لجنة الأخلاقيات توقف رئيس الماص عن ممارسة أي نشاط كروي    الجيش الملكي يقتنص تأهلا مثيرا لنصف نهائي كأس العرش على حساب أولمبيك الدشيرة    الوكيل العام باستئنافية البيضاء يفتح بحثا قضائيا في قضية تعرض مواطنين مغاربة للاحتجاز من طرف عصابة إجرامية بميانمار    الأمثال العامية بتطوان... (599)    رئيس سلوفاكيا في حالة حرجة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال    المالكي يستقبل أطفالا مقدسيين مؤكدا وقوف المغرب إلى جانب الفلسطينيين        القمة العربية ... السيد عزيز أخنوش يتباحث بالمنامة مع الرئيس العراقي    توقيع برنامج تعاون بين المغرب والصين في مجال تحديث الإدارة القضائية ورقمنة منظومة العدالة    سفر أخنوش يؤجل اجتماع المجلس الحكومي    هزيمة ثقيلة للمنتخب المغربي أمام إنجلترا    اختناق عشرات التلاميذ بالدار البيضاء    موريتانيا تحقق في تحطم طائرة عسكرية ومقتل طاقمها    الشرطة السويسرية تفض اعتصاما طلابيا    انتخاب المحامية كريمة سلامة رئيسة للمرصد المغربي لمكافحة التشهير والابتزاز    مزور تستعرض جديد "جيتكس إفريقيا" بالمغرب.. الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي    شاب يقدم على وضع حد لحياته داخل غابة بطنجة    من ضمنها المغرب.. واشنطن تحث دولا عربية على المشاركة في قوة متعددة الجنسيات في غزة    النصيري على رادار مدرب إشبيلية السابق    ما حاجة البشرية للقرآن في عصر التحولات؟    "الحج والعمرة السعودية" توفر 15 دليلًا توعويًا ب16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    نهضة بركان يشد الرحال غدا الخميس إلى مصر تحضيرا لنهائي كأس الكونفدرالية    "فيفا" ينظم أول نسخة لمونديال الأندية للسيدات    بعثة المنتخب الوطني المغربي النسوي لأقل من 17 سنة تتوجه إلى الجزائر    إضراب كتاب الضبط يؤخر محاكمة "مومو" استئنافيا    الدار البيضاء.. افتتاح الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للصناعة السمكية بالمغرب    العودة إلى موضوع "شباب لا يشتغلون، ليسوا بالمدرسة، ولا يتابعون أي تكوين"!    وسط "تعنت" ميراوي .. شبح "سنة بيضاء" بكليات الطب يستنفر الفرق البرلمانية    تطوان تستضيف الدورة 25 للمهرجان الدولي للعود    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يتوقع نمو الاقتصاد المغربي ب3% خلال 2024    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية الباراغواي بمناسبة العيد الوطني لبلاده    توسيع 6 مطارات مغربية استعدادا للمونديال    موسم الصيف.. الترخيص ل 52 شركة طيران ستؤمن 2060 رحلة أسبوعية منتظمة تربط المغرب ب 135 مطارا دوليا        مدينة محمد السادس طنجة تيك تستقطب شركتين صينيتين عملاقتين في صناعة مكونات السيارات    بما في ذلك الناظور والحسيمة.. 2060 رحلة أسبوعية منتظمة تربط المغرب ب135 مطارا دوليا    التويمي يخلف بودريقة بمرس السلطان    دراسة: صيف 2023 الأكثر سخونة منذ 2000 عام    وفاة "سيدة فن الأقصوصة المعاصر" الكندية آليس مونرو    "الصحة العالمية": أمراض القلب والأوعية الدموية تقتل 10 آلاف شخص يوميا في أوروبا    جمعية علمية تحذر من العواقب الصحية الوخيمة لقلة النوم    دراسة: الحر يؤدي إلى 150 ألف وفاة سنويا على مستوى العالم    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على أداء سلبي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    الفيفا يحسم موقفه من قضية اعتداء الشحات على الشيبي    الرئيس