بعد خيباته المتراكمة .. النظام الجزائري يفتح جبهة جديدة ضد الإمارات    في خطوة رمزية خاصة .. الRNI يطلق مسار الإنجازات من الداخلة    وداعاً لكلمة المرور.. مايكروسوفت تغيّر القواعد    برشلونة يهزم بلد الوليد    منتخب "U20" يستعد لهزم نيجيريا    العثور على ستيني جثة هامدة داخل خزان مائي بإقليم شفشاون    إسرائيل تستدعي آلاف جنود الاحتياط استعدادا لتوسيع هجومها في قطاع غزة    من الداخلة.. أوجار: وحدة التراب الوطني أولوية لا تقبل المساومة والمغرب يقترب من الحسم النهائي لقضية الصحراء    الوداد يظفر بالكلاسيكو أمام الجيش    جلالة الملك يواسي أسرة المرحوم الفنان محمد الشوبي    الناظور.. توقيف شخص متورط في الاتجار في المخدرات وارتكاب حادثة سير مميتة وتسهيل فرار مبحوث عنه من سيارة إسعاف    حقيقة "اختفاء" تلميذين بالبيضاء    مقتضيات قانونية تحظر القتل غير المبرر للحيوانات الضالة في المغرب    البكاري: تطور الحقوق والحريات بالمغرب دائما مهدد لأن بنية النظام السياسية "قمعية"    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    أمسية احتفائية بالشاعر عبد الله زريقة    نزهة الوافي غاضبة من ابن كيران: لا يليق برئيس حكومة سابق التهكم على الرئيس الفرنسي    52 ألفا و495 شهيدا في قطاع غزة حصيلة الإبادة الإسرائيلية منذ بدء الحرب    تقرير: المغرب يحتل المرتبة 63 عالميا في جاهزية البنيات المعرفية وسط تحديات تشريعية وصناعية    قطب تكنولوجي جديد بالدار البيضاء    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها    تفاصيل زيارة الأميرة للا أسماء لجامعة غالوديت وترؤسها لحفل توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء وغالوديت    المغرب يبدأ تصنيع وتجميع هياكل طائراته F-16 في الدار البيضاء    ابنة الناظور حنان الخضر تعود بعد سنوات من الغياب.. وتمسح ماضيها من إنستغرام    حادث مروع في ألمانيا.. ثمانية جرحى بعد دهس جماعي وسط المدينة    العد التنازلي بدأ .. سعد لمجرد في مواجهة مصيره مجددا أمام القضاء الفرنسي    توقيف شخص وحجز 4 أطنان و328 كلغ من مخدر الشيرا بأكادير    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    مجموعة أكديطال تعلن عن نجاح أول جراحة عن بُعد (تيليجراحة) في المغرب بين اثنين من مؤسساتها في الدار البيضاء والعيون    الملك: الراحل الشوبي ممثل مقتدر    وصول 17 مهاجراً إلى إسبانيا على متن "فانتوم" انطلق من سواحل الحسيمة    كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة تحتضن أول مؤتمر دولي حول الطاقات المتجددة والبيئة    الإمارات وعبث النظام الجزائري: من يصنع القرار ومن يختبئ خلف الشعارات؟    العصبة تفرج عن برنامج الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الاحترافبة وسط صراع محتدم على البقاء    إسرائيل تعيد رسم خطوط الاشتباك في سوريا .. ومخاوف من تصعيد مقصود    تونس: محكمة الإرهاب تصدر حكما بالسجن 34 سنة بحق رئيس الحكومة الأسبق علي العريض    الملك محمد السادس يبارك عيد بولندا    كازاخستان تستأنف تصدير القمح إلى المغرب لأول مرة منذ عام 2008    بيزيد يسائل كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري حول وضعية مهني قوارب الصيد التقليدي بالجديدة    الإقبال على ماراثون "لندن 2026" يعد بمنافسة مليونية    منحة مالية للاعبي الجيش الملكي مقابل الفوز على الوداد    الداخلة-وادي الذهب: البواري يتفقد مدى تقدم مشاريع كبرى للتنمية الفلاحية والبحرية    أصيلة تسعى إلى الانضمام لشبكة المدن المبدعة لليونسكو    اللحوم المستوردة في المغرب : هل تنجح المنافسة الأجنبية في خفض الأسعار؟    