من بين أهم التظاهرات الرياضية التي عرفها المغرب المستقل وتركت بصمات واضحة ومازالت عالقة بأذهان رياضيي الجيل الذي واكبها، دوري كأس محمد الخامس، والذي مع الأسف لم يعرف الاستمرارية، وتوقف قطاره مع مطلع ثمانينات القرن الماضي (1980) بعد 18 سنة من التواجد.انطلق الدوري (1962) والمغرب مازال يخطو خطواته الأولى عقب دخوله للجهاد الأكبر. جاءت هذه الكأس الثمينة وذات الصيت العالمي، و التي كانت مبارياتها تقام خلال الأسبوع الأخير من شهر غشت الذي يصادف ذكرى ثورة الملك والشعب بكل ما تحمله من فخر وشهامة ووطنية، والتي كانت تجلب إلى جانب الفريق الفائز ببطولة المغرب، فرقا قوية من أوربا (الغربية والشرقية آنذاك) ومن أمريكا اللاتينية، ذات شهرة عالمية بلاعبيها ا لعمالقة والتي يحدوها الطموح للظفر بلقب هذا الدوري، وكانت تؤثث فضاء الملعب الشرفي (محمد 5 حاليا)، وتقدم أطباقا فرجوية غاية في الروعة. وإذا كان فريق أتلتيكو مدريد هو الوحيد الذي حصل على هذا اللقب 3 مرات (1980-1970-1965 ) فإن أندية من القارتين السالف ذكرها ظفرت به مرة واحدة، إلى جانب الفريق الوطني ل:رومانيا سنة 1977، حيث وخلال هذه المحطة تم اشراك منتخبي رومانيا وتشيكوسلوفاكيا ثم الوداد البيضاوي سنة 1979. وإذا كان فريق الجيش الملكي قد ارتبط اسمه بهذه الكأس خلال ستينيات القرن الماضي، ووصل للنهاية سنتي: 1967 و1970 وانهزم على التوالي أمام النجم الأحمر لبلغراد (من يوغوسلافيا سابقا) واتلتكومدريد فإن فرقا أخرى برزت خلال السبعينات، النهضة السطاتية، رجاء بني ملال، مولودية وجدة إلى جانب الوداد والمغرب الفاسي. ويبقى الوداد هو الفريق المغربي الوحيد الذي تمكن من الفوز بهذه الكأس سنة 1979، ساعده في ذلك مواجهته في النهاية لفريق افريقي بملعب الحارثي بمراكش،(أول مشاركة لكانون ياوندي من الكامرون بضربات الجزاء) بعد أن انتهى اللقاء ب: 1-1 (أول مشاركة افريقية)، أما الفرق الأخرى فلم تستطع مجاراة قوة الفرق المشاركة من القارتين الأوربية والأمريكية، وانهزمت بحصص ثقيلة آخرها المغرب الفاسي خلال آخر دورة من هذه الكأس سنة 1980، حيث استسلم في نصف النهاية أمام بورتواليكري البرازيلي ب: 0.7 وأمام لوكوموتيف صوفيا البلغاري في لقاء الترتيب بك 0-2.الفريق الفاسي.كانت من ضمن العناصر المكونة له الهزاز-ادريس - ليمان - عبد الرحمان، سعيد الزهراوي - بونو - التازي - حميد خراك، عزيز، الكزار رضوان. وكانت الكأس من نصيب اتلتكو مدريد بعد فوزه على بورتو اليكري بضربات الجزاء بعد أن انتهى اللقاء ب: 1-1 يوم، 1980/08/24 . إذن شكل تاريخ 24-23 غشت 1980 آخر حلقة من حلقات هذه التظاهرة الكروية الدولية الكبرى، التي كان يحضر فيها كل شيئ، فرق قوية، نجوم عالميين، المستوى الراقي... لتدخل للذاكرة الرياضية الوطنية.