السابق للغابون يُضرب عن الطعام احتجاجا على "التعذيب"    قصيدة: تكوين الخباثة    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    زنيبر: رئاسة المغرب لمجلس حقوق الإنسان ثمرة للمنجز الذي راكمته المملكة    وفاة عازف الساكسفون الأميركي ديفيد سانبورن عن 78 عاما    رجوى الساهلي توجه رسالة خاصة للطيفة رأفت    معرض الكتاب يحتفي بالملحون في ليلة شعرية بعنوان "شعر الملحون في المغرب.. ثرات إنساني من إبداع مغربي" (صور)    رسالتي الأخيرة    لقاء تأبيني بمعرض الكتاب يستحضر أثر "صديق الكل" الراحل بهاء الدين الطود    الأمثال العامية بتطوان... (598)    السعودية: لاحج بلا تصريح وستطبق الأنظمة بحزم في حق المخالفين    دراسة: البكتيريا الموجودة في الهواء البحري تقوي المناعة وتعزز القدرة على مقاومة الأمراض    الأمثال العامية بتطوان... (597)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صلاح سرميني: ظاهرة السرقات في الثقافة السينمائية العربية

بدءاً من هذا اليوم, وبهدف تنظيف الوسط النقديّ العربيّ من المُتطفلين, والطفيليين(على حدّ تعبير الناقد السينمائي اللبناني محمد رضا), أفتح ملفات النقل, والسطو, والسرقة في الثقافة السينمائية العربية, وأدعو من يهمّه الأمر لمُناقشة هذه الظاهرة القديمة/الجديدة, والتي تضخمّت كثيراً مع انتشار الانترنت.
وهنا, فإنني أقدم للقارئ الفضوليّ عينةً واضحةً وضوح الشمس من سرقة غبية, وأترك القارئ, والوسط النقدي, والسينمائي يحكم عليها كما يشاء, ويتخذ الإجراءات الأخلاقية, والقانونية اللازمة للقضاء عليها ما أُمكن.
سرقة اليوم بطلها الصحفي المصري أشرف البيومي(ويوقع أحياناً باسم أشرف نهاد), وضحيتها الصحفي المصري هشام لاشين, وقد أدرجت النصّ المسروق كما نُشر حرفياً في موقع (جماعة السينما الفلسطينية), والنص الأصلي المنشور في مجلة (العربي الناصري).
ومن الطريف بأن السارق يُذيل نصّه المسروق بصفة الناقد, والباحث السينمائي.
ومحاولة للردع, أتمنى من كلّ الغيورين على المهنة, وأخلاقياتها, المساهمة بشكل, أو بآخر بالكشف عن لصوص الثقافة السينمائية.
صلاح سرميني
تابعوا التفاصيل في مدونة سحر السينما
http://salah-sermini.maktoobblog.com/
النصّ المسروق
اليهود والسينما فى مصر..
كوميديا ساذجة وأفلام ضد المصريين،
بقلم أشرف البيومي
كتاب يحكى قصتهم من شالوم إلى راقية إبراهيم :
اليهود والسينما فى مصر.. كوميديا ساذجة وأفلام ضد المصريين
اشرف البيومي
إذا كان انفعال الباحث بقضايا أمته هو الدافع الأساسى وراء ما ينجزه من بحوث ودراسات.. يصبح من الطبيعى أن يتساءل البعض عن السبب فى تأخر ظهور بحث عن اليهود والسينما فى مصر ليأتى مع نهاية ربع قرن من الزمان استهلك معظمه فى بحث العلاقة بين الصهيونية والسينما العالمية بينما ظلت السينما المصرية بعيدة عن الاهتمام رغم أن الواقع يؤكد أن اليهود لعبوا دورا ملموسا فى مسيرتها حتى ما بعد عام 1948 بهذه المقدمة يستهل الناقد الجاد والباحث الدءوب أحمد رأفت بهجت أحدث إصدارته اليهود والسينما فى مصر وهو الكتاب الذى يميط اللثام عن فترة شائكة وملتبسة فى السينما المصرية بل ويعد محاولة جيدة لنضج بعض المفاهيم الشائعة حول أن الفيلم المصرى قبل 1948 لم يكن غير بضاعة هدفها الترفيه والمتعة لكل الطبقات والأجناس.. وأن الرأسمالية اليهودية انصرفت لامتلاك دور العرض السينمائى وبنيتها الأساسية مثلها فى ذلك مثل الرأسمالية اليونانية والشامية وأن ما يجمع بينهم جميعا الرغبة فى المنافسة من أجل الربح.