الكوكب يسعى لوقف نزيف النقاط أمام "الكاك"    غوارديولا: سآخذ قسطًا من الراحة بعد نهاية عقدي مع مانشستر سيتي    الفنان محمد الشوبي في ذمة الله    الصحة العالمية تحذر من تراجع التمويل الصحي عالميا    دراسة: هذه الأطعمة تزيد خطر الوفاة المبكرة    دراسة: مادة كيمياوية تُستخدم في صناعة البلاستيك قتلت 365 ألف شخص حول العالم    "موازين" يعلن جديد الدورة العشرين    وفاة الممثل المغربي محمد الشوبي    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صلاح سرميني: ظاهرة السرقات في الثقافة السينمائية العربية

بدءاً من هذا اليوم, وبهدف تنظيف الوسط النقديّ العربيّ من المُتطفلين, والطفيليين(على حدّ تعبير الناقد السينمائي اللبناني محمد رضا), أفتح ملفات النقل, والسطو, والسرقة في الثقافة السينمائية العربية, وأدعو من يهمّه الأمر لمُناقشة هذه الظاهرة القديمة/الجديدة, والتي تضخمّت كثيراً مع انتشار الانترنت.
وهنا, فإنني أقدم للقارئ الفضوليّ عينةً واضحةً وضوح الشمس من سرقة غبية, وأترك القارئ, والوسط النقدي, والسينمائي يحكم عليها كما يشاء, ويتخذ الإجراءات الأخلاقية, والقانونية اللازمة للقضاء عليها ما أُمكن.
سرقة اليوم بطلها الصحفي المصري أشرف البيومي(ويوقع أحياناً باسم أشرف نهاد), وضحيتها الصحفي المصري هشام لاشين, وقد أدرجت النصّ المسروق كما نُشر حرفياً في موقع (جماعة السينما الفلسطينية), والنص الأصلي المنشور في مجلة (العربي الناصري).
ومن الطريف بأن السارق يُذيل نصّه المسروق بصفة الناقد, والباحث السينمائي.
ومحاولة للردع, أتمنى من كلّ الغيورين على المهنة, وأخلاقياتها, المساهمة بشكل, أو بآخر بالكشف عن لصوص الثقافة السينمائية.
صلاح سرميني
تابعوا التفاصيل في مدونة سحر السينما
http://salah-sermini.maktoobblog.com/
النصّ المسروق
اليهود والسينما فى مصر..
كوميديا ساذجة وأفلام ضد المصريين،
بقلم أشرف البيومي
كتاب يحكى قصتهم من شالوم إلى راقية إبراهيم :
اليهود والسينما فى مصر.. كوميديا ساذجة وأفلام ضد المصريين
اشرف البيومي
إذا كان انفعال الباحث بقضايا أمته هو الدافع الأساسى وراء ما ينجزه من بحوث ودراسات.. يصبح من الطبيعى أن يتساءل البعض عن السبب فى تأخر ظهور بحث عن اليهود والسينما فى مصر ليأتى مع نهاية ربع قرن من الزمان استهلك معظمه فى بحث العلاقة بين الصهيونية والسينما العالمية بينما ظلت السينما المصرية بعيدة عن الاهتمام رغم أن الواقع يؤكد أن اليهود لعبوا دورا ملموسا فى مسيرتها حتى ما بعد عام 1948 بهذه المقدمة يستهل الناقد الجاد والباحث الدءوب أحمد رأفت بهجت أحدث إصدارته اليهود والسينما فى مصر وهو الكتاب الذى يميط اللثام عن فترة شائكة وملتبسة فى السينما المصرية بل ويعد محاولة جيدة لنضج بعض المفاهيم الشائعة حول أن الفيلم المصرى قبل 1948 لم يكن غير بضاعة هدفها الترفيه والمتعة لكل الطبقات والأجناس.. وأن الرأسمالية اليهودية انصرفت لامتلاك دور العرض السينمائى وبنيتها الأساسية مثلها فى ذلك مثل الرأسمالية اليونانية والشامية وأن ما يجمع بينهم جميعا الرغبة فى المنافسة من أجل الربح.
فقد استشعر اليهود منذ البداية كما يؤكد أحمد بهجت مدى أهمية احتكار السينما باعتبارها الشكل الجديد والأمثل من وسائل الترفيه القادرة على تحقيق أهدافهم المادية وأفكارهم الايديولوجية ويستشهد على ذلك بوقائع عديدة فمنذ بداية ظهور الشرائط السينمائية هيمنت مؤسسة فرنسية لها خطورتها ونفوذها وهى مؤسسة اليهودى شارل باتيه والتى أخذت على عاتقها احتكار السينما فى بداية عمرها 1863 - 1957 وهو ما نجحت فيه خلال ما يقل عن عشر سنوات حيث أنشئت امبراطورية واسعة ضمنت لفرنسا شبه غلبة على السينما العالمية فى سنوات ما قبل الحرب العالمية الأولى.. لاتزال بعض آثارها باقية فى معظم دول العالم إلى اليوم.. وقد نجح باتيه فى السيطرة على صناعة السينما فى العالم بما فى ذلك مصر بعد أن سيطر على الإنتاج والتوزيع ودور العرض ونجاحه فى التحالف مع الشركات الأمريكية واليهودية، ومع ازدياد دور العرض السينمائى كانت الخطوة التالية قيام الرأسماليين اليهود بإنشاء شركات لاستيراد مستلزمات دور العرض السينمائى وسنجد هنا أسماء لعائلات يهودية شهيرة تستحوذ على التوكيلات الأجنبية لهذه الأجهزة ومنها عائلات جرين وموصيرى وكوزبيل وليفى وكان من أهم القطاعات التى حرصت الرأسمالية اليهودية على السيطرة عليها قطاع دور العرض فبعد أن صدرت لائحة المحلات عام 1911 كانت سينما جوزى بالاس التى أسسها إيلى موصيرى هى النواة الأولى لتكوين أول شركة لدور العرض فى مصر وهى شركة جوزى فيلم وقد امتلكت وأدارت عشر دور عرض فى الإسكندرية والقاهرة وبورسعيد والسويس ولم يكن غريبا أن يواكب تأسيس هذه الشركة قيام فرد آخر من عائلة موصيرى وهو جال موصيرى بتأسيس أول فرع للمنظمة الصهيونية والحصول على تأييد كل الطوائف الاشكنازية السفردية كما يقوم ألبرت بإصدار مجلة إسرائيل المعبرة عن أنشطة الحركة الصهيونية فى مصر.. كذلك نشطت شركات أخرى عن طريق سيطرتها على العديد من دور العرض فى القاهرة والإسكندرية ومنها شركة إخوان بوليتى إيلى.. إيزاك.. رالف بوليتى التى تأسست عام 1928 ولم يقتصر دورها على المشاركة مع موزير ليفى فى امتلاك دور العرض السينمائيالكورسال الصيفى والشتوى ولوكس القاهرة وفريال الإسكندرية وراديو القاهرة والإسكندرية.. كما يشير المؤلف إلى شبكات دور العرض التى تكونت من اليهود وعلاقتها بالصهيونية بل وبما سمى بالصهيونيين التصحيحيين، وهم تلامذة جابوكوفسكى الأب الروحى للعصابات الإرهابية فى مصر وفلسطين كذلك أول غرفة للسينما والتى كان نائب رئيسها دومرتو هو نفسه جوزيف موصيرى، وقد حرص اليهود على امتلاك العشرات من دور العرض فى الوجه البحرى والقبلى بمصر.. كما يمتد الاحتكار إلى سينما الحى مثل الظاهر وعابدين والأزبكية ومصر الجديدة وكان لدور العرض هذه نشاط بارز فى الترويج للفكر الصهيونى خاصة بين سكان منطقة الظاهر التى شهدت سباقا لافتا للنظر فى مجال إقامة دور العرض السينمائى بدأت بدارين هما سينما توغراف بالاس، وسينما فوتوغراف المنظر الجميل.. وصلت عام 1947 إلى ما يقرب من عشرة دور عرض.. علما بأن التمهيد السياسى لسينما الحى فى الظاهر والمناطق المحيطة مثل السكاكينى والعباسية والفجالة، بدأ مع المؤتمر اليهودى العاشر الذى عقد فى بازل فى أغسطس 1911 والذى أعلن فيه أن المسألة اليهودية لا يمكن أن تحل إلا بالهجرة إلى فلسطين.. من هنا أصبحت دور العرض السينمائى خاصة فى مناطق تجمع اليهود لا يختلف عن وظيفة المدارس الإسرائيلية والمكتبة اليهودية فى القاهرة وقبل كل ذلك المعابد اليهودية التى شيد أربعة منها الظاهر والسكاكينى.
إن الباب الأول من الكتاب لا يخلو من مفاجآت فى فصليه الأخيرين حول دور اليهود فى مجال الاستوديوهات أو حتى مجال التوزيع فيتحدث عن علاقة طلعت حرب فى ظل ظروف اقتصادية براجماتية بهم سواء فى بنك مصر أو حتى ستوديو مصر خصوصا اختياره للبتوباروخ لإدارة شركة مصر للتمثيل والسينما فى فترة من أكثر فتراتها حساسية وهى فترة إنشاء ستوديو مصر وتحديد كوادره الفنية.
فى الباب الثانى للكتاب يشير بهجت إلى مسيرة الفنانين والفنيين اليهود فى مصر، وكيف أنهم لم يلجأوا إلى تغيير أسمائهم. إلا بعد ظهور السينما لتصبح أسماء مصرية محايدة فأصبحت راشيل إبراهام ليفى راقية إبراهيم وليليان كوهين كاميليا بل ودفعت الإيطالى المتمصر توجو مزراحى فى ذروة رغبته فى أن يكون نجما سينمائيا مصريا إلى تغيير اسمه إلى أحمد المشرقى بينما لم تحاول أسماء أخرى التوارى مثل شالوم حتى يؤدى رسالته الاجتماعية أو السياسية.. كما يشير إلى فكرة الزواج المختلط التى نشأت فى ظروف ذروة التهديد النازى وفشل معظم هذه الزيجات مثل طلاق ليلى مراد وأنور وجدى وسميحة مراد من على رضا ثم زواجها من اليهودى ليون كاذيس وراقية إبراهيم من مهندس الصوت مصطفى والى ثم زواجها من رجل أعمال يهودى ومنير مراد من سهير البابلى ونجوى سالم من عبدالفتاح البارودى.
