وُلد عاصم منير في 6 يونيو 1966 بمدينة راولبندي في إقليم البنجاب، ضمن أسرة مرموقة تنحدر أصولها من الهند قبل أن تستقر في باكستان عقب التقسيم عام 1947. نشأ في بيئة محافظة، وكان والده إمامًا ومديرًا لمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، ما أتاح له فرصة حفظ القرآن الكريم كاملًا في سن مبكرة. أبدى منذ شبابه ميولًا عسكرية ورياضية، خصوصًا في لعبة الكريكيت، فالتحق عام 1986 بالأكاديمية العسكرية الباكستانية، حيث تميز بشكل لافت بين زملائه، وحصل على "سيف الشرف"، أرفع وسام يُمنح للمتدربين المتفوقين. تنقل بين مؤسسات تعليمية وعسكرية رفيعة داخل باكستان وخارجها، أبرزها اليابان وماليزيا، وتوّج مسيرته الأكاديمية بالحصول على درجة الماجستير في السياسات العامة والأمن الاستراتيجي من جامعة الدفاع الوطني في إسلام آباد. بدأت مسيرته العملية في صفوف الجيش الباكستاني بخدمة في السعودية، وهناك أتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة والثلاثين. مع مرور الوقت، تدرّج في الرتب العسكرية، من قيادة فيلق في مانغلا إلى الإشراف على الاستخبارات العسكرية، ثم قيادة جهاز الاستخبارات العامة. على الرغم من إقالته من منصب مدير الاستخبارات من قِبل رئيس الوزراء السابق عمران خان بعد فترة وجيزة، عاد بسرعة إلى الواجهة بتعيينات قيادية جديدة، كان أبرزها قيادة الفيلق 30، ثم إدارة شؤون الإمداد والتموين. في 24 نوفمبر 2022، قررت الحكومة الباكستانية بقيادة شهباز شريف تعيينه قائداً للجيش، خلفًا للجنرال قمر جاويد باجوا، ليصبح القائد السابع عشر لأكبر مؤسسة عسكرية في البلاد. رغم أنه فضّل البقاء بعيدًا عن الإعلام، فإن أحداث كشمير الأخيرة دفعته إلى الواجهة، حيث ألقى خطابًا ناريًا من على ظهر دبابة، وجه فيه تحذيرًا للهند، مؤكدًا أن باكستان لن تتهاون في الدفاع عن أراضيها ودعم الكشميريين في نضالهم. يُعرف عن الجنرال منير تدينه العميق والتزامه الديني، ما دفع بعض وسائل الإعلام في الهند إلى وصفه ب"الجنرال الملا"، تعبيرًا عن مخاوف من توجهاته العقائدية. ومع ذلك، فقد ظل متمسكًا برؤية مؤسسي الدولة الباكستانية القائمة على "نظرية الأمتين"، التي تُبرز التمايز بين المسلمين والهندوس وضرورة وجود دولتين منفصلتين. على مدى مسيرته العسكرية الحافلة، نال منير عدة أوسمة تقديرًا لخدمته، من بينها "هلال الامتياز"، و"نيشان الامتياز"، إضافة إلى ميداليات خاصة بالاستقلال والخدمة العامة. اليوم، يُعد عاصم منير أحد أبرز الجنرالات في تاريخ باكستان الحديث، بفضل مزيجه الفريد بين الصرامة العسكرية والمرجعية الدينية.