فقد استشعر اليهود منذ البداية كما يؤكد أحمد بهجت مدى أهمية احتكار السينما باعتبارها الشكل الجديد والأمثل من وسائل الترفيه القادرة على تحقيق أهدافهم المادية وأفكارهم الايديولوجية ويستشهد على ذلك بوقائع عديدة فمنذ بداية ظهور الشرائط السينمائية هيمنت مؤسسة فرنسية لها خطورتها ونفوذها وهى مؤسسة اليهودى شارل باتيه والتى أخذت على عاتقها احتكار السينما فى بداية عمرها 1863 - 1957 وهو ما نجحت فيه خلال ما يقل عن عشر سنوات حيث أنشئت امبراطورية واسعة ضمنت لفرنسا شبه غلبة على السينما العالمية فى سنوات ما قبل الحرب العالمية الأولى.. لاتزال بعض آثارها باقية فى معظم دول العالم إلى اليوم.. وقد نجح باتيه فى السيطرة على صناعة السينما فى العالم بما فى ذلك مصر بعد أن سيطر على الإنتاج والتوزيع ودور العرض ونجاحه فى التحالف مع الشركات الأمريكية واليهودية، ومع ازدياد دور العرض السينمائى كانت الخطوة التالية قيام الرأسماليين اليهود بإنشاء شركات لاستيراد مستلزمات دور العرض السينمائى وسنجد هنا أسماء لعائلات يهودية شهيرة تستحوذ على التوكيلات الأجنبية لهذه الأجهزة ومنها عائلات جرين وموصيرى وكوزبيل وليفى وكان من أهم القطاعات التى حرصت الرأسمالية اليهودية على السيطرة عليها قطاع دور العرض فبعد أن صدرت لائحة المحلات عام 1911 كانت سينما جوزى بالاس التى أسسها إيلى موصيرى هى النواة الأولى لتكوين أول شركة لدور العرض فى مصر وهى شركة جوزى فيلم وقد امتلكت وأدارت عشر دور عرض فى الإسكندرية والقاهرة وبورسعيد والسويس ولم يكن غريبا أن يواكب تأسيس هذه الشركة قيام فرد آخر من عائلة موصيرى وهو جال موصيرى بتأسيس أول فرع للمنظمة الصهيونية والحصول على تأييد كل الطوائف الاشكنازية السفردية كما يقوم ألبرت بإصدار مجلة إسرائيل المعبرة عن أنشطة الحركة الصهيونية فى مصر.. كذلك نشطت شركات أخرى عن طريق سيطرتها على العديد من دور العرض فى القاهرة والإسكندرية ومنها شركة إخوان بوليتى إيلى.. إيزاك.. رالف بوليتى التى تأسست عام 1928 ولم يقتصر دورها على المشاركة مع موزير ليفى فى امتلاك دور العرض السينمائيالكورسال الصيفى والشتوى ولوكس القاهرة وفريال الإسكندرية وراديو القاهرة والإسكندرية.. كما يشير المؤلف إلى شبكات دور العرض التى تكونت من اليهود وعلاقتها بالصهيونية بل وبما سمى بالصهيونيين التصحيحيين، وهم تلامذة جابوكوفسكى الأب الروحى للعصابات الإرهابية فى مصر وفلسطين كذلك أول غرفة للسينما والتى كان نائب رئيسها دومرتو هو نفسه جوزيف موصيرى، وقد حرص اليهود على امتلاك العشرات من دور العرض فى الوجه البحرى والقبلى بمصر.. كما يمتد الاحتكار إلى سينما الحى مثل الظاهر وعابدين والأزبكية ومصر الجديدة وكان لدور العرض هذه نشاط بارز فى الترويج للفكر الصهيونى خاصة بين سكان منطقة الظاهر التى شهدت سباقا لافتا للنظر فى مجال إقامة دور العرض السينمائى بدأت بدارين هما سينما توغراف بالاس، وسينما فوتوغراف المنظر الجميل.. وصلت عام 1947 إلى ما يقرب من عشرة دور عرض.. علما بأن التمهيد السياسى لسينما الحى فى الظاهر والمناطق المحيطة مثل السكاكينى والعباسية والفجالة، بدأ مع المؤتمر اليهودى العاشر الذى عقد فى بازل فى أغسطس 1911 والذى أعلن فيه أن المسألة اليهودية لا يمكن أن تحل إلا بالهجرة إلى فلسطين.. من هنا أصبحت دور العرض السينمائى خاصة فى مناطق تجمع اليهود لا يختلف عن وظيفة المدارس الإسرائيلية والمكتبة اليهودية فى القاهرة وقبل كل ذلك المعابد اليهودية التى شيد أربعة منها الظاهر والسكاكينى.
إن الباب الأول من الكتاب لا يخلو من مفاجآت فى فصليه الأخيرين حول دور اليهود فى مجال الاستوديوهات أو حتى مجال التوزيع فيتحدث عن علاقة طلعت حرب فى ظل ظروف اقتصادية براجماتية بهم سواء فى بنك مصر أو حتى ستوديو مصر خصوصا اختياره للبتوباروخ لإدارة شركة مصر للتمثيل والسينما فى فترة من أكثر فتراتها حساسية وهى فترة إنشاء ستوديو مصر وتحديد كوادره الفنية.
فى الباب الثانى للكتاب يشير بهجت إلى مسيرة الفنانين والفنيين اليهود فى مصر، وكيف أنهم لم يلجأوا إلى تغيير أسمائهم. إلا بعد ظهور السينما لتصبح أسماء مصرية محايدة فأصبحت راشيل إبراهام ليفى راقية إبراهيم وليليان كوهين كاميليا بل ودفعت الإيطالى المتمصر توجو مزراحى فى ذروة رغبته فى أن يكون نجما سينمائيا مصريا إلى تغيير اسمه إلى أحمد المشرقى بينما لم تحاول أسماء أخرى التوارى مثل شالوم حتى يؤدى رسالته الاجتماعية أو السياسية.. كما يشير إلى فكرة الزواج المختلط التى نشأت فى ظروف ذروة التهديد النازى وفشل معظم هذه الزيجات مثل طلاق ليلى مراد وأنور وجدى وسميحة مراد من على رضا ثم زواجها من اليهودى ليون كاذيس وراقية إبراهيم من مهندس الصوت مصطفى والى ثم زواجها من رجل أعمال يهودى ومنير مراد من سهير البابلى ونجوى سالم من عبدالفتاح البارودى.
ونصل إلى أهم أبواب الكتاب حول الشخصية اليهودية فى الفيلم المصرى حيث يؤكد على أن أغلبية الأفلام التى قدمت بين عامى 1927 - 1929 قد اتسمت بطبيعة فكرية واحدة.. وكل من كتب عنها يعتقد أنها تظهر كل ما يسيء إلى مصر عامدة متعمدة وأنها تصور المصريين فى أقبح المظاهر.. ويستشهد على ذلك بأفلام مثل ليلى قبلة فى الصحراء سعاد الغجرية فاجعة فوق الهرم الضحية مأساة الحياة، غادة الصحراء، وفى هذه الأفلام كلها فلكلور مجتمع الصحراء الذى لا يسمح للعربى بالتطور الطبيعى حتى ولو وصل إلى أعلى درجات السلم الاجتماعى فهو فى النهاية نمط لكل الملامح السلبية التى تفرزها حياة الشرق البربرية.. ويرى المؤلف أن الشخصية اليهودية لم يكن لها وجود ملموس فى بدايات السينما المصرية سوى فى أفلام توجو مزراحى الكوميدية التى قدمها خلال الثلاثينيات واضطلع ببطولتها الممثل اليهودى شالوم فى إطار تنوع يشمل الميلودراما والكوميديا والرومانسية الغنائية إلخ..
ويرى أن القراءة المتسرعة لأفلام مزراحى الكوميدية قد تكون مدعاة لخيبة الأمل.. فالمواقف تبدو ساذجة وغير مهمة ولكن الواقع يؤكد أن القراءة المتأنية لهذه الأفلام ستكشف أنها مليئة بالتفاصيل الاجتماعية والسياسية ذات الطابع الدعائى وصراعاتها الخفية تضع اليهود فى مواجهة الأغنياء عموما مصريون وأجانب وذلك ما يسعى أحمد رأفت بهجت لإثباته.
*أشرف البيومي : ناقد وباحث سينمائي مصري
أحد كتاب موقع جماعة السينما الفلسطينية

النصّ الأصليّ

أحمد رأفت بهجت يحكى قصتهم من شالوم إلى راقية إبراهيم:
اليهود والسينما فى مصر.. كوميديا ساذجة وأفلام ضد المصريين
إذا كان انفعال الباحث بقضايا أمته هو الدافع الأساسى وراء ما ينجزه من بحوث ودراسات.. يصبح من الطبيعى أن يتساءل البعض عن السبب فى تأخر ظهور بحث عن اليهود والسينما فى مصر ليأتى مع نهاية ربع قرن من الزمان استهلك معظمه فى بحث العلاقة بين الصهيونية والسينما العالمية بينما ظلت السينما المصرية بعيدة عن الاهتمام رغم أن الواقع يؤكد أن اليهود لعبوا دورا ملموسا فى مسيرتها حتى ما بعد عام 1948 بهذه المقدمة يستهل الناقد الجاد والباحث الدءوب أحمد رأفت بهجت أحدث إصدارته اليهود والسينما فى مصر وهو الكتاب الذى يميط اللثام عن فترة شائكة وملتبسة فى السينما المصرية بل ويعد محاولة جيدة لنضج بعض المفاهيم الشائعة حول أن الفيلم المصرى قبل 1948 لم يكن غير بضاعة هدفها الترفيه والمتعة لكل الطبقات والأجناس.. وأن الرأسمالية اليهودية انصرفت لامتلاك دور العرض السينمائى وبنيتها الأساسية مثلها فى ذلك مثل الرأسمالية اليونانية والشامية وأن ما يجمع بينهم جميعا الرغبة فى المنافسة من أجل الربح.