ونصل إلى أهم أبواب الكتاب حول الشخصية اليهودية فى الفيلم المصرى حيث يؤكد على أن أغلبية الأفلام التى قدمت بين عامى 1927 - 1929 قد اتسمت بطبيعة فكرية واحدة.. وكل من كتب عنها يعتقد أنها تظهر كل ما يسيء إلى مصر عامدة متعمدة وأنها تصور المصريين فى أقبح المظاهر.. ويستشهد على ذلك بأفلام مثل ليلى قبلة فى الصحراء سعاد الغجرية فاجعة فوق الهرم الضحية مأساة الحياة، غادة الصحراء، وفى هذه الأفلام كلها فلكلور مجتمع الصحراء الذى لا يسمح للعربى بالتطور الطبيعى حتى ولو وصل إلى أعلى درجات السلم الاجتماعى فهو فى النهاية نمط لكل الملامح السلبية التى تفرزها حياة الشرق البربرية.. ويرى المؤلف أن الشخصية اليهودية لم يكن لها وجود ملموس فى بدايات السينما المصرية سوى فى أفلام توجو مزراحى الكوميدية التى قدمها خلال الثلاثينيات واضطلع ببطولتها الممثل اليهودى شالوم فى إطار تنوع يشمل الميلودراما والكوميديا والرومانسية الغنائية إلخ..
ويرى أن القراءة المتسرعة لأفلام مزراحى الكوميدية قد تكون مدعاة لخيبة الأمل.. فالمواقف تبدو ساذجة وغير مهمة ولكن الواقع يؤكد أن القراءة المتأنية لهذه الأفلام ستكشف أنها مليئة بالتفاصيل الاجتماعية والسياسية ذات الطابع الدعائى وصراعاتها الخفية تضع اليهود فى مواجهة الأغنياء عموما مصريون وأجانب وذلك ما يسعى أحمد رأفت بهجت لإثباته.
*أشرف البيومي : ناقد وباحث سينمائي مصري
أحد كتاب موقع جماعة السينما الفلسطينية

النصّ الأصليّ

أحمد رأفت بهجت يحكى قصتهم من شالوم إلى راقية إبراهيم:
اليهود والسينما فى مصر.. كوميديا ساذجة وأفلام ضد المصريين
إذا كان انفعال الباحث بقضايا أمته هو الدافع الأساسى وراء ما ينجزه من بحوث ودراسات.. يصبح من الطبيعى أن يتساءل البعض عن السبب فى تأخر ظهور بحث عن اليهود والسينما فى مصر ليأتى مع نهاية ربع قرن من الزمان استهلك معظمه فى بحث العلاقة بين الصهيونية والسينما العالمية بينما ظلت السينما المصرية بعيدة عن الاهتمام رغم أن الواقع يؤكد أن اليهود لعبوا دورا ملموسا فى مسيرتها حتى ما بعد عام 1948 بهذه المقدمة يستهل الناقد الجاد والباحث الدءوب أحمد رأفت بهجت أحدث إصدارته اليهود والسينما فى مصر وهو الكتاب الذى يميط اللثام عن فترة شائكة وملتبسة فى السينما المصرية بل ويعد محاولة جيدة لنضج بعض المفاهيم الشائعة حول أن الفيلم المصرى قبل 1948 لم يكن غير بضاعة هدفها الترفيه والمتعة لكل الطبقات والأجناس.. وأن الرأسمالية اليهودية انصرفت لامتلاك دور العرض السينمائى وبنيتها الأساسية مثلها فى ذلك مثل الرأسمالية اليونانية والشامية وأن ما يجمع بينهم جميعا الرغبة فى المنافسة من أجل الربح.
