الصين الوجهة الأولى لصادرات إفريقيا: شراكة تتجاوز الأرقام

أكدت بيانات سنة 2023 أن الصين باتت الوجهة الرئيسية لصادرات الدول الإفريقية، حيث استأثرت وحدها بنحو 15% من إجمالي صادرات القارة، ما يعكس عمق التحول الذي شهدته العلاقات الاقتصادية بين الجانبين خلال العقود الأخيرة. لم تعد هذه الشراكة مجرد تبادل للسلع والمواد الخام، بل تحولت إلى رافعة حقيقية للتنمية ومجالًا واسعًا للتعاون في قطاعات حيوية مثل البنية التحتية، الصناعة، والتكنولوجيا. وتستفيد الصين بشكل أساسي من الموارد الطبيعية التي تزخر بها القارة، فيما تستفيد الدول الإفريقية من تدفق الاستثمارات الصينية التي أسهمت في إنجاز مشاريع كبرى من طرق وموانئ ومناطق صناعية. في المقابل، تسعى دول إفريقية عديدة إلى الانتقال من دور المورد التقليدي للمواد الخام نحو تعزيز القيمة المضافة في صادراتها عبر التصنيع المحلي. وبينما يبرز هذا التعاون كأحد محركات النمو في إفريقيا، فإنه لا يخلو من تحديات تتعلق بميزان التبادل التجاري، والديون، وحاجة بعض الحكومات الإفريقية لتقوية أنظمتها الإدارية والاقتصادية. ورغم هذه التحديات، تظل الشراكة الصينية الإفريقية نموذجًا للتكامل الاقتصادي الذي يزداد عمقًا واتساعًا عامًا بعد عام.