فقد استشعر اليهود منذ البداية كما يؤكد أحمد بهجت مدى أهمية احتكار السينما باعتبارها الشكل الجديد والأمثل من وسائل الترفيه القادرة على تحقيق أهدافهم المادية وأفكارهم الايديولوجية ويستشهد على ذلك بوقائع عديدة فمنذ بداية ظهور الشرائط السينمائية هيمنت مؤسسة فرنسية لها خطورتها ونفوذها وهى مؤسسة اليهودى شارل باتيه والتى أخذت على عاتقها احتكار السينما فى بداية عمرها 1863 - 1957 وهو ما نجحت فيه خلال ما يقل عن عشر سنوات حيث أنشئت امبراطورية واسعة ضمنت لفرنسا شبه غلبة على السينما العالمية فى سنوات ما قبل الحرب العالمية الأولى.. لاتزال بعض آثارها باقية فى معظم دول العالم إلى اليوم.. وقد نجح باتيه فى السيطرة على صناعة السينما فى العالم بما فى ذلك مصر بعد أن سيطر على الإنتاج والتوزيع ودور العرض ونجاحه فى التحالف مع الشركات الأمريكية واليهودية، ومع ازدياد دور العرض السينمائى كانت الخطوة التالية قيام الرأسماليين اليهود بإنشاء شركات لاستيراد مستلزمات دور العرض السينمائى وسنجد هنا أسماء لعائلات يهودية شهيرة تستحوذ على التوكيلات الأجنبية لهذه الأجهزة ومنها عائلات جرين وموصيرى وكوزبيل وليفى وكان من أهم القطاعات التى حرصت الرأسمالية اليهودية على السيطرة عليها قطاع دور العرض فبعد أن صدرت لائحة المحلات عام 1911 كانت سينما جوزى بالاس التى أسسها إيلى موصيرى هى النواة الأولى لتكوين أول شركة لدور العرض فى مصر وهى شركة جوزى فيلم وقد امتلكت وأدارت عشر دور عرض فى الإسكندرية والقاهرة وبورسعيد والسويس ولم يكن غريبا أن يواكب تأسيس هذه الشركة قيام فرد آخر من عائلة موصيرى وهو جال موصيرى بتأسيس أول فرع للمنظمة الصهيونية والحصول على تأييد كل الطوائف الاشكنازية السفردية كما يقوم ألبرت بإصدار مجلة إسرائيل المعبرة عن أنشطة الحركة الصهيونية فى مصر.. كذلك نشطت شركات أخرى عن طريق سيطرتها على العديد من دور العرض فى القاهرة والإسكندرية ومنها شركة إخوان بوليتى إيلى.. إيزاك.. رالف بوليتى التى تأسست عام 1928 ولم يقتصر دورها على المشاركة مع موزير ليفى فى امتلاك دور العرض السينمائيالكورسال الصيفى والشتوى ولوكس القاهرة وفريال الإسكندرية وراديو القاهرة والإسكندرية.. كما يشير المؤلف إلى شبكات دور العرض التى تكونت من اليهود وعلاقتها بالصهيونية بل وبما سمى بالصهيونيين التصحيحيين، وهم تلامذة جابوكوفسكى الأب الروحى للعصابات الإرهابية فى مصر وفلسطين كذلك أول غرفة للسينما والتى كان نائب رئيسها دومرتو هو نفسه جوزيف موصيرى، وقد حرص اليهود على امتلاك العشرات من دور العرض فى الوجه البحرى والقبلى بمصر.. كما يمتد الاحتكار إلى سينما الحى مثل الظاهر وعابدين والأزبكية ومصر الجديدة وكان لدور العرض هذه نشاط بارز فى الترويج للفكر الصهيونى خاصة بين سكان منطقة الظاهر التى شهدت سباقا لافتا للنظر فى مجال إقامة دور العرض السينمائى بدأت بدارين هما سينما توغراف بالاس، وسينما فوتوغراف المنظر الجميل.. وصلت عام 1947 إلى ما يقرب من عشرة دور عرض.. علما بأن التمهيد السياسى لسينما الحى فى الظاهر والمناطق المحيطة مثل السكاكينى والعباسية والفجالة، بدأ مع المؤتمر اليهودى العاشر الذى عقد فى بازل فى أغسطس 1911 والذى أعلن فيه أن المسألة اليهودية لا يمكن أن تحل إلا بالهجرة إلى فلسطين.. من هنا أصبحت دور العرض السينمائى خاصة فى مناطق تجمع اليهود لا يختلف عن وظيفة المدارس الإسرائيلية والمكتبة اليهودية فى القاهرة وقبل كل ذلك المعابد اليهودية التى شيد أربعة منها الظاهر والسكاكينى.