فقد استشعر اليهود منذ البداية كما يؤكد أحمد بهجت مدى أهمية احتكار السينما باعتبارها الشكل الجديد والأمثل من وسائل الترفيه القادرة على تحقيق أهدافهم المادية وأفكارهم الايديولوجية ويستشهد على ذلك بوقائع عديدة فمنذ بداية ظهور الشرائط السينمائية هيمنت مؤسسة فرنسية لها خطورتها ونفوذها وهى مؤسسة اليهودى شارل باتيه والتى أخذت على عاتقها احتكار السينما فى بداية عمرها 1863 - 1957 وهو ما نجحت فيه خلال ما يقل عن عشر سنوات حيث أنشئت امبراطورية واسعة ضمنت لفرنسا شبه غلبة على السينما العالمية فى سنوات ما قبل الحرب العالمية الأولى.. لاتزال بعض آثارها باقية فى معظم دول العالم إلى اليوم.. وقد نجح باتيه فى السيطرة على صناعة السينما فى العالم بما فى ذلك مصر بعد أن سيطر على الإنتاج والتوزيع ودور العرض ونجاحه فى التحالف مع الشركات الأمريكية واليهودية، ومع ازدياد دور العرض السينمائى كانت الخطوة التالية قيام الرأسماليين اليهود بإنشاء شركات لاستيراد مستلزمات دور العرض السينمائى وسنجد هنا أسماء لعائلات يهودية شهيرة تستحوذ على التوكيلات الأجنبية لهذه الأجهزة ومنها عائلات جرين وموصيرى وكوزبيل وليفى وكان من أهم القطاعات التى حرصت الرأسمالية اليهودية على السيطرة عليها قطاع دور العرض فبعد أن صدرت لائحة المحلات عام 1911 كانت سينما جوزى بالاس التى أسسها إيلى موصيرى هى النواة الأولى لتكوين أول شركة لدور العرض فى مصر وهى شركة جوزى فيلم وقد امتلكت وأدارت عشر دور عرض فى الإسكندرية والقاهرة وبورسعيد والسويس ولم يكن غريبا أن يواكب تأسيس هذه الشركة قيام فرد آخر من عائلة موصيرى وهو جال موصيرى بتأسيس أول فرع للمنظمة الصهيونية والحصول على تأييد كل الطوائف الاشكنازية السفردية كما يقوم ألبرت بإصدار مجلة إسرائيل المعبرة عن أنشطة الحركة الصهيونية فى مصر.. كذلك نشطت شركات أخرى عن طريق سيطرتها على العديد من دور العرض فى القاهرة والإسكندرية ومنها شركة إخوان بوليتى إيلى.. إيزاك.. رالف بوليتى التى تأسست عام 1928 ولم يقتصر دورها على المشاركة مع موزير ليفى فى امتلاك دور العرض السينمائيالكورسال الصيفى والشتوى ولوكس القاهرة وفريال الإسكندرية وراديو القاهرة والإسكندرية.. كما يشير المؤلف إلى شبكات دور العرض التى تكونت من اليهود وعلاقتها بالصهيونية بل وبما سمى بالصهيونيين التصحيحيين، وهم تلامذة جابوكوفسكى الأب الروحى للعصابات الإرهابية فى مصر وفلسطين كذلك أول غرفة للسينما والتى كان نائب رئيسها دومرتو هو نفسه جوزيف موصيرى، وقد حرص اليهود على امتلاك العشرات من دور العرض فى الوجه البحرى والقبلى بمصر.. كما يمتد الاحتكار إلى سينما الحى مثل الظاهر وعابدين والأزبكية ومصر الجديدة وكان لدور العرض هذه نشاط بارز فى الترويج للفكر الصهيونى خاصة بين سكان منطقة الظاهر التى شهدت سباقا لافتا للنظر فى مجال إقامة دور العرض السينمائى بدأت بدارين هما سينما توغراف بالاس، وسينما فوتوغراف المنظر الجميل.. وصلت عام 1947 إلى ما يقرب من عشرة دور عرض.. علما بأن التمهيد السياسى لسينما الحى فى الظاهر والمناطق المحيطة مثل السكاكينى والعباسية والفجالة، بدأ مع المؤتمر اليهودى العاشر الذى عقد فى بازل فى أغسطس 1911 والذى أعلن فيه أن المسألة اليهودية لا يمكن أن تحل إلا بالهجرة إلى فلسطين.. من هنا أصبحت دور العرض السينمائى خاصة فى مناطق تجمع اليهود لا يختلف عن وظيفة المدارس الإسرائيلية والمكتبة اليهودية فى القاهرة وقبل كل ذلك المعابد اليهودية التى شيد أربعة منها الظاهر والسكاكينى.
إن الباب الأول من الكتاب لا يخلو من مفاجآت فى فصليه الأخيرين حول دور اليهود فى مجال الاستوديوهات أو حتى مجال التوزيع فيتحدث عن علاقة طلعت حرب فى ظل ظروف اقتصادية براجماتية بهم سواء فى بنك مصر أو حتى ستوديو مصر خصوصا اختياره للبتوباروخ لإدارة شركة مصر للتمثيل والسينما فى فترة من أكثر فتراتها حساسية وهى فترة إنشاء ستوديو مصر وتحديد كوادره الفنية.
فى الباب الثانى للكتاب يشير بهجت إلى مسيرة الفنانين والفنيين اليهود فى مصر، وكيف أنهم لم يلجأوا إلى تغيير أسمائهم. إلا بعد ظهور السينما لتصبح أسماء مصرية محايدة فأصبحت راشيل إبراهام ليفى راقية إبراهيم وليليان كوهين كاميليا بل ودفعت الإيطالى المتمصر توجو مزراحى فى ذروة رغبته فى أن يكون نجما سينمائيا مصريا إلى تغيير اسمه إلى أحمد المشرقى بينما لم تحاول أسماء أخرى التوارى مثل شالوم حتى يؤدى رسالته الاجتماعية أو السياسية.. كما يشير إلى فكرة الزواج المختلط التى نشأت فى ظروف ذروة التهديد النازى وفشل معظم هذه الزيجات مثل طلاق ليلى مراد وأنور وجدى وسميحة مراد من على رضا ثم زواجها من اليهودى ليون كاذيس وراقية إبراهيم من مهندس الصوت مصطفى والى ثم زواجها من رجل أعمال يهودى ومنير مراد من سهير البابلى ونجوى سالم من عبدالفتاح البارودى.
ونصل إلى أهم أبواب الكتاب حول الشخصية اليهودية فى الفيلم المصرى حيث يؤكد على أن أغلبية الأفلام التى قدمت بين عامى 1927 - 1929 قد اتسمت بطبيعة فكرية واحدة.. وكل من كتب عنها يعتقد أنها تظهر كل ما يسيء إلى مصر عامدة متعمدة وأنها تصور المصريين فى أقبح المظاهر.. ويستشهد على ذلك بأفلام مثل ليلى قبلة فى الصحراء سعاد الغجرية فاجعة فوق الهرم الضحية مأساة الحياة، غادة الصحراء، وفى هذه الأفلام كلها فلكلور مجتمع الصحراء الذى لا يسمح للعربى بالتطور الطبيعى حتى ولو وصل إلى أعلى درجات السلم الاجتماعى فهو فى النهاية نمط لكل الملامح السلبية التى تفرزها حياة الشرق البربرية.. ويرى المؤلف أن الشخصية اليهودية لم يكن لها وجود ملموس فى بدايات السينما المصرية سوى فى أفلام توجو مزراحى الكوميدية التى قدمها خلال الثلاثينيات واضطلع ببطولتها الممثل اليهودى شالوم فى إطار تنوع يشمل الميلودراما والكوميديا والرومانسية الغنائية إلخ..
ويرى أن القراءة المتسرعة لأفلام مزراحى الكوميدية قد تكون مدعاة لخيبة الأمل.. فالمواقف تبدو ساذجة وغير مهمة ولكن الواقع يؤكد أن القراءة المتأنية لهذه الأفلام ستكشف أنها مليئة بالتفاصيل الاجتماعية والسياسية ذات الطابع الدعائى وصراعاتها الخفية تضع اليهود فى مواجهة الأغنياء عموما مصريون وأجانب وذلك ما يسعى أحمد رأفت بهجت لإثباته.
هشام لاشين/ مجلة العربي الناصري العد د 960 بتاريخ 22 مايو 2005


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.