على ما يبدو، فإن الأزمة بين مصر والمغرب، لن تهدأ وتتصاعد باستمرار، حيث تشهد توترًا ملحوظًا يتجسد في حرب التصريحات التي يدلي بها المسئولون في مصر. وكان آخرها تصريح محمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، خلال اجتماع لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، المتعلقة بقضية الصحراء المغربية، والذي اتهم فيها المغرب بعرقلة الاستفتاء على مصير الصحراء. إذ قال: "القضية تمثل خلافًا قويًا بين الجزائر والمغرب التي تتشبث بتبعية الصحراء لها وتقف عقبة في طريق الاستفتاء على إقامة الدولة هناك، والجزائر لديها نشاط أوسع وأقوى من المغرب في القارة وتدعم قيام الجمهورية الصحراوية". وتعد هذه ليست الأزمة الأولى التي تحدث بين مصر والمغرب، ولكن سبق أن حدثت أزمة بسبب مشاركة جبهة "البوليساريو"، في القمة العربية الإفريقية الأخيرة بشرم الشيخ، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي اعتبرها مسئولون مغاربة، جاءت يتم بتنسيق جزائري مصري، لدعم الجبهة التي تطالب بانفصال الصحراء الغربية، عن المغرب، وتتلقى دعمًا عسكريًا وسياسيًا من الجزائر. كما امتنعت مصر بجانب تونس وموريتانيا، عن التوقيع على طلب إبعاد "البوليساريو" عن منظمة الاتحاد الإفريقي وعودة المغرب لحضن المنظمة بعد 32 سنة من القطيعة، وهو الالتماس الذي تقدمت به 28 دولة أفريقية للقمة ال27 للاتحاد الإفريقي التي انعقدت بمدينة "كيجالي" في رواندا، في يوليو الماضي. وقال الدكتور محمود مصطفى، خبير العلاقات الدولية، إن "العلاقات المصرية المغربية مليئة بالتوترات، وبالتالي فإن الوصول إلى علاقات متزنة مع الطرفين ينبغي أن يأخذ أقصى درجات الحذر". وأضاف أن السبب الرئيس وراء الأزمة هم الإخوان؛ حيث تسيطر التيارات الإسلامية وخاصة جماعة الإخوان المسلمين على النظام المغربي، والذي يعتبره العدو الأول للنظام الحاكم بمصر. وتابع مصطفى في تصريحات، أن "وسائل الإعلام بين الدولتين ساهمت في تأجيج الخلاف، الذي ظهر حين عزم الرئيس السيسي على زيارة المغرب وانتشرت دعوات مغربية رافضة للزيارة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وعادت التوترات الإعلامية مرة أخرى بزيارة الملك محمد السادس إلى تركيا". وأشار إلى أن زيارة الأخير للملك غيرت من العلاقة بين الدولتين؛ بسبب تقاربها مع أنقرة التي تهاجم النظام السيسي في كل حين، بسبب إطاحة النظام بالإخوان من الحكم. من جانبه، رأى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن "مصر تتعامل مع ملف الصحراء الغربية بحيادية، حتى لا تثير أزمة مع المغرب". وأكد أن "هناك اختلافًا في وجهات النظر بين الدولتين بشأن تقارب مصر مع الجزائر، وهى ما تراه الرباط بأن هناك تنسيقًا بينهما لدعم جبهة البوليساريو المعارضة للنظام المغربي والتي تسعى للانفصال عن المغرب". وأضاف بيومي: "النظام نفى مسبقًا دعمه لجبهة البوليساريو، وأكد علاقته القوية مع المغرب"، مشيرًا إلى أن هناك أطرافًا تريد أن توقع بين الدولتين، لتثير القضية أمام الرأي العام العالمي. وأوضح أن تقارب العلاقات المصرية الجزائرية خلال الفترة الأخيرة، للاتفاق على استيراد الغاز من الجزائر بدلًا من قطر، ما رسخ لدى المملكة المغربية شعورًا بقرب الاعتراف الرسمي المصري باستقلال الصحراء الغربية أو مجموعات البوليساريو كجزء من الصفقة. إسلام رضا