إن الباب الأول من الكتاب لا يخلو من مفاجآت فى فصليه الأخيرين حول دور اليهود فى مجال الاستوديوهات أو حتى مجال التوزيع فيتحدث عن علاقة طلعت حرب فى ظل ظروف اقتصادية براجماتية بهم سواء فى بنك مصر أو حتى ستوديو مصر خصوصا اختياره للبتوباروخ لإدارة شركة مصر للتمثيل والسينما فى فترة من أكثر فتراتها حساسية وهى فترة إنشاء ستوديو مصر وتحديد كوادره الفنية.
فى الباب الثانى للكتاب يشير بهجت إلى مسيرة الفنانين والفنيين اليهود فى مصر، وكيف أنهم لم يلجأوا إلى تغيير أسمائهم. إلا بعد ظهور السينما لتصبح أسماء مصرية محايدة فأصبحت راشيل إبراهام ليفى راقية إبراهيم وليليان كوهين كاميليا بل ودفعت الإيطالى المتمصر توجو مزراحى فى ذروة رغبته فى أن يكون نجما سينمائيا مصريا إلى تغيير اسمه إلى أحمد المشرقى بينما لم تحاول أسماء أخرى التوارى مثل شالوم حتى يؤدى رسالته الاجتماعية أو السياسية.. كما يشير إلى فكرة الزواج المختلط التى نشأت فى ظروف ذروة التهديد النازى وفشل معظم هذه الزيجات مثل طلاق ليلى مراد وأنور وجدى وسميحة مراد من على رضا ثم زواجها من اليهودى ليون كاذيس وراقية إبراهيم من مهندس الصوت مصطفى والى ثم زواجها من رجل أعمال يهودى ومنير مراد من سهير البابلى ونجوى سالم من عبدالفتاح البارودى.
ونصل إلى أهم أبواب الكتاب حول الشخصية اليهودية فى الفيلم المصرى حيث يؤكد على أن أغلبية الأفلام التى قدمت بين عامى 1927 - 1929 قد اتسمت بطبيعة فكرية واحدة.. وكل من كتب عنها يعتقد أنها تظهر كل ما يسيء إلى مصر عامدة متعمدة وأنها تصور المصريين فى أقبح المظاهر.. ويستشهد على ذلك بأفلام مثل ليلى قبلة فى الصحراء سعاد الغجرية فاجعة فوق الهرم الضحية مأساة الحياة، غادة الصحراء، وفى هذه الأفلام كلها فلكلور مجتمع الصحراء الذى لا يسمح للعربى بالتطور الطبيعى حتى ولو وصل إلى أعلى درجات السلم الاجتماعى فهو فى النهاية نمط لكل الملامح السلبية التى تفرزها حياة الشرق البربرية.. ويرى المؤلف أن الشخصية اليهودية لم يكن لها وجود ملموس فى بدايات السينما المصرية سوى فى أفلام توجو مزراحى الكوميدية التى قدمها خلال الثلاثينيات واضطلع ببطولتها الممثل اليهودى شالوم فى إطار تنوع يشمل الميلودراما والكوميديا والرومانسية الغنائية إلخ..
ويرى أن القراءة المتسرعة لأفلام مزراحى الكوميدية قد تكون مدعاة لخيبة الأمل.. فالمواقف تبدو ساذجة وغير مهمة ولكن الواقع يؤكد أن القراءة المتأنية لهذه الأفلام ستكشف أنها مليئة بالتفاصيل الاجتماعية والسياسية ذات الطابع الدعائى وصراعاتها الخفية تضع اليهود فى مواجهة الأغنياء عموما مصريون وأجانب وذلك ما يسعى أحمد رأفت بهجت لإثباته.
هشام لاشين/ مجلة العربي الناصري العد د 960 بتاريخ 22 مايو 2005


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.