما تعمل في القطاع 8 مستشفيات ميدانية تقدّم خدمات طارئة على وقع الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين منذ أكثر من عام ونصف. وفي يونيو، حذّرت وزارة الصحة في غزة مرارا من تعطل تقديم خدماتها الحيوية جراء أزمة الوقود الناجمة عن إغلاق إسرائيل للمعابر ومنع إدخال المساعدات الإغاثية والبضائع. وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى. ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشنّ، بدعم أمريكي إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة نحو 191 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.