o خلال فترة الصيف يكثر الإقبال على الشواطئ والمسابح ويتعرض الأشخاص لأشعة الشمس بشكل مطول، هل من تأثير لذلك على صحتهم؟ n يشكل فصل الصيف فرصة للمواطنات والمواطنين من مختلف الأعمار للبحث عن سبل الاستجمام ومن بينها التوجه صوب الشواطئ والمسابح، وهي الفضاءات التي يكونون فيها في مواجهة مباشرة مع أشعة الشمس التي لاتنطوي على المضار فحسب بل لها كذلك إيجابيات، لكن التعرض لها بشكل عشوائي يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الصحية التي قد تترتب عنها مخاطر متعددة. ومن بين الفوائد التي تمنحها أشعة الشمس لجسم الإنسان إفرازها للفيتامين «د» التي تعتبر رئيسية لتكوين العظام وتحمي من هشاشتها، وتعتبر أشعة الشمس كذلك مضادة للاكتئاب. كما أن التعرض لأشعة الشمس بشكل غير معقلن قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية تطال الجسم. o ماهي بعض هذه التداعيات السلبية التي يكون جلد الجسم عرضة لها؟ n هناك تأثيرات على المدى القريب وأخرى على المدى البعيد. فبالنسبة للشق الأول وهو المدى القريب فنجد احمرار الجلد، الحروق التي تطال الجلد بفعل ما يعرف ب «ضربة شمس»، ظهور بقع سوداء في الوجه بالخصوص وكذلك جفاف البشرة. كما تتسبب أشعة الشمس في انتشار الطفيليات التي تؤدي إلى الإصابة بالبهق وتتسبب في تداعيات على مستوى أصابع الرجلين والأظافر، فضلا عن الفيروسات التي تكون نتيجة لنقص في مناعة الجسم ومن بينها ظهور ما يعرف ب «herpes» على مستوى الفم. أما على المستوى البعيد فيؤدي التعرض السلبي لأشعة الشمس إلى ظهور التجاعيد في الأماكن المعرضة للشمس كالوجه والعنق والكفين، خصوصا حين تكون البشرة ذات لون أبيض. بينما يكمن الخطر الأكبر في الإصابة بسرطان الجلد والذي تتعدد أنواعه ومن بينها «carcinome basocellulaire – carcinome spinocellulaire»، وأخطرها هو «الميلانوم» الذي يتميز بحدة أكبر وخطورة أكثر قد يؤدي إلى مضاعفات وخيمة. o هل هي أمراض مقتصرة على الكبار أم تشمل الأطفال كذلك؟ n الأطفال وصغار السن بدورهم معرضون للتأثيرات السلبية نتيجة التعرض لأشعة الشمس، إذ يصابون بضربات الشمس وجفاف الجسم من الماء وذلك بحدة مما قد يؤدي إلى خطورة على حياتهم خاصة الرضع. oما هي سبل العلاج المتوفرة؟ n تختلف التدخلات العلاجية حسب نوعية الإصابة من حالة إلى أخرى، فإذا ما كنا أمام حالة حروق الجلد/ضربات الشمس فيتم وصف مراهم، وفي حالة الاجتفاف توصف كذلك مجموعة من الكريمات المرطبة، وبالنسبة للتجاعيد توصف أيضا «كريمات» تتضمن «حامض الهياليونيك» والفيتامين «E » و «C» ومكونات أخرى، كما توصف في حالات بعينها مواد تساهم في تبريد الجلد وسوائل مرطبة للغسل، وفي حالة الإصابة بالبهق مثلا توصف للمريض مضادات للطفيليات، أما بالنسبة لسرطان الجلد، فإن الحل الوحيد المتوفر يكمن في التدخل الجراحي. o ماهي السلوكات التي يجب تفاديها وعدم القيام بها؟ n من بين السلوكات التي يجب تفاديها التعرض لأشعة الشمس خلال الفترة ما بين 11 صباحا والثالثة زوالا، سواء كان الأشخاص يتواجدون بالشواطئ من أجل السباحة، أو تعلق الأمر بأشخاص يريدون ممارسة الرياضة، لأن الشمس العمودية خلال هاته الفترة تكون خطيرة جدا على الجسم. إضافة إلى ذلك يجب العمل على القطع مع حالات أخذ «حمّام الشمس» لمدة زمنية طويلة في المرة الأولى، بل يجب توزيع التوقيت بشكل تدريجي على مدى أيام، فضلا عن عدم البقاء لمدة طويلة في البحر خاصة بالنسبة للأطفال. o ماهي النصائح الوقائية التي يجب التقيد بها من طرف المصطافين؟ n التوجه للشواطئ يقتضي وضع قبعات على الرأس، واستعمال واقي للشمس للوجه والجسم خاصة الذي يحمل رقم 50 و 50 + ، والذي يجب أن يكون مقاوما للماء ويدهن منه طبقات سميكة وليس بكميات قليلة، « 2 ملغ/ في السنتمتر مربع»، على أن يتم تكرار العملية كل ساعتين، وبعد الاستحمام يجب ارتداء الملابس ذات لون داكن حتى تساهم في حماية الجسم من أشعة الشمس. وفي سياق النصائح التي ندعو إلى التقيد بها يجب أن نعلم بأن الكريمات الواقية للشمس التي توضع على الجسم في البحر تتوزع إلى نوعين، الأول مصنّع من مواد كيماوية والثاني من مواد معدنية، لذا وجب بالنسبة للأطفال على الخصوص منحهم تلك المصنعة من مواد معدنية. كما يجب استعمال الشمسيات وإن كانت تسمح بمرور نسبة من أشعة الشمس، لكن من خلال القيام بكل هذه الخطوات يمكن حماية الجسم من أضرار أشعة الشمس المحتملة التي قد يتعرض لها كل مصطاف عن غير وعي بخطورتها. (*) اختصاصية في الأمراض الجلدية والتناسلية أستاذة سابقة بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء